إنهــا مصـــــــر

«كل عام وأنتم بخير»

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

اللهم ارفع عنا البلاء والوباء
فرمضان بلمسات مصرية، هو الزينات والأنوار التى تملأ الشوارع والمساجد، ولم ينطفئ نورها فى عز أزمة الكهرباء وجبروت الجماعة الباغية، ولن ينطفئ بإذن الله فى ظل وباء كورونا، والنور ليس التيار الذى يسرى فى الأسلاك، وإنما لمسات إيمانية هادئة، تجمع قلوب المصريين فى صلاة الفجر، والتواشيح التى تملأ فضاء الكون، تعكس فنا مصريا أصيلا، يمزج بين حلاوة الإيمان، وروعة الدعاء الذى ينساب على الألسنة وينبع من القلوب.
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء حتى تعود الأيام الجميلة ويتذوق الصائم حلاوة الإيمان، المشفوع بكل مظاهر البهجة، ومصر هى الدولة الوحيدة فى الدنيا، التى لا ينام أهلها ليل نهار فى هذا الشهر الكريم، اللهم أعد إلينا ساحات مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيد البدوى وعبد الرحيم القنائى وغيرها، حتى تتجسد فرحة رمضان فى مسجد السيدة نفيسة بالذات، ربما لأنها ماتت فى شهر رمضان وهى صائمة، وربما لأن مسجدها يفوح بروائح مصرية إيمانية، وربما لأنها اختارت أن تدفن فى أرض مصر الطيبة، لتظل سيرتها العطرة تملأ الميدان.
ورمضان فى مصر غير كل الدنيا، يعكس روح السماحة والمحبة والتعايش والسلام، وأحلى ما فيه البهجة والفرحة التى تدخل قلوب الصغار والكبار، وكلمة" كل سنة وأنت طيب"، وتبادل التهانى والدعاء، من المسلم والمسيحى وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، ممتلئا بحب الله وحبيب الله، عاشقاً لبلده الذى أضفى عليه الإسلام، صفاء القلوب ونقاء السريرة، والبعد عن كل صور التطرف والغلو.
مصر علمت الأطفال أن يحبوا رمضان والصيام، فهو ليس الجوع والعطش، وإنما الانصياع لحكمة الصوم، فالله سبحانه وتعالى لم يشرع حكماً إلا وفيه حكم عظيمة، قد نعلمها وقد لا تهتدى إليها عقولنا، وأحكامه سبحانه وتعالى غاية فى الحكمة والكمال والإتقان.
رمضان فى مصر غير كل بلاد الدنيا، فى كل شيء حتى البرامج والمسلسلات، والبلد كلها تعلن حالة الطوارئ القصوى، استعداداً لقدوم ضيف كريم، الذى يستحق كل الحفاوة والتقدير والاحتفاء.. هكذا كان رمضان وسيظل إلى الأبد، فى مصر.. أم الدنيا.
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء 
فرمضان فى مصر غير كل بلاد الدنيا، ومن أحب الكلمات ما قاله المرحوم الشيخ الشعراوي: "إنها مصر التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهلها فى رباط إلى يوم القيامة، من يقول عن مصر إنها أمة كافرة، إذن فمن المسلمون ومن المؤمنون؟، مصر التى صدّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف، وأما دفاعاً عن الإسلام فانظروا إلى التاريخ، من الذى رد همجية التتار؟، إنها مصر، من الذى رد ظلم الصليبيين عن الإسلام والمسلمين؟، إنها مصر، وستظل مصر رغم أنف كل حاسد أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام، إنها مصر وستظل مصر"‬.