كلنا.. مخطئون

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تنازلت عن حضانة اولادي وانا مبتسمه ، لا أعرف ما سر البلاهة التى أصابتنى وقتها .. أتذكر كنت اضحك ، وكان الجميع ينظر الى وكأن الجنون قد تملكني ..لكن الحقيقة أننى كنت اموت بداخلى ، العن الفقر وقلة الحيلة ، وألقى راية الاستسلام لطليقى الثرى الذى سينقذ اطفالى من براثن البؤس والمعاناة التي سيعيشونها معي .

نعم سيدي.. ليس مطلوبا منى ان اصرخ ، واذرف الدموع حتى أنال استحسان وتعاطف قرائك من أجل مساندتى لعودة حضانة اولادي لي ، بل أنا معترفة بكامل قواي العقلية أنني تنازلت عن اولادى بمحض ارادتى لطليقى ، و اتذكر وقتها انه كان مبتسما و منتشيا ، فهو يعرف أنني فقيرة ، وان وجود اولادى معى سيخلق الحرمان الذي بسببه قد يكرهونني طوال حياتى .

تعاطفت مع صاحبة قصتك فى العدد السابق والتى حملت عنوان "البراءة.. وحدها لا تكفي " ، والحقيقة ان قصتها شبيهة بقصتى ، لكن الفرق بيننا أنني استسلمت من أجل مصلحة اولادى ، اما هى مازالت تصرخ وتكافح لعودة حضانة أولادها لها .

دعنا نعترف ..إننا متشابهين فى سبب التنازل ، كلانا يعلم ان الفقر ومصلحة الأولاد هى الاهم ، كلانا يدرك اننا ضحينا ليسعد أبناءنا، وأنه يوجد مثلنا ملايين الأمهات والآباء ، لكن هناك من يبث السموم فى عقول ابنائنا ، و يتهمنا اننا تنازلنا ، ليس ذلك فقط ، بل يشوهون صورتنا امام اولادنا ، فنصبح فى نظرهم كتاب أسود يجب ألا يفتح او تقلب صفحاته .. فقط المطلوب ان يغلق او يحرق و يرمى فى سلة المهملات .

انا ام لثلاثة اطفال ليس لدى عمل ، اعيش مع شقيقتى ،واتقاضى معاش والدى ، انفصلت عن زوجي لاسباب كثيرة اهمها انه كان يخونني جهارا ، نهارا ، والغريب انه اتهمني بعد الانفصال بالتواصل مع شباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى وزرع ذلك فى عقول أبنائنا .

لم احاول او ابحث عن حضانة اولادى ، بل تنازلت عنها بمحض ارادتى ، زوجى ثرى جدا ، يعمل فى إحدى المؤسسات الأجنبية فى مصر ، ويتقاضى مرتب كبير ، لكن الصعوبة اننى لم استطع فى يوم من الايام معرف راتبه ، وعندما حاولت إقامة دعوى نفقة اكتشفت تلاعبه فى قيمة مرتبه .. فقررت حل الأمور بشكل ودى . خاصة وان اولادى فى مدارس أجنبية ، وان أي خطوة غير التنازل عن حضانتهم قد يؤثر على تعليمهم ومستقبلهم.

اعترف سيدي أنني لم أرى أولادي سوى ٣مرات بعد الطلاق الذي وقع منذ عامين ، وعندما قررت أن أقابلهم دون التنسيق مع والدهم، فوجئت برفضهم رؤيتي في المدرسة.. واتهموني بأبشع الاتهامات، لذلك قررت الاستسلام، وان اكتفي فقط بتتبع صورهم عبر السوشيال ميديا.

نهاية سيدى ..أؤكد لك أنني لن احاول اعادة حضانة أولادى لي مهما وقف القانون معى ولك الحق آن تتهمنى كما تشاء .. قل ام جاحدة ، لكننى سأظل مستسلمه ، راضيه بسعادتهم مع والدهم ، فهو يجلب لهم كل مايحلمون به ، لكن لدى طلب وامل ورجاء ..ابحثوا عن حل لالاف الآباء والأمهات الذين تنازلوا عن حضانة أولادهم نتيجة فقر وقلة حيله، أو بسبب تشهير وتشويه سمعه، أو لأي سبب آخر.. انتم لاتدركون أن انتقام الحرمان قد يولد بركان ياكل كل من يقف أمامه . ولكم عبرة في حوادث القتل بين الأزواج في الشوارع والتي تشهدها بعض المحافظات مؤخراً.. ا بحثوا عن قانون . حتى لو كان الحبس مصير كل أب أو أم. يمنع الطرف الآخر من رؤية أبناءه، ولاتنسوا أن تضعوا عقوبة لكل شخص يساهم في تشويه صورة الآخر لدى أبنائه حتى ولو بكلمه.

أحلام . م