إنها مصر

خدعة المصالحة مع الإخوان!

كرم جبر
كرم جبر

 الذين ينادون بالمصالحة مع الإخوان، يضربون ركائز الدولة المصرية فى مقتل، ويفتحون الطريق أمام أى جماعات شاردة لتنتهج نفس المسلك، فتكافأ بعد كل ما ترتكبه من جرائم بالجلوس ندا لند على المائدة لتتفاوض وتملى شروطها وتقبل وترفض، ومصر دولة قوية وباطشة وأخذت على عاتقها مهام تحقيق الأمن والاستقرار وإقرار العدالة، ولم تقبل فى أصعب الظروف أن تخضع للابتزاز ولى الذراع.
المبادرة الوحيدة هى الدعوة إلى نبذ العنف والإرهاب وإدانة جرائم القتل والترويع، فشهداء الجيش والشرطة الذين يسقطون برصاص الإرهابيين، هم أبناء الوطن وأولادنا وأقاربنا وأصدقاؤنا وجيراننا، ويضحون بأرواحهم لتحرير بلدهم من عدو أكثر عنفا وشراسة من أى عدو مر على البلاد، ولا يريدون لبلدهم نفس المصير الأسود لدول شقيقة تشردت شعوبها وانتهكت أعراض نسائها.
لا توجد دولة محترمة فى العالم تقبل التصالح مع جماعات تقتل
وتخرّب وتتآمر وتتعاطف، ولا توجد دولة تحتكم للقانون تقبل تفصيل نظامها السياسى على مقاس جماعة بعينها تحت دعوى المصالحة الكاذبة، فالمفترض أن تدخل الجماعات والفئات تحت عباءة الدولة، ولا تدخل الدولة تحت عباءة الجماعة.
مصر دولة قوية وباطشة وصارمة لمن يقترب من أمنها، وليست فى حرب فيها منتصر ومهزوم يجلسان فى غرف التفاوض، لإبرام المصالحات والاتفاقات والتسويات واقتسام المغانم والمغارم، ولها دستور وقانون ومؤسسات يحتكم إليها الجميع ويخضعون لنظام يطبق على كل المصريين دون تمييز أو إقصاء ولا سبيل لنجاة هذا البلد إلا بتعظيم القانون واستعادة هيبة الدولة واحترام نظامها العام.
هذا هو رأيى الذى لم أحد عنه أبدا، وليس من قبيل استدعاء الشجاعة بأثر رجعى أن أقول إن كثيرا من الذين يهاجمون الإخوان الآن، كانوا يختلفون معى فى كشفى لجرائمهم قبل 25 يناير، وتولوا مهمة الترويج لبرامجهم وكوادرهم وارتموا فى أحضانهم فى سنة حكم المعزول، والمصريون اكتشفوا الزيف وأن كلمة إخوان معناها سرقة وطن ومحو ملامحه وهويته.
مخطئ من يتصور أن الخطر قد زال أو تراجع، فالداء كامن تحت الجلد والخطر مختبئ فى العروق، والبعض يلعبون على كل الأحبال ويمكرون ويداهنون لتمرير فكرة المصالحة، حتى يعود الإخوان من جديد ولو من خرم إبرة.
هى جماعة يستحيل أن تستظل براية مصر أو تنضوى تحت علمها أو تخضع لقوانينها، ووضعت نصب أعينها منذ نشأتها هدفا ثابتا هو الوثوب إلى السلطة، كنقطة انطلاق للتغلغل فى سائر دول المنطقة واستعادة حلم الخلافة، وما مصر عندهم إلا «ترانزيت»، فلا يؤمنون بثقافتها وحضارتها وتاريخها ومثقفيها وفنانيها وعلمائها وقوتها الناعمة، وقلبوا سماحة الإسلام تشدداً ووسطيته انغلاقا وسلامه قتلا، وأصبح حاضر مصر ومستقبلها مرهونا باستكمال استئصال شأفة الإخوان، وتطهير العقول المخدوعة والمختطفة من أفكارهم ومعتقداتهم.