المنتدى العربي للتنمية المستدامة يشدد على ضرورة تغيير نهج ما قبل كورونا للتعافي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بيّنت جائحة كورونا أنّ الفئات التي تضرّرت في المنطقة العربية هي تلك التي كانت مُهملة أصلاً، ما يبرز ضرورة توسيع نطاق الحماية الاجتماعية لضمان شمول الجميع وتحقيق الوعد "بعدم إهمال أحد" في مرحلة التعافي وما بعدها.

هذه أولى توصيات المنتدى العربي للتنمية المستدامة، الذي اختتم أعماله مساء الأربعاء بعد ثلاثة أيام من النقاش المتواصل حول "إسراع العمل نحو خطة عام 2030 ما بعد كوفيد - 19".

اقرأ أيضًا: الصحة العالمية تعرض أول تقرير حول نشأة كورونا | فيديو

وقد توصّل المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، منها  تفعيل دور المؤسسات لضمان التوزيع الأمثل للخدمات والموارد  واحترام حقوق الإنسان وكرامته من أجل تعافٍ شامل من الجائحة.

وسترفع المملكة العربية السعودية – التي ترأست المنتدى لهذا العام – هذه التوصيات باسم المنطقة العربية إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة الذي يُعقَد في نيويورك في شهر يوليو المقبل.
 
وتلا التوصيات نائب وزير الاقتصاد والتخطيط في المملكة فيصل بن فاضل الإبراهيم، الذي أشار إلى أنّ "الجائحة حفّزت الجميع على التحرّك والاستثمار والتطوير والابتكار، وحثّت الحكومات على التوجّه نحو التفكير في الاستراتيجيات الاستباقية عوضًا عن التفاعلية للتغلب على الأزمات المستقبلية".
 
وشارك في المنتدى، الذي عقدته منظومة الأمم المتحدة الإنمائية في المنطقة العربية بالشراكة مع جامعة الدول العربية واستضافته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) عبر الإنترنت، ما يزيد عن ألفي خبيرة وخبير من أكثر من خمسين بلدًا من المنطقة ومن خارجها.
 
وتطرّق المنتدى إلى التحديات المتداخلة التي تعاني منها المنطقة في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالفقر والجوع والصحة والمساواة بين الجنسين والنمو الاقتصادي واللامساواة والاستهلاك والإنتاج المسؤولين وتغيّر المناخ والسلام والعدل والمؤسسات القوية، إلى جانب الشراكات في تمويل التنمية وتفعيل جمع البيانات الموثوقة والتكنولوجيا. ودعا إلى تعزيز التعاون في ما بين الدول وكافة أصحاب الشأن في رسم السياسات وتنفيذ البرامج.
 
وحضرت الاجتماع الختامي نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمّد والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي. وفي كلمتها، دعت محمد إلى الابتعاد عن وضع وصْفات مُعدة مسبقًا للمنطقة، و"أن نلجأ في رحلتنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى تحديد المشاكل التي يعيشها كل بلد على وجه الخصوص لاقتراح الحلول المناسبة له".
 
وقد كان لموضوع تمويل التنمية حيّز مهمّ في المنتدى حيث ركّز المشاركون على تعزيز الالتزام بخارطة طريق إقليمية وآليات استجابة منسقة للحد من التدفقات المالية غير المشروعة والتهرب من الضرائب والفساد المالي لسد فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة وزيادة الإيرادات المالية وإعادة توجيه النفقات في مرحلة التعافي.
 
وعلى هامش المؤتمر، نظّمت الإسكوا والمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حوارًا إقليميًا حول مؤتمر قمّة النُظم الغذائيّة ناقش خلاله المشاركون المسارات والإجراءات الخاصة للتحوّل نحو نُظم غذائيّة عادلة ومستدامة، وكيفيّة دعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وبالشراكة مع منظومة جوائز القمة العالمية، أطلقت الإسكوا جائزة تقديرية للجهود المبذولة لتطوير المحتوى الرقمي العربي من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية، ستكون مفتوحة أمام المؤسسات وروّاد الأعمال الشباب من جميع الدول العربيّة لتقديم تطبيقات محتوى رقمي عربي أو منتجات يُمكن أن تؤثّر بشكل كبير على المجتمع.
 
في كلمتها الختامية، قالت دشتي: "دعوني أذكّركم بأننا 436 مليون عربي، لدينا 436 مليون طموحٍ وطموح. لنعمل معًا، متسلحين بقيمنا العربية وإرادتنا الصلبة، ومستخدمين العلم والابتكار، لتحقيق أحلامنا وجعل منطقتنا آمنة وعادلة ومزدهرة".
 
ومنتدى هذا العام هو الأول الذي يلتئم خلال عقد العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك في وقت تحاول فيه الحكومات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم احتواء أزمة كوفيد-19 والتعافي منها. وفي عام 2020، كان التقرير العربي للتنمية المستدامة قد أنذر أنّ المنطقة بعيدة عن مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك منذ ما قبل الجائحة.