د. مجدى جلال: نستهدف 7.2 مليار قدم مكعب غاز يومياً

بشائر من دمياط بإعادة تشغيل «الإسالة» بعد سنوات التوقف

مجدى جلال
مجدى جلال

العمل الجاد والمخلص فعلا وقولا حتما يجنى أربابه ثمارا، واليوم نؤكد أن «مصر السيسي» تصدر شحنات من الغاز المسال بل وتضاعف انتاجيتها واتفاقياتها للبحث والاستكشاف والطموح بلا حدود.. من يصدق أن واحدة من أكبر الدول المستوردة للغاز المسال فى (2015 -2017) تتحول فى سنوات قليلة إلى مُصدر بل وتشير المؤسسات الدولية إلى طفرات مرتقبة وضخمة فى هذا القطاع؟!


الإنجاز لا يقاس إلا بالمقارنات المدعومة بالأرقام والتواريخ، منذ منتصف 2010 وحتى نهاية 2013 كان الوضع كالتالي (أزمة سيولة- 6.3 مليار دولار مستحقات الأجانب، توقف الاستثمارات، انخفاض الآبار الاستكشافية، انخفاض الاحتياطيات، تراجع معدلات انتاج الصناعات المرتبطة بالغاز، عجز فى الامدادات وتفاقم مشكلة الكهرباء واللجوء للاستيراد).


الرئيس عبدالفتاح السيسى أولى القطاع عناية خاصة؛ عشرات الاتفاقيات تم توقيعها بمليارات من الدولارات وسريعا حققت مصر الاكتفاء الذاتى من الغاز فى 2018 وبدأت التصدير.. قبل أيام قليلة أعادت مصر تشغيل مصنع اسالة الغاز وتصديره بمحافظة دمياط على ساحل البحر المتوسط بعد توقف دام 8 سنوات وذلك بعد نجاح جهود تسوية قضية التحكيم الدولى الخاصة بهذا المشروع وحلها مؤخرا، وكذلك تسوية وحل قضية التحكيم مع نيوترن الكندية «اجريوم سابقا» وهما من تداعيات حالة عدم الاستقرار التى مرت بها البلاد فى سنوات سابقة.


40 اتفاقية
وجاء الإعلان بعد ذلك عن بدء سريان صفقة تضم أكثر من 40 اتفاقية، تشمل تسوية جميع المطالبات بين مصر وكل من الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، وشركة يونيون فينوسا للغاز (UFG) والشركة الإسبانية المصرية للغاز (سيجاس)، ضمان استئناف الإنتاج فى مصنع إسالة الغاز الطبيعى بدمياط التابع لشركة سيجاس، زيادة طاقة إيجاس على الاسالة فى المصنع، امتلاك كل من إيجاس والهيئة المصرية العامة للبترول 50٪ من أسهم سيجاس، مع امتلاك إينى نسبة الـ50٪ المتبقية.. ومن خلال هذه الصفقة، تتم تسوية النزاعات السابقة التى نشأت منذ حوالى ثمانى سنوات، بالاضافة إلى أنها تعزز مكانة مصر كمركز إقليمى للغاز من خلال زيادة طاقة اسالة الغاز الطبيعى المصرى الذى يتعدى الطلب المحلى أو الغاز المنتج من دول أخرى والتى قد ترغب فى الاستفادة من البنية التحتية الرائدة فى مصر.


