فى حدث تاريخي، اتجهت أنظار العالم إلى مصر، لمتابعة نقل 22 مومياء من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارات بالفسطاط، وهو الحدث الذي استحوذ على اهتمام المحطات والقنوات العالمية ونال التنظيم إشادة العالم بعد انتهاء الحدث.. وسائل الإعلام فى مصر كان لها دور مهم فى نقل الصورة باحترافية، وبشكل متكامل يعكس التنظيم المبهر بأدق تفاصيله، اأخبار النجومب استطلعت آراء أساتذة الإعلام حول الحدث، وإلى أي مدى نجح الإعلام المصري فى تغطيته بما يليق بمكانة مصر أمام العالم؟.
في البداية، يقول الدكتور حسن عماد مكاوي، إن مصر شهدت حدثا تاريخيا، واستطاعت وسائل الإعلام فى مصر أن تستغل الأمر على أكمل وجه، فالإعلام فى مصر دائما ما يواجه حربا شرسة وانتقادات كثيرة بأنه لا يستطيع أن يساير الإعلام الأجنبي وأن الإعلام المصري دائما ما يقع فى أخطاء فادحة إلا أن وسائل الإعلام فى مصر بوجه عام سواء كان التليفزيون المصري او القنوات الخاصة خاصة الاخبارية وهي اكسترا نيوز، استطاعت أن تسكت الألسن، وأنها قادرة أن تكون واجهة مصر المشرفة أمام العالم.
ويتابع: اخلال ثلاثة أيام استطاع الإعلام أن يرصد الأحداث ويبرز ما سيحدث فى اليوم العظيم الذي نقلت فيه المومياوات إلى متحف الحضارات وبالفعل استطاعت وسائل الإعلام أن تنقل التنظيم المشرف، كما يجب أن يكون خاصة وان التنظيم كان يتميز بالاحترافية والابداع والابهار وتمكن من صناعة مشهد على أعلى مستوي لتنقله وسائل الإعلام العالمية، وعلى الرغم من أن كل القنوات العالمية كان لها مراسلين فى موقع الحدث إلا أنهم قاموا بنقل الحدث من خلال وسائل إعلامناب.
ويضيف حسن عماد مكاوي، أن الإعلام فى مصر استخدم شبكة من المراسلين على قدر كبير من الكفاءة والمهنية، ولم يحدث أن وقع إعلامي فى هفوة أو خطأ حتي وإن لم يكن مقصودا ووصلت درجة الاحترافية والدقة أن الإعلامي والمراسل لم يخرج منه معلومة إلا وكانت دقيقة 100%، ومن تصريحات لخبراء فى عالم الأثار والتاريخ الحضاري، ولم يكن هناك مجال للتكهنات او الافتراضاتب.
ويتابع: اهذا بالاضافة الي جودة الصورة وانتشار سيارات البث الخارجي فى كافة ميادين القاهرة وبكاميرات حديثة تكنولوجية، وبذلك تكاملت الصورة مع الأداء المهني والمعلوماتي لدرجة أن قنوات عالمية فتحت بثا مباشرا نقلا عن التلفزيون المصرى، وهذا انعكاس للتنظيم الرائع والدقيق واحترافية فى النقل والبث وفق أساليب العمل الإعلامى دوليا، وخرجت الصورة لتتماشى مع كل ما تم صناعته على الأرض من ترتيب ودقة فى الحركة والتوقيت وهو ما شعر به المواطن المصري والأجنبي فى المنازل، وكأنهم فى قلب الحدث مما اثار الوطنية والفخر فى قلب المشاهد المصريب.
أما الدكتور ياسر عبد العزيز يقول، إن الأداء المشرف للإعلام فى مصر هي بداية جديدة لعهد من الإعلام والمهنية لم نرها من قبل وكانت هذه فرصة لإخراس ألسن المشككين فى الإعلام المصري وقدرة مصر على تنظيم الاحتفالات الكبري وهو ما ظهر بوضوح مع وسائل الإعلام الأجنبية التي اهتمت بمتابعة الحدث قبل موعده بيوم او اكثر، بالإضافة الي قيام وسائل الإعلام الأجنبية بنقل الحدث أولا بأول وبشفافية واحترافية دون ان تؤثر سياسة القناة او الإعلامي او احد على مجريات الحدث فكان الحدث هو متصدر المشهد فقطب.
