توصلنا إلى ٢٥٪ من آثارها والاكتشاف يغير التاريخ

زاهي حواس يكشف تفاصيل المدينة المفقودة

المنطقة الأثرية للمدينة المفقودة
المنطقة الأثرية للمدينة المفقودة

‮«‬جامعة‭ ‬هوبكنز‮»‬‭: ‬المدينة‭.. ‬أهم‭ ‬كشف‭ ‬أثرى‭ ‬بعد‭ ‬توت‭ ‬عنخ‭ ‬آمون‭ ‬

كتب: أشرف إكرام - نوال سيد عبدالله

أعلن د. زاهى حواس عالم المصريات فى مؤتمر صحفى بالأقصر أمس، أن البعثة المصرية برئاسته، كشفت خلال أعمال حفائرها التى تُجريها بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، عن المدينة المفقودة تحت الرمال، والتى كانت تُسمى "صعود آتون"، والتى يعود تاريخها إلى عهد الملك "أمنحتب الثالث"، واستمر استخدام المدينة من قبل الملك الذهبى "توت عنخ آمون" أى حوالى 3000 عام..

وكشف حواس أن ظهور أتون قبل اخناتون يدل أن عبادة أتون ظهرت قبل عبادة اخناتون وذلك حدث جلل يغير كتب التاريخ كلها، مضيفاً أن ما تم اكتشافه هو فقط 25٪ من المدينة كاملة، أى أن البعثة مستمرة فى البحث عن باقى 75٪ من المدينة بالاستعانة بمجسات على الجانب الآخر من الطريق.

وأكد أن تلك المدينة تسمى "إشراقة آتون"، أكبر مدينة سكنية وإدارية وصناعية فى عصر الإمبراطورية المصرية بغرب الأقصر، وهى المدينة المفقودة التى تضم سلسلة من المنازل تؤكد أن منطقة البر الغربى كان بها حياة، وليست مدافن ومقابر فقط، وهى تعود لعهد أعظم ملوك مصر، وهو الملك "أمنحتب الثالث"، الذى حكم مصر من 1391ق. م.

جانب من الاستكشافات الأثرية

ووجه الدكتور زاهى حواس خلال المؤتمر الصحفي، رسالة لجميع العاملين بالبعثة المصرية وفريق العمل والعالم أجمع، بعد هذا الاكتشاف العالمى الجديد، وقال: إن رسالتى بسيطة جداً لأنى دائما كنت أقول لما تقلدت منصب الآثار فى عام 2002، أننا نريد أن نكون علماء فى آثارنا قبل أن يكون الأجانب علماء، والمدرسة المصرية فعلاً "مش كلام" قوية وقادرة، والحفائر الحالية تمت بأيدى بعثة مصرية وباسم المصريين كلهم، وهى حفائر مصرية مُتكاملة وأنا سعيد أن البعثة المصرية عملت هذا الاكتشاف، وكذلك البعثات المصرية بقيادة الدكتور مصطفى وزيرى نجحت فى حفائر عالمية عرضت فى مختلف وسائل الإعلام حول العالم أجمع ولا تزال مستمرة.

وأكد عدد كبير من الاكتشافات الأثرية على تاريخ المدينة مثل الخواتم والجعارين والأوانى الفخارية الملونة والطوب اللبن، الذى يحمل أختام "خرطوش" الملك "أمنحتب الثالث"، وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة. وعثرت البعثة فى الجزء الجنوبى على المخبز ومنطقة الطهى وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأوانى التخزين الفخارية، والذى كان يخدم عددًا كبيرًا من العمال والموظفين.. أما المنطقة الثانية، والتى تم الكشف عنها جزئيًا، وهى تمثل الحى الإدارى والسكنى حيث تضم وحدات أكبر ذات تنظيم جيد. وهذه المنطقة مُسيجة بجدار مُتعرج، مع نقطة دخول واحدة فقط تؤدى إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية، وهذا المدخل الوحيد يجعلنا نعتقد أنه كان نوعًا من الأمن حيث القدرة على التحكم فى الدخول والخروج إلى المناطق المغلقة، وتعتبر الجدران المُتعرجة من العناصر المعمارية النادرة فى العمارة المصرية القديمة، وقد استخدمت بشكل أساسى فى نهاية الأسرة الثامنة عشرة.. أما المنطقة الثالثة فهى ورشة العمل، حيث تضم بإحدى جهاتها منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، ويحتوى الطوب على أختام تحمل "خرطوش"، الملك أمنحتب الثالث "نب ماعت رع".. وتم اكتشاف عدد كبير من قوالب الصب، الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية الدقيقة، وهذا دليل آخر على النشاط الواسع فى المدينة لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر. وعثرت البعثة فى جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة فى النشاط الصناعى مثل أعمال الغزل والنسيج، كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، لكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد..كما تم العثور على دفنتين غير مألوفتين لبقرة أو ثور داخل إحدى الغرف، ومازال البحث جارياً لتحديد طبيعة والغرض من هذه الدفنات.

من جانبها، قالت الدكتورة "بيتسى بريان"، أستاذة علم المصريات بجامعة "جون هوبكنز": إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثانى اكتشاف أثرى مهم بعد اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون"، وإن اكتشاف هذه المدينة، لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين فى عصر الامبراطورية، ولكنه أيضاً سيساعدنا فى إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز فى التاريخ، لماذا قرر "إخناتون"، و"نفرتيتي" الانتقال إلى العمارنة؟!