رأى

سكوت.. «هنحقق»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

«وقطعت جهيزة قول كل خطيب».. فلا كلام ولا تكهنات بخصوص حادث تصادم قطارى سوهاج إلا بعد انتهاء التحقيقات التى أمر بها النائب العام وعندها فقط نعرف أسباب الحادث وما اذا كان اهمالا أو فسادا أو تخريبا متعمدا.
والحقيقة أن أى خطيب مفوه لا يستطيع وصف الحادث البشع مهما خضعت له الكلمات ولانت له القوافى وقد اختلط لحم الضحايا وعظامهم بحطام القطارين وأسياخ الحديد.. فهو موعد الغلابة الدائم مع الموت على قضبان السكك الحديدية أو الاحتراق محشورين داخل عرباتها.
لقد أسرعت الحكومة بكل هيئاتها ولكن بعد الكارثة.. أسرعت فأرسلت الطائرات وعربات الاسعاف وفتحت المستشفيات ووفرت أكياس الدم والبلازما وقررت التعويضات للضحايا بالآلاف وذرفت الدموع وأبدت التعاطف وان كان الأولى والمطلوب مع ذلك أن تقدم للمواطن كشف حساب عما تم خلال السنوات الماضية للنهوض بهذا المرفق الحيوى منذ وجه الرئيس بتطويره وازالة غبار السنين عنه واهمال الحكومات المتعاقبة التى اعتادت تهميش احتياجات الغلابة ووضعها فى ذيل القائمة فلا نذكرها ونذكرهم إلا مع كل كارثة جديدة.
لقد توعد الرئيس المتسببين فى الحادث بالجزاء الرادع انتقاما لأرواح زهقت وأسر تهدمت مع الاصرار على انهاء هذا النمط من الكوارث خاصة وقد خصصت الدولة المليارات من الجنيهات تحت بند تطوير قطاع السكك الحديدية وهو ما كان يقتضى بالضرورة المتابعة لتحديد مواقع الخلل وعلاجها.
رحم الله الضحايا مع الدعاء بكل الخير لأهل الصعيد ممن ضربوا أروع الأمثال فى الشهامة وهرعوا إلى مكان الحادث لمساعدة الضحايا وتخفيف الآلام والتبرع بالدم لإنقاذ المصابين.. شعاع نور داخل النفق المظلم.