حسن حمدى.. وزير الدفاع والقلب الشجاع

حسن حمدى.. وزير الدفاع والقلب الشجاع
حسن حمدى.. وزير الدفاع والقلب الشجاع

 كتب :شوقى حامد

مشــــــوارى فــــــى بـــــــــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســجيل واسـتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

عايشت كابتن حسن حمدى الرئيس السابق للأهلى على مدار أربع حقب زمنية منذ أن كان لاعبا بفريق النجوم الذهبى الذى احتكر البطولات للقلعة الحمراء لأكثر من عشر سنوات متصلة، وأشهد أنه العفيف الحصيف النظيف الشريف الذى لا تملك إلا أن تحترمه وتوقره وتبجله حتى لو اختلفت معه.. مقتصد فى كلماته.. موجز فى عباراته.. حاسم فى توجهاته.. حازم فى قراراته.. تشعر وأنت تجالسه أنك فى حضرة وزير.. وتحس وأنت تنصت له أنك أمام مهيب وكبير.. لديه ثروة فطرية هائلة من التوازن النفسى والثبات الانفعالى وقناعة عميقة بإنابة الأعمال لتعبر عن الأقوال.. وُلد محمد محمود حمدى إسماعيل الشهير بحسن حمدى فى الثانى من أغسطس عام ٤٩ بحى المنيل ولعب الكرة الصفراء فى شوارع هذا الحى الراقى الذى أفرز بعض الموهوبين أمثال ميمى الشربينى، وتلقفته العيون الخبيرة ليمم وجهته شطر القلعة الحمراء بالجزيرة، ولم يكن قد أنهى عامه الـ١٣.. ولموهبته الأصيلة ومهاراته الجميلة وأخلاقياته الرفيعة أصبح رئيسا لفرق الأشبال تحت ١٤ و ١٦ و ١٨ وبادر الفنيون عن الفريق الأول بتصعيد هذا النابغ ليقود رفاقه الموهوبين فى هذا الجيل أمثال صفوت عبدالحليم ومحمود الخطيب ومحسن صالح وطاهر الشيخ ومصطفى عبده ومصطفى يونس وسمير حسن ومختار مختار وشطة ومبروك وماهر همام وإكرامى وثابت البطل.. كان من الطبيعى أن تنضم تلك الحبات اليانعة من عنقود الموهوبين المزدهر إلى منتخب مصر مع نهاية عقد السبعينيات وبداية الثمانينيات ولأكثر من عشر سنوات متصلة.. وبدون عويل أو تهويل قرر الوزير هجر الأبسطة الخضراء فى عام ٧٨ وليمارس الأعمال القيادية والإدارية حيث جاء تعيينه وهو لم يزل لاعبا بوكالة الأهرام للإعلان، فضلا عن مساعدة مدير الكرة بالأهلى كابتن طارق سليم.. وكعادته أخلص فى كل ما اضطلع به من أعمال فتدرج بالمجالين ليصبح مديرا شهيرا لهذه الوكالة، وكذلك مدير للكرة ومساعد للمايسترو صالح سليم الرئيس الأسطورى للأهلى.. ولحسن حمدى مواقف تاريخية لا يمكن لأى جاحد أن ينكرها أو تغفلها كتب التاريخ الرياضي.. فهو الذى أصدر قراره الحازم بإيقاف وتجميد الفريق الأول بالقلعة الحمراء وكان لايزال يضم نخبة من النجوم عقابا لهم على شبهة التمرد تحت قيادة الكابتن محمود الجوهرى، وقام بتصعيد فريق الشباب بقيادة الكابتن هانى مصطفى ليلعب هؤلاء الأشبال المباراة التى لن تنساها جماهير الناديين ويفوز الشباب على عتاولة الزمالك ٣/٢.. ولعلى أذكر للكابتن حسن مواقفه التربوية والقيادية فى رحلاته وأسفاره كرئيس لبعثة النادى فى العديد من البلدان الأفريقية والعربية.. ويوم أن كنا بتونس لمواجهة الترجى فى بطولة أفريقيا حرص مانويل جوزيه المدير الفنى على اتباع طريقة عقيمة دفاعية بحتة.. وحتى عندما كانت تلوح للمهاجمين فرصة مواتية كان لا يعبأ بها أو يحثهم على إكمالها بهدف، بل كان يدفعهم للعودة سريعا للدفاع.. وبعد اللقاء طلبت من الكابتن حسن أن يعقد لنا جلسة فورية مع البرتغالى قبل أن نبعث برسائلنا حتى لا نقسو عليه فيها.. لم يتردد كابتن حسن بل جمعنا به فى بهو الفندق وصارحه بأن الإعلاميين عاتبون عليه بشدة ويودون تفهم وجهة نظره ـ يومها قطع جوزيه على نفسه عهدا بأن يفوز فريقه فى القاهرة بثلاثية وقد كان هذا الوعد حقيقة بعد لقاء العودة.. ارتقى حسن حمدى درجات سلم القيادة فى القلعة الحمراء فكان عضوا بمجلس الإدارة مع المايسترو عام ٨٤ ثم أمينا للصندوق بوصفه من خريجى كلية التجارة عام ٨٧ ثم وكيلا للمجلس عام ٩٢ وتمت إعادة انتخابه مرة تالية عام ٩٦ ثم تولى قيادة المجلس بالإنابة لوفاة معلمه وأستاذه المايسترو صالح سليم ٢٠٠٢ ثم رئيسا بالتزكية فى ٢٠/٩/٢٠٠٢ وليكون الرئيس رقم ١٣ للقلعة الحمراء.. ورغم أن حسن حمدى كان رئيسا للأهلى ولوكالة الأهرام يوم أن كان الخطيب نائبا له فى الجهتين غير أنه ظل يسانده ويعاونه حتى يومنا هذا بعد أن اعتزل الأعمال التنفيذية وفضل الخلود للاستمتاع  بحياته العائلية وسط أسرته المتماسكة مع السيدة عقيلته ونجله تيمور وابنته وأحفاده.. ولا أنسى مواقفه التى تضخ تعاطفا وتعاونا مع كل المحيطين به ومعى شخصيا يوم أن حرص على الحضور للعزاء فى قرينتى واعتذر عند انصرافه لاضطراره لحضور وترؤس اجتماع لمجلس إدارة النادى.. وكان له مجموعة من المقربين والأصدقاء له سواء من الكبار أمثال الأستاذ إبراهيم نافع والدكتور حسن مصطفى والمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام الأسبق والأستاذ إبراهيم حجازي.. أو من أقرانه أمثال كابتن محمود الخطيب.. ويرفض رفضا قاطعا العودة من جديد للأعمال التنفيذية بين قيادات الجزيرة والجبلاية.