مجهز بكامل المعدات..

تكلفت ملايين ومغلقة لأسباب مجهولة| مستشفى بني سويف.. حظيرة مواشي

مستشفى بلفيا
مستشفى بلفيا

عابر الجارحي

مستشفى «بلفيا» بمركز بنى سويف، تمت إقامته على مساحة 4 أفدنة منذ سنوات، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفى العام بالمحافظة وتوفير الرعاية لحوادث الطرق، حيث تقع  القرية  على الطريق الرئيسى الرابط بين محافظتى بنى سويف والفيوم، كما تم تجهيزه بصورة كاملة لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين ويوجد بالمستشفى عدة مباني منها ما هو دور واحد ومنها ما هو دورين.

ورغم الحالة الجيدة للمبانى؛ فجأة وفى عام 2018 تم إغلاق المستشفى ونقل جميع المعدات منه، وتفريغه بصورة كاملة من الأسرّة والأجهزة وترك المبنى مهجورًا دون أن تلتفت إليه وزارة الصحة حتى الآن فى ظل المعاناة من المستشفيات واستغاثات المواطنين بشكل يومى للحصول على سرير بأحد المستشفيات المخصصة لعزل مصابي فيروس كورونا.


وأصبح المستشفى الآن مرتعاً وسكناً للماشية من كل نوع، ويقوم المسجلون خطر باستخدامه والاختباء به، كما يقوم المشبوهون بتناول المواد المخدرة داخل تلك المبانى بعيدًا عن العيون.

اقرأ أيضا | استئصال ورم ليفي يزن ٣ كيلو جرام من رحم سيدة في البحيرة

وبمبادرة من مجموعة متطوعة من شباب قرية "بلفيا" قاموا بالتوجه للمستشفى وتنظيفه، بعد أن سقط من حسابات وزارة الصحة، وقاموا بتنظيفه من المخلفات وطالبوا بتحويله لمستشفى علاج مصابى كورونا.

وطالب أهالي قرية بلفيا بمركز بني سويف إما بالبدء الفورى فى إزالة المستشفى وبناؤه مرة أخرى وإما استخدامه لصالح المرضى، متسائلين لماذا يتم إغلاقه منذ 3 سنوات وحتى الآن هو ملجأ للحيوانات والمشبوهين ويتم استئجار منزل بالقرية كوحدة صحية؟

يقول جميل عبدالباسط، من أبناء قرية بلفيا، إن المستشفى أنشئ على مساحة 4  أفدنة، ليخدم قريتنا والقرى المجاورة لنا، ويضم مبنى من طابقين به عيادات خارجية وجناحاً للعمليات الجراحية، ومشرحة وسكناً للأطباء، وتحول المستشفى إلى طب أسرة، ومنذ 3 أعوام، قررت مديرية الصحة إيقاف العمل به، واستئجار منزل لتشغيله مستشفى بديل، دون إبداء الأسباب.


وفى 20 يونيه 2020، تلقى الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، تقرير المعاينة الذى أعدته لجنة المنشآت الآيلة للسقوط والإدارة الهندسية بمركز ومدينة بنى سويف، بشأن صلاحية مبنى المستشفى القروى ببلفيا، لاستخدامه كمستشفى عزل لمصابى فيروس كورونا، وبيان مدى قدرة تحمل المبنى لاستخدامه فى هذا الغرض، وضمت اللجنة المهندس جورج وليم نسيم استشارى لجنة المنشآت والمهندس طارق أحمد مرزوق سكرتير اللجنة وناجى أحمد خليل نائب رئيس مركز ومدينة بنى سويف لمعاينة مبنى المستشفى على الطبيعة، والذى يتكون من مبنى القسم الداخلى دورين ومبنى لشؤون العاملين والعيادات الخارجية دور أرضى هيكل خرساني.

ونتيجة للمعاينة فقد قرر المهندس الاستشارى بلجنة المنشآت الآيلة للسقوط بأن الوضع الحالى للمبنى غير آمن لاستقبال نزلاء، علماً بأن المبنى سبق وأن أصدرت الوحدة المحلية قرار إزالة رقم 39 لسنة 2018، تحت إشراف مهندس استشارى متخصص.

«مفاجأة جديدة»

وفى 5 أغسطس 2020، تقدم عاطف عبدالجواد النائب البرلمانى عن دائرة بندر ومركز بنى سويف، بمذكرة رسمية للمحافظ الدكتور محمد هانى غنيم قال فيها: "بصفتى مهندس أرى أن الحالة الإنشائية للمستشفى جيدة جداً، وأنه يتم تدميره بفعل فاعل ومتروك دون حراسة ويتعرض لجميع الانتهاكات البيئية والسرقة وعندما قمت بمعاينته وجدته مكتظاً بالحيوانات ولا توجد به أى انهيارات ومساحته كبيرة وبه مبان أغلبها دور واحد ولا طائل لإزالتها ويقع على الطريق الرئيسى بنى سويف – الفيوم".

وقال عبدالجواد فى مذكرته: "الغريب أن المستشفى صادر له قرار إزالة منذ ثلاث سنوات وملف المستشفى تم تحويله لهيئة الأبنية التعليمية"، وطالب بسحب الملف من هيئة الأبنية التعليمية ببنى سويف التى لم تكلف نفسها بدراسة الملف مطالبا بتحويله للهيئة الهندسية للقوات المسلحة للدراسة الإنشائية وإمكانية الاستفادة الوظيفية للمبنى ومساحة الأرض الشاسعة وتوفير ملايين الجنيهات بإزالة مبنى جيد إنشائياً، حيث يمكنها رفع كفاءته أسوة بمبنى مستشفى بنى سويف التخصصى، كما طالب بأن يصبح مستشفى بلفيا مستشفى عاماً للمحافظة بعد أن تم تحويل المستشفى العام لتخصصى.