فى الصميم

لماذا انزعجوا من زيارة قيس سعيد؟

جلال عارف
جلال عارف

جماعة «الاخوان» فى تونس منزعجة من زيارة الرئيس قيس سعيد لمصر وما أكدته من علاقات المودة والأخوة الصادقة بين شعبى البلدين الشقيقين. وانزعاج «الإخوان» أمر متوقع فى ظل صراعهم مع كل من يريد الحفاظ على تونس العزيز دولة وطنية مدنية. ومع ذكريات أليمة عن تجربتهم الخائبة فى مصر التى أسقطها شعب مصر فى 30 يونيو، وأسقط معها المشروع التآمرى الإخوانى للهيمنة على مقادير الوطن العربى بالتحالف مع كل أعداء الأمة.
خلال كلمة وجهها الرئيس قيس سعيد للتونسيين بمناسبة حلول شهر رمضان تحدث عن الاستغلال السياسى للدين الحنيف قائلا: إن الله توجه الى المسلمين والمؤمنين وليس الى الاسلاميين «أنصار الاسلام السياسى» الذى وصفه بأنه مناورة كبرى يقصد منها تفريق المجتمع».
حديث قيس سعيد وما أثاره من جدل واسع هو فصل من الصراع السياسى الممتد فى تونس الشقيقة بين تيار «الاخوان» وحلفائهم وبين أنصار الدولة المدنية.. وهو صراع سوف يحسمه شعب تونس بوعيه الكبير، وبحرصه على ماحققه من مكتسبات عبر نضاله الطويل من أجل بناء دولته الوطنية القادرة على تحقيق التقدم والمساواة بين كل مواطنيها وتقديم نموذج للتمسك بالهوية العربية مع الانفتاح على العالم واستشراف المستقبل بعيدا عن دعوات الجاهلية الجديدة التى تريد العودة الى ظلام العصور الوسطى!
يريد «إخوان تونس» جعل زيارة الرئيس قيس سعيد لمصر جزءا من صراعهم على السلطة.. بينما الزيارة كانت رسالة محبة وتضامن بين الشعبين الشقيقين.. والكل فى تونس العزيزة يعرف جيدا أن مصر لاتتدخل فى الشئون الداخلية لغيرها كما لاتقبل من أحد أن يتدخل فى شأنها الداخلى وهو أمر لايفهمه ـ للأسف الشديد ـ من لايحرصون على الدولة الوطنية ومن يضعون مصلحة الجماعة أو التنظيم «ولو كان ارهابيا» فوق مصلحة الوطن!!