وسط الأجواء الرمضانية.. سوريا تحتفل بشهر الصيام رغم الغلاء ومواجهة كورونا

سوريا
سوريا

فريال : السوريون صائمون وصامدون بالرغم من الحرب وكورونا
زهران : الأجواء الرمضانية فى مصر وسوريا متشابهة

ايمن عامر

لازال السوريون يحاولون التعايش مع أثار الحرب التى دامت أكثر من عشر سنوات و غلاء الأسعار لم تلغى مظاهر الفرح و بهجة رمضان من قلوب الدمشقيين ممن اعتادوا في الماضي الخروج لرؤية زينة رمضان وفانوسه وهو من التقاليد الوراثية المعتادة التي أنارت سابقاً الحارات الدمشقية القديمة.

اقرا ايضا|رئيس الاستخبارات السعودية السابق: إدارة أوباما باركت حكم الإخوان في مصر

والشعب السورى مازال يتمسك بالمأكولات التقليدية السورية كالمعروك والناعمة والمشروبات الباردة كالعرق سوس والتمر هندي ، كما يتزاور السوريون بعضهم بعضاً لتقديم التهاني بين الأهالى والأحبة ، فيجولون بثيابهم الشعبية التقليدية المزركشة وهم يعتمرون طرابيشهم الحمراء ويحملون على ظهورهم أباريق نحاسية مزخرفة مرددين أغاني شعبية خاصة برمضان ، كما يبيع التجار مشاريبهم الشعبية التي يحرصون على إعدادها عادة في بيوتهم لتسيد موائد الإفطار والسحور.

قالت الناشطة السياسية السورية فريال جزماتى الأم المثالية لمدينة حلب ، لبوابة اخبار اليوم أن الشعب السورى يعيش أجواء رمضانية سعيدة ويقيم الحفلات الرمضانية ويؤدى صلوات التراويح فى المساجد الكبيرة ، متجاوز محنة الحرب التى دامت أكثر من عشر سنوات ، مؤكدة أن سوريا مازالت صامدة متمسكة بإراداتها ، مقدمة التحية للشعب السورى الذى تجاوز محنته فى مواجهة الحرب على الإرهاب والقوى الإمبريالية التى أرادت النيل من سوريا دون تحقيق أهدافها الاستعمارية ، مؤكده أن الشباب السورى استطاع العيش والعمل داخل وخارج سوريا لأن الدولة رسخت داخلة التنمية البشرية التى جعلته يعمل فى أى مكان وتحت أى ظروف.

وأشارت إلى أن ارتفاع الاسعار والغلاء ظاهرة عالمية ، وزادت فى سوريا بسبب الحرب ، لكن الرئيس بشار الأسد اتخذ عدة إجراءات لدعم الحالة الاقتصادية للشعب السورى وقد أقال مدير عام البنك المركزى بعدما تسبب فى إنهيار الليرة السورية حيث أصبح 4 ألاف ليرة بدولار واحد فقد وانخفضت الأن إلى 2300 ليرة بدولار مؤكدة أن الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية بتحسن دائم ، مناشدة المجتمع الدولى رفع الحصار عن الشعب السورى حتى يعيش بمقومات الحياة الطبيعية .

وأكدت فريال جزماتى أن الاجواء الرمضانية بسوريا تشبه الأجواء فى مصر من حيث الشعائر والاحتفالات والسهرات والعزومات والأكلات والمشروبات الرمضانية مؤكدة أواصر الأخوة بين الشعبين السورى والمصرى منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأوضحت فريال جزماتى أن الشعب السورى مازال يحتفظ بطقوسه الرمضانية المتوارثة كما يحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع السوري متجاوز سطوة الأزمة المعيشية وتفشي وباء كورنا.

وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قناة السويس والأمين العام المساعد للتجمع العربى والإسلامى ، أن الأجواء الرمضانية فى سوريا تشبه الأجواء الرمضانية فى مصر ، فمثلما يحدث فى مسجدى الحسين والأزهر يحدث فى المسجد الأموى بدمشق ، وما يجرى من سهر ومشتريات فى أسواق القاهرة يجرى فى دمشق الشام " عاصمة سوريا " وهناك تشابة كبير بين زينة رمضان بمصر مع زينة رمضان بسوريا وكذلك هناك تشابة للاحتفالات والسهرات الرمضانية.

وأشار الدكتور جمال زهران ، إلى أن الشعب السورى يواجه مشكلة اقتصادية حالياً ، بعد انخفاض سعر الليرة مقارنة بسعر الدولار ، وهو ما جعل الرئيس بشار الأسد يقيل رئيس البنك المركزى بسوريا باعتباره المتسبب فى انهيار العملة ، كما قرر الرئيس بشار منح حوافز ومكافأت وبدلات إضافية للشعب لتحسين ظروف حياتهم الاقتصادية فى شهر رمضان الكريم وهو ما احدث رخاء اقتصادى لدى الطبقة الوسطى والموظفين ، مشيراً إلى أن الأهالى فى المناطق الشعبية مثل اللازقية وحلب وبنياس وريف دمشق يحبون الحياة ويحتفلون بالليالى الرمضانية وزيارة المساجد خاصة فى الجامع الأموى والمنطقة المحيطة بها فى وسط المدينة.

وأكد زهران ، أنه برغم التحديات والظروف الصعبة بعد مرور أكثر من عشر سنوات من الحرب مع الإرهاب والتدخلات الأجنبية والإقليمية والعربية لتدمير سوريا ، إلا أن الشعب السورى استطاع أن يتحمل ويواجه المؤامرات وهذه الأزمة واستطاعت الدولة السورية أن تستعيد قوتها مرة أخرى ، والأن يعيش الشعب السورى رمضان بشكل جميل جداً مثل الشعب المصرى تماماً.

ولفت إلى أن الشعب السورى يواجه تحديات جائحة كورونا أيضاً وقد أصيب الرئيس بشار الأسد وعقيلته ، فضلاً عن مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التى تحاول الدولة تيسير الأمور الاقتصادية للشعب لافتاً إلى أن الصين وروسيا يقدمان مساعدات اقتصادية لسوريا.

وأكد زهران أن معظم الأراضى السورية تشهد استقرار ما عدا المناطق المتواجدة فى الشمال الشرقى التى تخضع للنفوذ الإقليمى والتى تشهد بعض الحوادث من آن لأخر من الإرهابيين مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن تسعى إلى الإنسحاب الكامل من سوريا والعراق وذلك بعد الخسائر الفادحة دون تحقيق أهداف سوى تخريب البلدين.

وناشد زهران بعودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية حتى تلتأم المنطقة العربية وأن تعاد حضن الجامعة العربية لسوريا خاصة أن سوريا دولة فاعلة
ومن جانبه قال الناشط السورى عبد الرحمن ربوع ، أنه عند الإفطار بالكاد باتت العوائل توفر طعامها مما يحرمهم معايشة الأجواء الرمضانية وإقامة الولائم وتبادل العزائم بين الأقارب والأصدقاء وهي من المظاهر التي اتسمت بها أيام رمضان في الماضي.

وقال زهران أن مائدة رمضان تعاني الوحدة اليوم حتى ضمن العائلة الواحدة التي غاب عنها أبنائها إما بفقد في الحرب أو سافروا إلى خارج البلاد بسبب الضائقة الاقتصادية ، منوهاً إلى أن جائحة كورونا فرضت على الشهر المبارك التباعد والذي يعتبر التقارب والتواصل والتزاور الأسري والعمل الخيري والتعبد في الجوامع وإقامة صلاة التراويح من أبرز سماته.