تأملت فى احتدام الصراع بين البشر جميعاً فوجدت أن سببه الرئيسى اختلاف المشارب وتعدد المذاهب وتنوع الآراء، كل يتعصب لما يدين به ويريد أن يهيمن به ويسيطر حتى فى محيط الأسرة الواحدة تجد النزاع المستمر والخصام الدائم والشقاق الذى لا ينقطع قد يؤدى كل ذلك إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح.
يقول المرحوم الشيخ محمد يوسف عيسى إن الله سبحانه وتعالى وعد عباده المؤمنين الذاكرين وكفاهم شرفاً توجيه الخطاب إليهم قائلا: «فاذكرونى أذكركم»، والذكر الذى يأمر الله به يكون باللسان كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وتلاوة القرآن والدعاء ويكون بالجوارح كالركوع والسجود فى الصلاة وبالقلب كالخشوع والخضوع والمراقبة، ومن فضل الله على عباده الذاكرين أن يذكرهم فى ملأ خير من ملئهم، ففى الحديث القدسى عن رب العزة: «من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ومن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير من ملئه» أى أعطيته عطايا ظاهرة لعبادى وأظهر فضله لهم وذكر الله لعباده الذاكرين يكون بكشف الحجب لهم والفيض عليهم برحمته والاحسان إليهم.
