شعب المستحيل| قناة السويس الجديدة.. معجزة العام الواحد

السفينة الجانحة في قناة السويس 2
السفينة الجانحة في قناة السويس 2

عبدالفتاح السيسى

لقد نجح المصريون اليوم فى إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفنى الهائل الذى أحاط بهذه العملية من كل جانب.

وبإعادة الأمور لمسارها الطبيعى، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التى يمررها هذا الشريان الملاحى المحورى..

وإننى أتوجه بالشكر لكل مصرى مخلص ساهم فنيا وعمليا فى إنهاء هذه الأزمة..

لقد أثبت المصريون اليوم أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التى حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم.. ستظل شاهدا أن الإرادة المصرية ستمضى إلى حيث يقرر المصريون.

وسلاما يا بلادى.

قبل النجاح الأسطورى الذى سجله رجال مصر فى هيئة قناة السويس بإعادة تعويم سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفن التى جنحت بالقطاع الجنوبى من القناة فى إعجاز زمنى عملى كشف عن المعدن الحقيقى للمصريين ومدى ما يمتلكونه من خبرات وكفاية علمية وفنية فى هذا المرفق البحرى الحيوى عالمياً بسنوات، سجل المصريون معجزة هندسية حقيقية بتنفيذهم مشروع حفر قناة جديدة موازية للمجرى الملاحى الأصلى وازدواج القطاع الأوسط من القناة والتى بلغ طولها 72 كيلومتراً أى ما يقل فقط بإثنى عشر كيلومترا عن طول القناة البالغ 84 كيلومتراً وفقط خلال عام واحد . 

معجزة المصريين الحقيقية جسدها هذا المشروع الذى كان مقدراً تنفيذه فىما لايقل عن 3 أعوام غير أنهم قبلوا التحدى الذى وضعهم أمامه الرئيس عبد الفتاح السيسى بطلبه إنهاء المشروع الضخم خلال عام واحد وكانت الاستجابة بانطلاق العمل تحت شمس أغسطس الحارة فى عام 2014 ليستمر ويتواصل بلا توقف على مدار 24 ساعة يومياً لمدة 365 يوماً واكتمل ليفتتحه الرئيس فى الموعد المحدد يوم السادس من اغسطس 2015 .

المصرى المقتدر فى قناة السويس الذى صمم وخطط ونفذ المشروع العملاق الأول ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو، كان بظهره معنوياً ملايين المصريين ومادياً الآلاف منهم جمعوا المليارات من أموالهم خلال أيام ثلاثة فقط وأودعوها بيد قيادتهم عهدة موثوق فى صاحبها لتمويل المشروع الذى لم يسجل تاريخنا الحديث ومنذ بناء السد العالى التفافاً من المصريين حول هدف قدر التفافهم حوله وتبنيهم لإنجازه.

وفى تفاصيل المشروع تسجل وثائق هيئة قناة السويس أنه تضمن أعمال حفر جافة وتكريك للمجرى الملاحى الجديد بطول 35 كيلومترا هى مسافة التفريعة الشرقية الجديدة البالغ عرضها 317 متراً وعمقها 24 مترا، كما شمل تكريك بحرى لعمق 24 متراً لتفريعات البلاح والبحيرات بطول 37 كيلومتر، وهو ما ارتفعت معه القدرة الاستيعابية للمجرى الملاحى القديم والجديد ليصبح قادراً على استقبال سفن تعبر بغاطس ملاحى آمن يصل إلى 66 قدما، وهو نفس الغاطس الذى عمقت إليه كل مناطق انتظار ورباط السفن على امتداد المجرى الملاحى وبحيرة التمساح والبحيرات المرة .

وحتى نقرب للقارئ حجم العمل الذى تم فى مشروع ازدواج قناة السويس هذا فقد شاركت فى تنفيذه 45 كراكة بحرية غير عشرات القاطرات وآلاف الجرافات البرية، وبلغ الحجم الإجمالى لأعمال الحفر على الناشف 258 مليون متر مكعب أما نواتج التكريك البحرى فبلغ حجمها إجمالى 242 مليون متر مكعب جرى نقلها بسيفونات بحرية إلى 20 من أحواض الترسيب.

وبهذا الانجاز تم زيادة مسافات الإزدواج للمجرى الملاحى بسنبة 50% وهوما تحقق معه خفض زمن رحلة عبور القناة من 18 ساعة إلى 11 ساعة، وخفض ساعات انتظار السفن إلى 3 ساعات فى أسوأ الظروف بدلاً من 11 ساعة، مع استمرار رحلات الإبحار المتزامنة بالتوقيت نفسه ضمن قوافل الشمال والجنوب وبلا توقف ورفع درجة الثقة فى القناه كأفضل   ممر ملاحى عالمى وقلل من قيمة الفكر فى قنوات بديلة تنافسية بالعالم والمنطقة .

وباكتمال حفر القناة الجديدة أعلن عن زيادة القدرة الإستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية بدلا من 49 سفينة عام 2014 مع تحقيق العبور المباشر دون توقف لعدد 45 سفينة فى كلا الاتجاهين.