واشنطن تؤكّد تمسّكها بحلّ الدولتين

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء 7 أبريل، استئناف مساعدتها للفلسطينيين التي توقفت إبّان ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وتمسّكها بحلّ الدولتين للتوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، في خطوة أثارت "خيبة أمل" الدولة العبرية.

وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إنّ قيمة المساعدة الأمريكية للفلسطينيين ستبلغ 235 مليون دولار (نحو مئتي مليون يورو).

وأوضحت أنّ الولايات المتحدة ستدعم مجدداً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمساهمة قدرها 150 مليون دولار، كما ستقدم 75 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وتنموية للضفة الغربية وقطاع غزة و10 ملايين دولار لجهود بناء السلام.

اقرأ أيضاً: مايك بنس يكشف عن مُوعد نشر مذكراته

وقال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في بيان إنّ "المساعدة الأمريكية الخارجية للشعب الفلسطيني تخدم المصالح والقيم المهمة للولايات المتحدة، إنها توفر مساعدة حيوية لمن هم بأشد الحاجة إليها وترعى التنمية الاقتصادية وتدعم الحوار الإسرائيلي الفلسطيني والتنسيق الأمني والاستقرار".

ترحيب فلسطيني 

وسارعت السلطة الفلسطينية إلى الترحيب بقرار إدارة بايدن، مبدية أملها في "عودة العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة" وممارسة الإدارة الأمريكية "ضغوطاً على إسرائيل للجم شهوة التوسع والاستيطان في الأراضي المحتلّة".

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان "نتطلّع ليس فقط لاستئناف المساعدات المالية الأمريكية على أهميتها، بل ولعودة العلاقات السياسية مع الولايات المتحدة بما يحقّق لشعبنا حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة".

كما أعرب رئيس الوزراء عن أمله بأن "تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل للجم شهوة التوسع والاستيطان في الأراضي المحتلة، وخاصة عمليات التطهير العرقي التي تتعرّض لها مدينة القدس المحتلّة".

ويضاف هذا الدعم المالي إلى 15 مليون دولار أعلنتها الولايات المتحدة في وقت سابق لمساعدة الفلسطينيين في مواجهة وباء كوفيد-19 وسط انتقادات بأن إسرائيل، التي تصدرت دول العالم في حملة تطعيم سكانها ضد كورونا، لم تتخذ مبادرات مماثلة في الأراضي الواقعة تحت احتلالها.

وتتذرع إسرائيل بأن التطعيم هو من مسؤولية السلطة الفلسطينية.

وإثر الإعلان الأمريكي، أبدى سفير إسرائيل لدى واشنطن الأربعاء "خيبة أمله". وقال جلعاد أردان في بيان "أعربت عن خيبة أملي وعدم موافقتي على قرار استئناف تمويل الأونروا من دون التأكد أولا من انجاز بعض الإصلاحات التي تهدف خصوصا إلى وضع حد لتشجيع (معاداة السامية) وسحب المضامين المعادية للسامية من المناهج الدراسية".

من جهته اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنّ الإعلان الأمريكي يبعث بـ"إشارة طيبة" في "وقت مناسب".

حلّ الدولتين 

وفي قضيّة متّصلة بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي أعرب الرئيس الأمريكي خلال اتصال هاتفي مع الملك عبدالله الثاني الأربعاء عن دعم إدارته لحلّ الدولتين بهدف التوصل إلى حلّ سلمي للنزاع في الشرق الأوسط، وهو مبدأ تبنّاه المجتمع الدولي لوقت طويل قبل أن ينقلب عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأعادت إدارة بايدن العلاقات مع الفلسطينيين واستأنفت دعمهم رغم أنها لم تصل إلى حد الكشف عن أي مبادرة سلام جديدة لحلّ النزاع المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط.

واعتمدت وكالة الأونروا في الماضي على الولايات المتحدة كأكبر مانح لها لكنها تواجه عجزًا منذ أن أوقف ترامب تمويلها في عام 2018 بحجة الحاجة إلى توطين اللاجئين الذين يعيش قسم كبير منهم في مخيمات منذ أجيال.

وقالت الوكالة إن احتياجاتها في ازدياد بسبب كوفيد والمصاعب التي يواجهها الفلسطينيون الذين يعيشون في سوريا التي مزقتها الحرب وفي لبنان والأردن.

وقالت الأونروا إنها دخلت عام 2021 وهي تعاني من عجز يبلغ 75 مليون دولار من السنة المالية الماضية وتوقعت أن يصل عجزها السنوي إلى 200 مليون دولار في العام الحالي.

وبعد فترة وجيزة من تنصيب بايدن في يناير، قالت الولايات المتحدة إنها ستعيد فتح مكتب اتصال منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الذي أغلقه ترامب.