التضامن: حضانات الأسمرات أنهت مشاعر الأطفال بالغربة

حضانات حي الأسمرات
حضانات حي الأسمرات

أكدت فيفيان فؤاد، مستشار برنامج وعي للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعي، أن وزارة التضامن خصصت ميزانية لإنشاء ٨ حضانات لخدمة أكثر من ١٣٠٠ طفل.
وأضافت أن الحضانات بحي الأسمرات، بسيطة ونظيفة ومبهجة، وألوانها حلوة، والمشرفات على قدر عال من التدريب للتعامل مع الأطفال وحكى القصص لهم بطرق شيقة وتربوية، وتنمية مهاراتهم، ليس هذا فقط بل أنهن يساهمن في تطوير مهارات الأمهات للتعامل مع أطفالهن".

وأضافت قائلة:" فخورة بتجربة الحضانات بالأسمرات، وأتمنى أن تعمم على كل المناطق الجديدة البسيطة، لأن رسالتها تقول:"الحضانة مهما كانت بسيطة، يمكنها أن تقدم خدمة كبيرة ورائعة للأطفال وأسرهم".

ولفتت إلى أنه تم إطلاق حملة بحى الاسمرات، تنفيذًا لتوجيهات نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، بهدف رفع وعي الأسر بخطورة استخدام العنف الجسدي والنفسي ضد الأطفال كأحد وسائل تربية الأطفال فى الأسرة، وتأثيره السلبي على شخصية الطفل، بالإضافة إلى أهمية القراءة والمعرفة للأطفال، لأن محدودية القراءة ينتج عنها تأثيرات سلبية على التكوين المعرفي للطفل ووعيه وضعف مهارات القراءة لديه.     
    
وبالحديث مع أمهات الأطفال بالاسمرات، أكدوا أن الحضانات بالاسمرات من العناصر الأساسية التى غيرت مشاعرهم من ناحية الحي بالغربة، تقول أسماء يحي أنها غيرت طريقتها في التعامل مع أولادها، وأصبحت مكانا لتعلم أطفالها مبادئ القراءة والكتابة، تمهيدا للالتحاق بالمدرسة، بالإضافة الى تغيير مشاعرها تجاه الحى الجديد.


أسماء انتقلت للحياة في حي الأسمرات، بعدما كانت من سكان أحدى مناطق الدويقة العشوائية غير الآمنة، ولم ينتقل معها جيرانها، فبقيت شهورا تشعر بالغربة، ومنعت طفليها من اللعب في الشارع كما كانا معتادان على ذلك في الدويقة.

شاركت أسماء مع أمهات أطفال حضانة خير وبركة في لقاء الأمهات، الذى نظمته الحضانة مع الأمهات، حول كيفية التعامل مع مشكلات الأطفال، مشكلة أسماء مع ابنها هو شعوره الدائم بالغيرة من أى طفل آخر لديه شىء ليس لديه هو مثله، نقلت أسماء المشكلة للأستاذة رانيا أمين، الأخضائية النفسية والتربوية، ومؤلفة كتب الأطفال.


"الغيرة" لم تكن المشكلة الوحيدة التى ناقشتها الأمهات مع رانيا ، بل تضمن النقاش مواقف أخرى مثل:"طفلي لا يتحدث معي، طفلتي تريد لعبة عنيفة، وعندما اشتريت لها اللعبة المناسبة رمتها وقالت لن ألعب بها، أضرب ابنى وأسبب له الألم، لأني لا أستطيع السيطرة على أعصابي، ثم يطاردني الشعور بالذنب طوال الوقت وأنا أرى أثر الألم الذى سببته له".

 وتوضح عفاف ماهر، مدير حضانة الأسمرات" 5" : تعليمنا قائم على اللعب والاستمتاع، وقد لمس الآباء هذا من خلال متابعتهم لسعادة أطفالهم بعد العودة من الحضانة، وتغير سلوكياتهم الخاطئة، وكانوا يأتون ليشكروننا عن أن الابن أصبح يقول صباح الخير أو يستأذن قبل الدخول، ويساعد أخوته، بل ويحاول أن يغير من سلوكيات الكبار أحيانا، وكنا نستدعى الأم التى لدى ابنها مشكلة، لنوجهها للتعامل التربوي الصحيح معه، بالإضافة للقاءات الجماعية للأمهات.


وعلقت الأم فاطمة كرم، عندي مشاكل كثيرة مع ابني البالغ 7 سنوات، لا أشعر بها مع ابنتي ذات الخمس سنوات، لا يتحدث معي إلا قليلا، أطبق ما أوصتني به مشرفة الحضانة وأحاول أن أمتص غضبي، وأتحدث معه بلطف، فتبدل الحال قليلا، والآن سأقرأ له القصة التى أعطوها لي اليوم وأضع تركيزي معه وأحتضنه أثناء القراءة، وسأحرص على أن تكون تعليقاتي مضحكة حتى نشعر معا بالبهجة، كما تعلمت وسأرى كيف سيكون الأمر.
تنصح رانيا الأمهات " كيف أن القصص المكتوبة خصيصا للأطفال، تساعدنا لتوصيل أفكار صعبة بطريقة مبسطة، مثل أن يموت شخص عزيز ويسأل الطفل أين ذهب جدي، أو أين ذهبت جدتي، وهنا تكون قصة الطفل الذى مات عصفوره مناسبة لأن يعرف الطفل هذه المعاني بطريقة مبسطة، وفي نفس الوقت يعرف أن الحياة تستمر وأننا يمكن أن نتكلم ونضحك أيضا، "الطفل خلال الحكي يحتاج لحضن وصوت أمه أو والده أكثر من أى شيىء آخر".
 

إقرأ ايضا .. مسئول برنامج وعي: نعمل على تشكيل الوعي الإيجابي لقاطني الأسمرات