وعلى الرغم من تداعيات أزمة كورونا، ارتفعت صادرات مصر من الغاز المسال بإجمالى 1.6 مليار متر مكعب من الغاز المكافئ، لتصل إلى نحو 17 شحنة خلال الربع الأخير من عام 2020، مقارنة بـ 6 شحنات خلال الربع الأول من نفس العام، وجاء إعادة تشغيل مصنع دمياط للإسالة لتسهم فى جعل مصر إحدى الدول الرئيسية فى تصدير الغاز الطبيعى المسال.
بينما بلغت الصادرات من شحنات الغاز الطبيعى المسال نحو 8 إلى 9 شحنات شهرياً منذ بداية عام 2021، كما سيساهم تشغيل مصنع دمياط للإسالة فى تعزيز قدرة مصر على تصدير الغاز الطبيعى المسال إلى الأسواق الأوروبية، وجعلها مركزاً إقليمياً للطاقة فى شرق المتوسط، من المتوقع أن ينتج المصنع نحو 4.5 مليون طن من الغاز سنوياً، بما يسهم فى زيادة الطاقة التصديرية إلى 12.5 مليون طن.. موقع Verocy الهولندى المتخصص فى الاستشارات الاستثمارية فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نشر تقريرًا عن تقدم مصر واستمرار ازدهارها فى مجال تصدير الغاز الطبيعى المسال إلى الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة فى ظل تنامى الطلب المتوقع على الغاز الطبيعى وتمتع مصر ببنية تحتية متميزة لتصدير الغاز المنتج من حقولها وحقول شرق المتوسط مما يجعلها مؤهلة للمساهمة فى تأمين احتياجات الأسواق الأوروبية بصفة خاصة خلال الفترة المقبلة.. ورصد التقرير عددًا من البوادر الإيجابية لتصدير الغاز الطبيعى المسال من مصر وتشمل استمرار صادراته من مصنع ادكو والتى يصل أغلبها إلى الأسواق الآسيوية خاصة الصين والهند، كما عاد مصنع دمياط لتصدير الغاز المسال إلى العمل مجددًا فى فبراير الماضى بعد توقف دام ٨ سنوات.. وأشار التقرير إلى أن حقل ظهر العملاق والاكتشافات الأخرى بمصر وشرق المتوسط تمكنها من العودة كواحدة من أهم الدول المصدرة للغاز الطبيعى المسال.


وألقى التقرير الضوء على خطط التوسع فى تصدير الغاز المسال والتى تراعى أساسيات السوق ووضع الأسعار خلال الفترة المقبلة، وأن مصر تمكنت من رفع قدراتها التصديرية من الغاز الطبيعى المسال إلى 12.5 مليون طن سنويًا بعد تشغيل مصنع دمياط لإسالة الغاز بطاقة 4.5 مليون طن.


اتفاقيات جديدة
د. مجدى جلال، رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، «إيجاس»، أكد الانتهاء من توقيع 9 اتفاقيات جديدة للبحث عن الغاز الطبيعى بإجمالى استثمارات 981 مليون دولار لحفر 18 بئراً استكشافية، كما تم الانتهاء من حفر بئرين استكشافيتين ناجحتين، وإجراء مسح سيزمى ثلاثى الأبعاد بمناطق اتفاقيات غرب البحر المتوسط لمساحة 18 ألف كم2، كما تم تنفيذ 3 مشروعات لتنمية حقول الغاز التابعة لشركات الفرعونية وبتروبل وبترو دسوق بإجمالى 3 آبار بالإضافة إلى وضع 4 آبار تنموية جديدة على الانتاج.


وأشار إلى إعادة تشغيل مصنع اسالة وتصدير الغاز بدمياط بعد توقف دام 8 سنوات وتصدير شحنات منه وذلك بعد الانتهاء من توقيع اتفاقيات التسوية لقضايا التحكيم مع شركتى يونيون فينوسا وسيجاس وانهائها.. كما أشار إلى التوسع فى انشاء محطات تموين السيارات للعمل بالغاز فى اطار التكليفات الرئاسية للتوسع فى هذا المشروع بالإضافة للإعداد لتنفيذ المرحلة الثانية لتوصيل الغاز للمخابز، وتنفيذ البنية التحتية لشبكات الغاز لحوالى 1500 قرية فى إطار مبادرة حياة كريمة.. وفى مجال البحث والاستكشاف والانتاج فمن المخطط الانتهاء من حفر واستكمال 10 آبار بالدلتا والبحر المتوسط والتجهيز لحفر 9 آبار أخرى وإجراء مسح سيزمي، وتوقيع 3 عقود تنمية بإجمالى استثمارات حوالى 377.7 مليون دولار، ومن المخطط تحقيق معدلات انتاج للغاز الطبيعى تصل إلى 7.2 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً و100 ألف برميل متكثفات.