حكايات الحوادث | نهاية مأساوية «لمنجد» الدقهلية‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


داخل كل إنسان، ضعف، وقوة، شجاعة، وجبن، صمود واستسلام، نقاء، وقذارة، والمخلص يقاوم، والغادر يخون، والضعيف يتهاوى تحت اليأس، والبطل يقاتل، لكن كان لهذا الشاب الذي يعمل "منجد" رأيا آخر.

حيث انهار فوق أقرب مقعد، بعدما أضناه التعب، وأرهقه الإعياء، يشعر باليأس المميت، وأصبح معزولا عن الناس، وكلما أوغل في وحدته، ينتابه إحساس بأن الحياة تلفظه، وتتحداه، وبعين مغرورقة بالدموع، يلضم لحظاته بعضها في بعض، فالحب، والوفاء أصبح كالندرة، الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم.

اقرأ ايضا|بحثا عن الآثار.. مصرع مزارع سقط من أعلى الجبل بـ«سوهاج»

ولاحزن يستمر، ولا فرح يدوم، فعش الزوجية الذي كان يملؤه الدف، وهجرته الزوجة دون رجعة، فهنا كان مجلسهما للطعام، وهنا تجمعهما الكلمات اللطيفة، كما تجمع الوردة اللون الشهي، والعطر، فما أبهى البيت كل شيئ فيه كان جميل، وهذا طفله الصغير يعانقه مسرورا، وتلك زوجته تقبله ضاحكة مستبشرة.

ظل المنجد صامتاً، تزداد حالته سوءا، وبدت له الغرفة ضيقة موحشة، وأحس أن كل شيئ قد أفلت من زمام يده، بعدما باءت كل محاولاته بالفشل في أن تعود زوجته إلى عش الزوجية، وإصرارها على الانفصال، انتفض من فوق مقعده، واتخذ القرار، دون أن تراوده نفسه ولو لبرهة، ولم يعلم بأن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق عز وجل، وقام بشنق نفسه بحبل يتدلى من أعلى السقف.