سطور جريئة

الجامعات ظهير للمعاهد

رفعت فياض
رفعت فياض

أبلغنى د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى أنه كلف سيد عطا رئيس قطاع التعليم بعمل تصور لكيفية النهوض بالمعاهد العليا فى مصر وعددها ١٧٥ معهداً وبها ما يزيد على ٦٠٠ ألف طالب وطالبة. تصور يتم فيه جعل جميع هذه المعاهد لها ظهير من الجامعة التى تقع فى دائرة كل معهد منها لتساهم هذه الجامعات فى تطوير هذه المعاهد والارتقاء بمستواها الأكاديمى والإدارى أيضا حتى تختفى النظرة الدونية لطلاب هذه المعاهد وخريجيها وكأنهم أقل مستوى من طلاب الجامعات، وحتى نضمن أيضا تدريس هذه المعاهد لأحدث المتغيرات فى كل تخصص من التخصصات المختلفة التى يتم تدريسها للطلاب، وحتى تتكامل مع نفس التخصصات التى يتم تدريسها فى الجامعات، وحتى نضمن أن خريجى هذه المعاهد قد تحصلوا من العلوم فى كل تخصصات ماتحصل عليه أقرانهم فى الكليات المناظرة بهذه الجامعات أيضا خاصة أن جميع شهادات التخرج بجميع المعاهد معادلة طبقا للقانون  لما يناظرها بالجامعات الحكومية، ومن هنا لابد أن نضمن تقارب المستوى بين مستوى خريجى هذه المعاهد وبين خريجى الجامعات الحكومية باعتبار هذه المعاهد رافدا مهما من روافد العملية التعليمية فى مصر.
سعدت كثيرا بما أبلغنى به وزير التعليم العالى فى هذا الشأن لأنه سيساهم فى تغيير واقع كثير من المعاهد فى مصر إلى الأفضل، وسنضمن به جودة العملية التعليمية بهذه المعاهد أيضا مادامت الجامعات سيكون لها دور كبير ومقنن من جانب وزارة التعليم العالى فى هذه الشأن، خاصة أن كل المعاهد العالية فى مصر لايوجد بها للأسف دراسات عليا حتى الآن، وبالتالى تواجه مشكلة كبيرة جدا فى البحث عن أعداد كافية من أعضاء هيئة التدريس لتدريس مواد التخصص بها، كما تواجه أيضا مشكلة فى البحث عن عمداء لهذه المعاهد ـ كما أن بعضا منها  يقوم بتدريس مواد عفو عليها الزمن ولا تتفق والجديد الذى حدث فى هذه التخصصات، وبعضهم مازال يدرس كتبا لم يتغير مضمونها منذ 25 سنة مع أن تخصصها قد حدث فيه طفرة كبيرة فى التحديث، ومن هنا قد يتخرج الطالب من المعاهد ويكتشف أن ما درسه فى تخصصه فى بعض هذه المعاهد لم يعد المجتمع يتعامل معه على الإطلاق بعد أن أصبحت هناك برامج أخرى جديدة فى هذه التخصص لم يتم تدريسها للأسف لطلاب هذه المعاهد.
لذا فإن تقنين العلاقة الجديدة التى ستكون بين كل هذه المعاهد والجامعات الحكومية التى تقع فى دائرتها ستحدث نهضة كبيرة فى هذه المعاهد الكل ينتظرها من أجل الارقتاء بمستوى طلاب هذه المعاهد ومستوى الدراسة بها ومستوى خريجيها أيضا.