قلب مفتوح

الموجة الثالثة والرهان الخاسر!

هشام عطية
هشام عطية

كلما تصورنا أننا أصبحنا على مرمى حجر من الوصول إلى شواطئ النجاة من القاتل كورونا اشتدت شراسة الوباء اللعين الذى يتأهب لموجة ثالثة من خطف الأرواح واحتلال الصدور وكتم الأنفاس.
ألعن فى لحظة هذا الفيروس لأنى كنت من ضحاياه وكاد يردينى لولا أن أدركتنى رحمة من رب العالمين.. كورونا حول حياتنا إلى صوان عزاء لاينفض، بالأمس شيعنا الكثير من الاحباب والأصدقاء والجيران سكبنا انهارا من دموع الحزن والعجز أمام  جبروت القاتل الخفى « كوفيد» ولاندرى من نشيع اليوم أم قد نكون نحن المشَّيعين!.
ويبقى الغد هو الأخطر والأهم، نحن على أعتاب موجة ثالثة من هذا الوباء الشرس تتزامن مع قدوم شهر رمضان الكريم حيث الشوارع من فرط الزحام وكأننا فى يوم الحشر، ووسائل المواصلات وكأنها علب الكبريت، عزومات وسهرات، غنائم سهلة من الممكن أن يرتع فيها كورونا إصابات وتقتيلا كما يشاء. 
افراط فى الاستهتار لا تخطئه العيون، كمامات انتزعت من الوجوه، غياب تام لكل الإجراءات الاحترازية، رقابة خجولة من الحكومة  والرهان على وعى الناس ولعلى لا أكون متجاوزا إذا قلت إنه رهان خاسر.
من المؤكد ان معركتنا مع كورونا هى بالأساس معركة وعى ولكن خبرات الموجتين الأولى والثانية من هذا الوباء الفتاك تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا إذا تركنا الناس لأنفسهم هلكوا جميعا وهلكنا معهم خاصة خلال الشهرين القادمين، إذن هل إلى سبيل للخروج من الازمة؟!.
فى يقينى أن النجاة من أهوال كورونا القادمة يجب ألا تترك للأهواء ولكننا نحتاج إلى يد الدولة الثقيلة لتطبق القانون بصرامة، تغلق المحلات المفتوحة ليل نهار، وتشدد العقوبات على المخالفين وغير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية فى الشوارع ودور العبادة والمواصلات العامة.
علينا أن نفكر وبجدية فى تطبيق حظر جزئى فى ليالى رمضان، لتقليل الخروجات والحد من زحام السهرات والعزومات الرمضانية.
نحن جميعا أسرى لهذا الوباء ودن اتخاذ هذه القرارات الحاسمة من جانب الحكومة فإننا أمام خيارين كلاهما مر: إما الموت وإما الإصابة بكورونا.