ربما لا يكون عمرها من عمر قناة السويس، البالغ 152 عاماً، لكن العالم يقف الآن مترقبًا لحظة انتهاء الكراكة مشهور من بطولة إنهاء أزمة سفينة الحاويات البنمية الجانحة (EVERGIVEN).
حين بدأت أعمال حفر قناة السويس عام 1859 لم يكن العالم يعرف التكريك بعد، وقدم مليون عامل مصري على مدار 10 سنوات بطولة من نوع خاص في أعمال الحفر، حتى سقط أكثر من 120 ألفا منهم أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة.
ولعشرات السنوات، ظلت أعمال إنقاذ السفن في قناة السويس تتم بأشكال مختلفة إلى أن اتخذت الكراكات موقعا مميزًا في أعمال الإنقاذ، ومن بينها الكراكة مشهور التي نجحت حتى الآن في إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة (EVER GIVEN)، بنسبة 87% بمعدلات تكريك تقترب من 17 ألف متر مكعب من الرمال.
والكراكة مشهور هي الأكبر من بين 11 كراكة متنوعة تمتلكها قناة السويس، لكنها ليست الأقدم بينها؛ إذ يعود تاريخ دخول أول كراكة في الخدمة للعام 1977، بينما عُمر (مشهور) هو ربع قرن.
اقرأ أيضًا| «المساجيري».. استراحة التجار الذي تحول لإدارة الملاحة بالقناة
معلومات هيئة قناة السويس عن الكراكة مشهور تشير إلى أنها الأضخم من بين جميع الكراكات الموجودة لديها، وتعرف بأنها ماصة طاردة ذات حفار، ويعود عام بنائها إلى سنة 1996، وتحمل الجنسية الهولندية بعد أن تم بنائها في ترسانة (IHC).
ومن بين مواصفات تلك الكراكة طولها البالغ 140.3 متر، وعرض 22.4 متر وارتفاع 7.2 متر، بينما يصل أقصى عمق للتكريك 35 مترًا.
أما سر تسميتها بالكراكة مشهور فيرتبط باسم المهندس مشهور أحمد مشهور، أحد أبرز رؤساء هيئة قناة السويس المصريين، والذي تولى مهمته في 14 أكتوبر 1965 وحتى 31 ديسمبر من العام 1983، ويحمل الترتيب الثالث في تلك القائمة التي تضم 7 مصريين بالإضافة إلى 6 آخرين أجانب سبقوا القيادات المصرية في هذا الموقع.
ولعل أبرز ما تقدمه الكراكة مشهور الآن هي مراعاة أقصى معايير الآمان الملاحي، بالحفاظ على مسافة آمنة تقدر عند أقرب نقطة مسموح بها للاقتراب من السفينة بحوالي 10 أمتار من السفينة.
وتظهر في الصورة أيضًا الكراكة العاشر من رمضان، التي تتولى مهمة تسهيل عملية التعويم بإزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة سفينة من خلال أربعة حفارات أرضية، كما شملت جهود التعويم، وعمرها حديث يعود للعام 2014.
وحين تنتهي الكراكة مشهور من أعمال التكريك التي تتراوح بين 15 إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال، تأتي مهمة القاطرتين بركة 1 وعزت عادل لتبدأ تجارب الشد، وهما الأكبر من بين قاطرات هيئة قناة السويس.
