10 آلاف دينار.. جائزة مهندس أول مئذنة في القاهرة

10 آلاف دينار.. جائزة مهندس أول مئذنة في القاهرة
10 آلاف دينار.. جائزة مهندس أول مئذنة في القاهرة

من مكبرات آلاف المآذن الممتدة من أسوان إلى الإسكندرية مرورًا بالقاهرة مدينة الألف مئذنة تخرج الدعوات يوميًا للصلاة في أرجاء المحروسة.

وانتشرت في القاهرة الفاطمية العديد من المساجد منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص، وكان لكثير منها العديد من المنارات التي كان يعتليها المؤذن لرفع الأذان، ولكن كان لمسجد أحمد بن طولون بصمة معمارية في تاريخ المساجد الإسلامية؛ حيث كان أول مسجد تعلوه مئذنة مماثلة لمئذنة مسجد الخليفة المتوكل في مدينة سامراء على نهر دجلة بالعراق.

واستوحى المهندس الذي بناه فكرة المئذنة الحلزونية من أحمد بن طولون عندما لاح بمسبحته بشكل دائري عندما كان يشرح له عما يدور في ذهنه بشأن التصميم المعماري للمئذنة.

اقرأ أيضا| مساجد تاريخية| حكاية أصل مسجد «محب الدين أبو الطيب»

وبالفعل كان وراء بناء المسجد قصة طويلة نشرتها جريدة الأخبار في 30 نوفمبر 1970؛ حيث كان أحمد بن طولون في حيرة من أمر بناء هذا المسجد بمئذنته الحلزونية، فكان يحتاج إلى 300 عمود وللحصول على ذلك العدد كان لابد من انتشالها من أحد الكنائس والمعابد الأمر الذي كان مرفوضًا من أحمد بن طولون متعللا بعدم رغبته بالتعدي على ممتلكات الطوائف المختلفة لقيمتها التاريخية.

وكان قد ورد إلى مسامع أحد المهندسين الذي كان مسجونًا في ذلك الوقت تلك الحيرة الواقع فيها بن طولون واستطاع أن يوصّل رسالة له عن طريق أحد حراس السجن بأنه يمتلك الحل المعماري لبناء المسجد والمئذنة دون الاستعانة بكل هذه الأعداد من الأعمدة.

ذهل أحمد بن طولون من رأي المهندس، قائلا: «ويحك وكيف يمكن أن تفعل ذلك؟» فكان رد المهندس أنه يستطيع بناء المسجد بعمودي القبلة فقط مستعينا بمجموعة من الجلود صنع منها نموذجا معماريا للمسجد لتوضيح فكرته.

نالت الفكرة إعجاب أحمد بن طولون وأعطى المهندس الأمر بالبدء في عمليات البناء، وقد استغرق بناء المسجد عامين وتكلف 120 ألف دينار.

وتم الانتهاء من بنائه في رمضان عام 265 هـ‍ وصلى فيه أحمد بن طولون أول صلاة جمعة من هذا الشهر، وبعد أن فرغ من الصلاة تصدق بن طولون بصدقات كثيرة وأطعم الآلاف من الفقراء والمساكين ولما همّ بالانصراف إذا بالمهندس الذي بني المسجد واقفا على مرتفع يصيح بأعلى صوته: «يا أمير الأمان يا بن طولون عبدك يريد الجائزة» فأجابه بن طولون: «أنزل فقد آمنك الله ولك جائزة»، وأمر بصرف 10 آلاف دينار له.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم