بسم الله

استحلال المال العام

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

يبدو أن مقال أمس «نموذج مكافحة الفساد» فتح شهية القراء الأعزاء للتعليق. فقد تلقيت رسالتين، الأولى من المهندس هانى صيام يقول فيها: استوقفتنى عبارة (وبالرغم من جهود مكافحة الفساد إلا أن لدينا البعض من ضعاف النفوس أو بالأحرى منعدمى الضمير يمدون أيديهم بدفع أو أخذ رشوة). وأرى أن الفساد استشرى فينا انتشار النار فى الهشيم، حتى بات وكأن استحلال المال العام صار أمرا مألوفا لضعاف النفوس ومنعدمى الضمائر. هناك نماذج عديدة من الممارسات التى تكشف عن وقائع فساد (غير مباشر)، باتخاذ قرارات غير مدروسة على النحو الأمثل ينجم عنها إهدار مال عام.
ومن الفساد المالى والإدارى بعض الممارسات الرياضية التى تمر بغير عقاب أومساءلة. مثل الصفقات المضروبة التى تعقدها بعض الأندية مع أرباع النجوم باعتبارهم لاعبين سوبر بمبالغ فلكية دون الوقوف على المستوى الفنى الحقيقى، وقدرة التأقلم مع الظروف المحيطة والتجانس مع لاعبى الفريق. والمغالاة فى صرف مكافآت الفوز فى المباريات. وعقد معسكرات بالخارج ولدينا المركز الأولمبى الجاهز لذلك، وغيره من المراكز. وقيام بعض الأندية بالاستغناء عن بعض اللاعبين بدون مقابل وقد كلف التعاقد معهم خزينة النادى أموالا طائلة.. وإغفال قواعد الناشئين التى تزخر بها الأندية المصرية وعدم الاهتمام بتصعيد اللاعبين الموهوبين اعتمادا على التعاقد مع لاعبين أجانب مما يلقى بظلاله القاتمة على مستقبل الكرة المصرية ومنتخب مصر.
أما الرسالة الثانية فمن القارئ العزيز نصر اللوزى يقول فيها: والله لن أكون مبالغا أبدا إذا قلت إنكم فى مقدمة لواء محاربى الفساد.. إن نشر وقائع الفساد التى حرصتم على أن يعرفها القارئ، إضافة إلى بث الروح الوطنية لمحاربة الفساد حتى يتم تأسيس الدولة المصرية الحديثة على أسس علمية، والحفاظ على المكاسب ومقدرات الشعب المصرى هى أحد وسائل الحرب على الفساد.. إنها معركة لا تقل شراسة عن الحرب على الإرهاب فى ربوع مصرنا الغالية. إنها معركة بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسى ولن تتوقف أبدا، وسوف تمتد لسنوات قادمة من أجل تطهير مصرنا الغالية من كل صور الفساد.
دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها من الفساد والفاسدين والمفسدين.