«شهامة السوهاجية».. نماذج مضيئة وسط فاجعة «القطار»

ارشيفية
ارشيفية

عرف أهالي محافظات الصعيد بشهامتهم في تقديم العون إلى أي محتاج مهما كان، دون النظر إلى أي مكاسب أو استفادة شخصية، الكل يعمل ويساعد لتخفيف آلام، وتقديم يد العون في أي كارثة أو فاجعة مهما كانت صعبة، وهذا النموذج قدمه أهالي مركز طهطا التابع إلى محافظة سوهاج وذلك من خلال تدشين حملة شعبية للتبرع بالدم إلى مصابي حادث تصادم قطارين على شريط السكة الحديد، داخل مستشفى طهطا العام، في محاولة منهم إلى إسعاف المصابين وسرعة مداواتهم وإنقاذهم من هذا الحادث القاسي.

 

اقرأ أيضا | فيديوجراف| 10 معلومات عن حادث قطار سوهاج

 

وانتشرت المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولاقت المبادرة استحسان الجميع، وبدأ المواطنين التوجه إلى المستشفيات، فيما بادر العديد من المواطنين في المساهمة فى نقل المواطنين إلى المستشفيات بسيارتهم الخاصة للتبرع بالدم.

 

وناشد شباب محافظة سوهاج، جميع المواطنين، بسرعة المتوجة إلى مستشفيات المحافظة، لتبرع بالدم، لصالح مصابي حادث قطار سوهاج.

 

ودشن حمادة المغربي، حملة التبرع بالدم فور علمه بالحادث وقد انطلق سريعا إلى المستشفى، حتى يتبرعوا بالدم إلى المصابين وإسعافهم، وعلى الفور دشن هذه الحملة، ووقف أمام المستشفى لاستقبال المتبرعين بالدم: «دول أهلنا ولو مش أهلنا، الصعايدة عندنا معروفين بالجدعنة ومستحيل نبقى عارفين إن في عندنا كارثة ونسيب بعض وعشان كده جريت أول واحد عشان اتبرع بالدم وأشجع الناس أنها تتبرع».

 

ويقول «حمادة»: «كتبت على فيسبوك عشان كل الناس تشوف أهلي وناسي وحبايبي شباب طهطا المحترمين برجاء التواجد عند مستشفى طهطا العام، نظرا لحادث القطار الذي وقع في الصوامعة، وللتبرع بالدم جزاكم الله خيرا».

 

 شهامة الصعايدة

وفي ملحمة إنسانية رائعة، تجلت قدرات أبناء الوطن من أبناء محافظة سوهاج وقرى ومدينة طهطا عقب وقوع كارثة اصطدام القطارين عند قرية بنهو بطهطا اثناء صلاة الجمعة.

 

وخرج المئات من المواطنين من المساجد والبيوت رجال وشيوخ وشباب وسيدات وأطفال إلى موقع الحادث وبرزت مشاعر الشهامة والمروءة عندما هرع الجميع لإنقاذ المصابين ونقل الضحايا الأبرياء.


كان المشهد مختلفا أمام شريط السكة الحديد، وهناك بعض الأهالي لا يصدقون ما يشاهدونه من صور الحادث الأليم، حتى سيدات قرية بنهو خرجن إلى الشوارع يصرخن حزنا وهلعا على الضحايا قبل وصول أسر الضحايا انفسهم.


وكانت كافة الأجهزة التنفيذية في موقع الحادث بعد وقوعه بدقائق، كما أن رجال الشرطة والقوات المسلحة مع الأهالى يساعدون رجال الإسعاف في استخراج المصابين من بين ثنايا العربات المقلوبة.

 

أما العربة الأخيرة من القطار المميز التي تأثرت بشدة من الحادث والتي أصيب فيها أغلب المصابين وتحول جزء منها إلى حديد ممزق وإلى أجزاء حادة تصيب من يقترب إليها، قام الأهالي بمحاولة نشر الصاج واستخراج المصابين
وتبرع بعض اصحاب ورش اللحام بإسطوانات الأكسجين واللحام لنشر وتقطيع حديد العربة الأخيرة في محاولة لإنقاذ المصابين من أسفل العربة. كما تبرع عدد كبير من عمال الكهرباء والنجارة وانتقلوا على الفور إلى موقع الحادث
للمساعدة فى انقاذ الأهالي.


كما انتقل الدكتور هاني فؤاد مدير إسعاف سوهاج، وقام بنفسه بالمساعدة في نقل المصابين إلى مختلف المستشفيات الجامعية والعامة والمركزية. وقام العمدة أحمد عامر عمدة الصوامعة بجمع أبناء قرية الصوامعة غرب لمساعدة رجال الجيش والشرطة والإسعاف في رفع آثار الحادث ونقل المصابين.


كما انتقل عدد كبير من نواب الشعب والشيوخ منهم النائب حاتم مبارك نائب سوهاج والنائب محمد لبيب نائب أخميم ومصطفى سالم نائب طهطا ونشأت فؤاد عباس نائب طهطا وإبراهيم أبودوح نائب طهطا وجهينة.


مستشفى طهطا
ملحمة إنسانية أخرى، جرت داخل مستشفى طهطا العام وخارجها، حيث تجمع المئات من المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ الأهالي. وقال الدكتور محمد فراج مدير المستشفى إن المستشفى استقبلت حوالى ٣٠ مصابا من مصابي الحادث بعض المصابين دخلوا على الفور غرف العمليات الجراحية لعمل جراحات عاجلة بالمخ وكسور العظام، ورغم تزاحم المستشفى بالمواطنين داخلها وخارجها إلا أن المستشفى قدمت خدماتها على اكمل وجه.

 

ويقول النائب مصطفى سالم، إن بعض المصابين في مستشفى طهطا لم يصل إليهم أحد من أقاربهم، وتم التواصل بعناوين أسرهم وتليفوناتهم للحضور إليهم كما تبرع رجال الأعمال بدعم المستشفى بالطعام والمستلزمات الطبية للمصابين.


ويقول أحمد المجنون عضو جمعية خيرية بطهطا: "لقد تجمعنا بالمستشفى وناشدنا الأهالي بسرعة التبرع بالدم وبالفعل الأهالى نزلوا إلى عربات الاسعاف خارج المستشفى للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين".


ويقول محمد المغربي عضو الجمعية الشرعية بطهطا: "لقد هرعنا مع أعضاء الجمعية ومعنا سيارة نقل الموتى لنقل الضحايا إلى مسقط رأسهم بمختلف المحافظات والمساعدة في نقل المصابين والتبرع بالدماء لمن يحتاج إلى الدم
كما وصلت عربات نقل الموتى من مركز طما للمساعدة في نقل الضحايا وعدم تأخير نقلهم إلى بلدانهم".


وتقول فريدة سلام رئيسة مركز طهطا، إن أبناء طهطا وجهينة وطما ضربوا مثلا رائعا في الشهامة خلال الحادث.. فالجميع شعر أن المصاب مصابهم والكارثة قومية ووجدنا مواطنين يحضرون من مراكز بعيدة للتبرع بالدم والمعاونة في نقل المصابين وتقطيع حديد العربات المقلوبة.


كما قامت إدارة مستشفى طهطا العام بوضع أسماء المصابين خارج المستشفى وتحديد بيان بالمصابين الذين نقلوا إلى مستشفى سوهاج الجامعي والمستشفى التعليمى ومستشفى المراغة.