كتبت نوال سيد عبدالله:
أبرزت وسائل الإعلام العالمية، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى العالمى بقناة السويس محذراً من المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل وإشادته بالجهود والسواعد المصرية التى أنهت أزمة السفينة الجانحة فى قناة السويس وعاقت حركة السفن وأثرت على حركة التجارة العالمية لمدة ستة أيام.
وسلطت وكالة الصحافة الفرنسية «فرانس 24» فى تقرير نشر أمس الضوء على تصريحات السيسى «وتلك التحذيرات التى جاءت خلال جولته بالمجرى الملاحى لقناة السويس، بعد انتهاء أزمة السفينة الجانحة إن المساس بحصتنا من مياه النيل خط أحمر.» وأضاف التقرير أن «السيسى اختار قناة السويس التى تحظى باهتمام إعلامى واسع بعد تعويم السفينة الجانحة، ليطلق تحذيرات بشأن أزمة سد النهضة».
ونشرت الوكالة الفرنسية تقريرا آخر بعنوان «السيسى يعد بتجنب غلق قناة السويس مرة أخري» وجاء فى التقرير: «تعهد الرئيس المصرى بشراء بلاده معدات لتجنب تكرار إغلاق الأسبوع الماضى لقناة السويس أثناء زيارته للإسماعيلية...وكانت السلطات المصرية قد حررت السفينة العملاقة لتبرهن على قدرات البلاد الهندسية والإنقاذ».
وقال تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية بعنوان « فى تحذير صارخ، زعيم مصر يقول إن مياه النيل 'لا يمكن المساس بها'، أن تصريحات السيسى حول مياه النيل تأتى وسط جمود فى المحادثات المستمرة منذ سنوات حول سد النهضة الإثيوبى بين دول حوض النيل، والتى تشمل السودان أيضًا. «وكان القائد المصرى حازمًا أثناء حديثة حول الخلاف حول السد»، وفق وصف الوكالة الأمريكية، مضيفة أن السيسى قال إن بلاده تعطى الأولوية للمفاوضات لحل النزاع العالق قبل أن تواصل إثيوبيا ملء الخزان العملاق للسد خلال موسم الأمطار هذا العام.
وأبرز تقرير آخر لنفس الوكالة الأمريكية، تصريحات السيسى حول نجاح هيئة قناة السويس فى حل أزمة السيفينة « إيفر جيفن». وأوضح التقرير» وفى حديثه إلى مجموعة من الصحفيين على رصيف يطل على الممر المائي، قال السيسى إن مصر لن تتدخل فى تحقيق سيترك للمتخصصين».
وأضاف: «نريد أن نؤكد للعالم أجمع، أن الأمور عادت كما كانت». ووقف الرئيس المصرى أمام لافتة كتب عليها «أهلا بكم فى قناة السويس... شريان حياة مصر فى السلام والازدهار والتنمية،» بحسب التقرير الذى نشر أمس.
واهتمت صحيفة بلومبرج بتصريحات السيسى حول مياه نهر النيل، قائلة «حذر الرئيس المصرى من أن أى محاولة لأخذ قطرة من مياه مصر سيكون لها تأثير مزعزع للاستقرار على المنطقة بأسرها، وذلك فى بعض أقوى تصريحاته حتى الآن».
وأضافت الصحيفة أن السيسى أكد أنه لم «يصدر تهديدات وكان يأمل فى التوصل إلى اتفاق ملزم قانونًا بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. فى الوقت نفسه، قال إنه إذا أراد أى شخص أن يأخذ أيًا من مياه مصر، فليحاول.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز إن قناة السويس بالنسبة لمصر هى المكان الذى تتلاقى فيه المصالح الاقتصادية والفخر الوطنى، متحدثة عن احتفال المصريين بحل أزمة السفينة الجانحة فى القناة واستئناف مرور السفن بها.
وقالت الصحيفة فى تقريرها إنه على مدار أكثر من نصف قرن، استطاع مرشدو القناة المصريون إبقاء الحركة بقناة السويس تسير بسلاسة، وتحدوا توقعات القوى الاستعمارية عندما أممت مصر الشريان التجارى الحيوى فى عام 1956. لذلك عندما جنحت السفينة إيفر جيفن الضخمة فى القناة، كانت مسألة تحريكها فخرا وطنيا. ومع تراكم مئات السفن الكبيرة عند مدخل الممر المائى، وهو محور للتجارة العالمية، واجهت سلطات القناة المصرية أصعب تحد فى وقت السلم، وهو التحدى الذى ترتبط فيه كل من المصالح الاقتصادية للبلاد ومكانتها الوطنية.
وخلال المؤتمر الصحفى الذى اهتمت به كثير من الصحف العالمية، شدد السيسى على أن أزمة جنوح السفينة البنمية بقناة السويس أكدت أهمية قناة السويس، كمجرى ملاحى دولى وأهميته للتجارة العالمية.
وأضاف السيسى خلال حديثه مع رجال هيئة قناة السويس، بمركز التدريب البحرى والمحاكاة التابع للهيئة بالإسماعيلية: «مكناش نحب الأزمة دى تحصل، ولكنها المقادير».