ويضيف ياسر عبد العزيز، أنه بمتابعة ما أذيع ونشر فى وسائل الاعلام العالمية فقد لاقي الحدث اهتمام غير مسبوق على الاطلاق ومنها موقع اتايم أوف إندياب والذي أفرد عنوان امسيرة المومياوات: مصر تستعد لموكب الفراعنةب، أما موقع قناة cbs الأمريكية كتب ا22 مومياء ملوك وملكات ما توا منذ أكثر من 3000 عام فى طريقهم إلى مصرب.. أما موقع cnn فقد استعرض فى تقرير له مراسم نقل المومياوات فى تقرير بعنوان االمومياوات القديمة فى موكب فى شوارع القاهرةب.
ويتابع قائلا: افي حين اعد موقع ناشونال جيوجرافيك تقرير بعنوان امومياوات مصر الملكية فى حالة تنقل وهذه ليست أول رحلة برية لهمب.. أيضا اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بالحدث أيضا ووصفت مجلة الوبوانب الفرنسية الحدث بأنه اكرنفال لا مثيل لهب، وأن العربات التي تحمل 22 مومياء لملوك وملكات مصر القديمة تشكل موكب غير مسبوق لـبموكب الفراعنةب أما مجلة اسيانس أفينيرب الفرنسية فتابعت الحدث تحت عنوان اموكب الفراعنة.. موكب مثير للإعجاب للمومياوات المصرية فى القاهرةب وفي بلجيكا نشرت صحيفة الو سوارب إن االقاهرة تقدم مشهد رائع فى العصور القديمة بالحجم الطبيعيب.
وتقول الدكتورة ليلي عبد المجيد، إن مصر كانت على موعد مع كرنفال واحتفال تاريخي لا يتكرر كثيرا وهو نقل الـ22 مومياء من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارات فقد كان العالم ينظر إلى مصر باهتمام ولذلك من وجهة نظري فان هذا الحدث له أوجه كثيرة استطاعت مصر أن تنتهز الفرصة وتحققها وكان هذا بفضل وسائل الإعلام المصرية والتي اجتازت المهمة بنجاح دون أن تقع فى هفوات أو أخطاء تقلب الطاولة تماما ويتحول الامر الي كارثة حقيقية.. فهذا الحدث هو وسيلة مجانية للترويج للسياحة كما أنها فرصة حقيقية حتي يشاهد العالم مصر على حقيقتها وأن يعرف العالم من هم المصريين والانجازات الرائعة التي حدثت فى فترة قصيرة بالإضافة الي أنها فرصة لتعريف العالم عن الكنوز والحضارة المصرية التي يجهلها الكثيرون.
وتضيف ليلي عبد المجيد، أن وسائل الإعلام أثبتت أثناء تغطية الحدث أنها قادرة على القيام بدورها بشكل متميز وعلى أكمل وجه خاصة وأن وسائل الإعلام كانت على موعد مع أزمة قناة السويس، والأحداث التي جرت فى الأسبوع الماضي، وكانت محط أنظار ومتابعة العالم أيضا إلا أن وسائل الإعلام المصرية تمكنت من تغطية الحدث بشكل متميز من خلال شبكة من المراسلين فى عديد من المناطق خاصة التي مر بها الموكب ومتابعة لحظة بلحظة وكانت قناة اكسترا نيوز من اكثر القنوات تألقا فى متابعة الحدث خاصة وأنها لم تكتف بنقل الحدث فقط، ولكن شهد الحدث متابعة وتحليل دقيق لما سيحدث فى هذا اليوم التاريخي، بالإضافة إلى استضافة مجموعة من المختصين، وعلماء الآثار للحديث عن الحضارة المصرية والحق يقال إن هناك قنوات أخرى عامة أيضا كانت تغطيتها متميزة حتي بعد انتهاء موكب نقل المومياوات ومن وجهة نظري فإن الإعلام المصري اذا استمر على تلك التغطية المتميزة، فإنه سيكون للإعلام شأن آخر فى المستقبل.