من «بورقيبة» إلى «عبدالناصر».. صفعات الرئيس التونسي للإخوان

الرئيس التونسي خلال  توقيعه في دفتر زيارات ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
الرئيس التونسي خلال توقيعه في دفتر زيارات ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

«قرأنا التاريخ».. عبارة من اثني عشرة حرفا أطلق بها الرئيس التونسي قيس سعيد لسانه في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه منصبه في أكتوبر 2019، كلمتان عبر بهما عن مدى شوقه للحضارة المصرية قديمها وحديثها، في حب ترجمته جولاته منذ أن وطأت قدماه «أرض الكنانة» بين التاريخ المصري القديم والإسلامي والحديث.

رسالة من أمام ضريح «بورقيبة»

وبين هذا وذلك كانت لجولات الرئيس التونسي قيس سعيد بين المعالم المصرية رسائل عميقة وجهها إلى من وصفهم بـ«لصوص مقدرات الأوطان»، فقبل أيام وتحديدا في السادس من الشهر الجاري أحيا «سعيد» الذكرى الـ21 لوفاة مؤسسة الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة، ليوجه من أمام ضريحه رسائل طمأنة لشعبه وتحذيرا لحزب النهضة الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي في تونس.

من ضريح «الحبيب بورقيبة» أغلق الرئيس التونسي مسألة الحوار الوطني التي أعلنها الاتحاد العام التونسي للشغل، بهدف فتح منافذ لإقامة الحوار وكسر الحواجز القائمة بين مؤسسات الدولة، وذلك بعد أن أدخلت حركة «النهضة الإخوانية» تعديلات على قانون المحكمة الدستورية يخول لها انتخاب أعضائها بمجموع 131 صوتاً عوض 145، ما يتيح لها التلاعب في اختيار الأعضاء وفق أكثريتها البرلمانية ووزن حلفائها. 

تحذير للإخوان
وقال «سعيد»: «لن أتحاور إلا مع من يقدم الحلول، فبعض القوى والأطراف ما زالت تسيطر على أجهزة الدولة، رحم الله الزعيم بورقيبة فكان يرفض التعددية الحزبية حتى عام 1981، وبعد ذلك جاءت الانتخابات التشريعية للننتقل من الحزب الواحد إلى اللوبي الواحد، وأنا لست مستعدا أبدا للتعامل مع اللوبيات ومن سرقوا ومن سطوا على مقدرات هذا الشعب.. فلن أتحاور مع اللصوص».

أمام ضريح الزعيم عبدالناصر

وفي زيارته إلى مصر التي تستغرق 3 أيام حرص الرئيس التونسي على زيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، العدو التاريخي والقديم لتنظيم الإخوان الإرهابي، وكأنه يبعث برسالة تأكيد على مواجهته كل الأطماع الإخوانية السياسية التي يسعون لتحقيقها لمحاولة السيطرة على المشهد التونسي، وهو الأمر الذي قابله عناصر التنظيم في بلاده بهجوم حاد، كان في مقابله إشادة شعبية كبيرة بالزيارة.

الرئاسة التونسية نشرت صورة أظهرت نصا كتبه «سعيد» في دفتر زيارات ضريح جمال عبد الناصر، وجاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. وقفت اليوم أمام ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ترحما على روحه الطاهرة ومتذكرا مواقفه ومناقبه، كنا في تونس نتابع خطبه، ولا زالت عديد مواقفه حاضرة إلى حد يوم الناس هذا حاضرة في أذهان الكثيرين.. رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد».     

إكليل الزهور على قبر السادات
أيضا أدى رئيس الجمهورية التونسية زيارة إلى ضريحة الرئيس الراحل محمد أنور السادات والجندي المجهول، ووضع أكاليل زهور على قبريهما وتلا فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهما، وقبل ذلك زار بعض المواقع التاريخية في القاهرة، حيث اطلع على مكونات المتحف القومي للحضارة الذي تم افتتاحه مؤخرا، ثم زار مسجد عمرو بن العاص، وحرص على أداء الصلاة فيه، ثم زار قلعة صلاح الدين الأيوبي، وذلك بصحبة وزير السياحة والآثار خالد العناني.



كأنه ليس زعيما وقائدا بل سايح شاغوف بحب التاريخ المصري وعراقة شوارعه التاريخية، قال رئيس تونس قيس سعيد، مساء أمس السبت، برفقة بوزير السياحة والآثار، خالد العناني، بجولة في بعض المواقع التاريخية بالقاهرة الفاطمية في شارع المعز اطلع خلالها على خصوصيات بعض المواقع التاريخية والدينية.

 

زيارة الأوبرا
ووفق بيان لوزارة الثقافة، فمن المقرر أن يختتم الرئيس التونسي زيارته بجولة لتفقد متحف ومسارح دار الأوبرا المصرية، يعقبها مشاهدة احتفالية فنية مصرية تونسية تقام في السادسة مساء على المسرح الكبير، يحييها كل من المطرب لطفى بوشناق، والمطربة ريهام عبدالحكيم بمصاحبة الفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمى.