صباح الفن

قابل للكسر

انتصار دردير
انتصار دردير

رغم تاريخها العريق إلا أن السينما المصرية فقدت الكثير من وهجها خلال السنوات الأخيرة، عربيا ودوليا، نظرا لسيطرة الأفلام التجارية التى تتعامل مع السينما كسلعة ترفيهية، وتضخ أفلاما لاترقى لترشحها فى المهرجانات،بينما نجحت الأفلام المستقلة أن تكون البديل الجاهز والقوى والأقدرعلى المنافسة من مثيلتها الأخري،من هذه الزاوية جاء فيلم «قابل للكسر» للمخرج أحمد رشوان الذى شارك فى مهرجانى الاسكندرية السينمائى والدار البيضاء للسينما المستقلة ويعرض حاليا على منصة (جوى تى في)الاليكترونية. 
يأتي»قابل للكسر» بعد 12 عاما تقريبا من فيلم رشوان الروائى الطويل الأول «بصرة»،حيث تكشف سنوات الإنتظارالطويلة مدى الصعوبة التى يواجهها صناع السينما الجادون فى العثورعلى تمويل،فقد استطاع المخرج إنتاجه عبر تمويل محدود،إعتمد على بعض الشركاء،وتنازل الفنانين والفنيين عن جانب من أجورهم.
«قابل للكسر» هذه العبارة التى تدون على الأشياء التى قد تتعرض للكسر خلال رحلات الطيران، يعكسها الفيلم من خلال علاقات هشة تربط بين أبطاله، ليبدو الجميع وكأنهم قابلون للكسر. 
ومثل أغلب مخرجى السينما المستقلة كتب المخرج الفيلم بنفسه من خلال فكرة جذابة تزخر بالتفاصيل الإنسانية، إذ تدورالأحداث خلال الأيام الأخيرة من حياة بطلته نانسى قبل هجرتها إلى كندا للحاق بأهلها،وبينما تحاول أن تنهى ارتباطاتها وبيع شقتها،يسلط الفيلم الأضواء على تشابك علاقاتها القابلة للكسر مع أصدقائها وخطيبها الذى تركها لعدم رغبته فى التخلى عن أبيه المريض، وعلاقتها بالشاب الذى تحبه ويصغرها سنا،وكذلك يعكس حالة التماهى فى علاقتها بصديقتها، وعبرالسيناريو ببراعة عن علاقة المسلم والمسيحى كنسيج واحد داخل المجتمع المصري. 
نجح الفيلم فى التعبير عن حالات حقيقية، وإن بدت العلاقات فيه فاترة وباردة، إلا أن الفنانة حنان مطاوع قدمت أداء رائعا معبرة عن شخصية نانسى بكل تناقضاتها، وجاءت أغنية «يامسافر وحدك» تعبيرا عن الحالة التى يطرحهاالعمل. 
لقد استطاع المخرج أحمد رشوان فى هذا الفيلم أن يؤكد رسالة مهمة،وهى أن السينما المستقلة - حتى فى ظل ميزانياتها المحدودة - تظل «غيرقابلة للكسر»،وتقدم أفلاما تحفظ بها وجه السينما المصرية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي