شد وجذب

رسائل عكسية

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام نجح وباقتدار فى منح أعداء الوطن الفرصة لطعن الإعلام المصرى..رسائل الوزير العكسية كانت وكأنها موجهة فى ظهر الإعلام والصحافة المصرية وبطبيعة الحال منحت الخونة أعداء الوطن الفرصة للتهكم على الإعلام المصرى رغم أننا كنا ومازلنا أصحاب الريادة فى المنطقة العربية ونفتخر بأننا من علمنا الأصدقاء والأشقاء لغة ورسائل الإعلام الهادف البناء من خلال ما يكتب فى الصحف او يذاع على شاشات التليفزيون..

أتعجب من اصرار الوزير على معاداة الصحفيين وإطلاق التصريحات التى تهدم ولا تبنى..كنت اتصور او كما هو منطقى وواقعى ان يكون وزير الدولة للإعلام هو خط الدفاع الاول عن مصر وإعلامها وكان من الواجب ان يكون هناك تنسيق وتناغم بين وزارة الدولة للإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام..الواقع يقول إن الوزير يغرد منفردا ولا يعترف بمبدأ التعاون..

ومن الواضح انه متفوق فى هدم الكيانات بدليل التصريحات التى اطلقها عن وضع ودور الإعلام والصحافة المصرية وكأنه كان يريد ان يعلن انتهاء زمن الصحافة الورقية وكان علينا وقتها ان نغلق ابواب الصحف ونسود شاشة ماسبيرو لأن معالى الوزير له رؤية اعلنها صراحة ونشرت على صفحات الصحف الامريكية حول معالجة الإعلام المصرى لقضية سد النهضة..

الضربات التى وجهت للإعلام المصرى فى الفترة الأخيرة كانت كفيلة بإحداث هزة داخلية لأن جميع رسائل الوزير كانت عكسية رغم ان الإعلام المصرى كان ومازال وسيظل هو خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية بكل وطنية وشرف ومهنية شهد لها الجميع إلا وزير الدولة للإعلام..فى الأيام الماضية شهدت الدولة المصرية العديد من الكوارث والحوادث مثل حادث قطار الصعيد وانهيار عمارة جسر السويس وتعطل العمل بقناة السويس والتى تعتبر أهم شريان ملاحة فى العالم..

تخيلوا ان وزراء إعلام بعض الدول الصديقة حرصوا على الإدلاء بتصريحات لمساندة الدولة المصرية فى هذه الأزمات ووزير الإعلام المصرى لم يخرج بتصريح واحد ولو لمجرد الشو الإعلامى لشرح الموقف وما تفعله الدولة للتعامل مع تلك الأزمات..لا أستطيع أن أتهم احدا او أقوم بتفسير رسائل الوزير السلبية ضد الإعلام المصرى على إنها رسائل عكسية مقصودة..ولكن ما استطيع ان اقوله إن مهنية وخبرات ووطنية من يعملون فى الإعلام والصحافة على كافة المستويات هى من نجحت فى التصدى لكل الهجمات العكسية التى قادها إخوان الشر من الخارج وإن كنت متاكدا أن الرسائل التى خرجت من مصر ضد إعلامها كانت بداية الخيط لانطلاقة الحملة المسعورة..

ستظل مصر قوية وشامخة برئيسها وشعبها العظيم وجيشها الوطنى واجهزتها السيادية وشرطتها المدنية وإعلامها المهنى.. وسيأتى وزراء ينجحون او يفشلون ويذهب وزراء ويحكم عليهم التاريخ بما قدموا لبلدهم ولكن الأصل هو أنه ستبقى قواعد الدولة راسخة لا تهتز وسيبقى الإعلام المصرى قوة ناعمة مؤثرة حتى لو اتهمه وزير الدولة للإعلام بتهم لا وجود لها فى الأساس.. وتحيا مصر