عبدالوارث عسر.. أول صدمة في العمر بعد حبه لفتاة بدوية

الفنان عبدالوارث عسر - صورة أرشيفية
الفنان عبدالوارث عسر - صورة أرشيفية

كان الفنان عبدالوارث عسر، والملقب فنيا بشيخ الممثلين، أثناء زيارته لأحد أقاربه بالإسكندرية، والذي كان يعمل مستشارا بمحكمة الاستئناف، وأثناء عودته توجه إلى دورة المياه داخل القطار، فوجدها مشغولة، وما إن لمح دورة العربة التالية سارع إليه لكن شيئا حدث وأغضبه كثيرا.


حين وصل عبدالوارث إلى الفاصل بين العربيتين، والذي كان مكشوفا تقابل مع الكمسري، وعندما أخرج محفظة نقوده ليدفع ثمن التذكرة، اهتز القطار، فسقطت من يده المحفظة وبداخلها ١٥٠٠ جنيه.

فزع الكمسري، بينما هدأ عبدالوارث عسر من روعه، بينما كان هو أحوج ما يكون إلى من يواسيه، ويقوم بتهدئته، عاد إلى مكانه بالقطار، وجلس يفكر ماذا سيفعل؟ وفجأة اتخذ القرار، ونزل في محطة دمنهور، وعاد سيرا على الأقدام بين القضبان، وهو يعزي نفسه، قائلا: "والله لو كانت هذه النقود مكتوبة لي، ومن رزقي، أي أحد هيلاقي المحفظة ويرجعها، وإن كانت غير مكتوبة لي، فلم أعثر عليها، ستكون لصاحب نصيبها".

ظل عبدالوارث عسر يسير وعينه على الطريق بين القضيبين، وكانت المسافة نحو أكثر من ساعة، مترددا في أن يعود، ويستعوض الله في النقود، لكن فجأة جحظت عيناه، وتقطعت أنفاسه عندما وجد المحفظة ملقاة على الأرض، وتملكته حالة بشيئ من الإعياء، والتعب، والتخاذل، وجلس على الأرض فوق زلط السكة الحديد، حتى تمالك نفسه، ويشكر الله، وعاد إلى أقرب محطة وكانت "أبو حمص"، واستقل أول قطار  إلى دمنهور، ومنها إلى القاهرة.


وأثناء أحد اللقاءات به قال معلقا على هذا الموقف: بأن الله أنعم عليه في أوقات الأزمات بشيئ من الهدوء، ويتيح له التفكير السليم، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في 1981.

اقرأ ايضا| عبدالوارث عسر.. بكاء «الكوميدي الجريح» على سرير المرض
وذكر أيضا عن أول حب له كان الفتاة بدوية من الفيوم، حيث كان يتجول بين الحقول ممطتيا حصانا، وإذا بالحصان يجمح به، و يسقط على الأرض، وأصيب في ساقه، ولم يعد يقوى على الحركة، فسارع إليه البعض من البدو الذين كانوا يقيمون الخيمة الخاصة بهم بمكان قريب من حادثة وقوعه، وقاموا بمعالجته، واستضافته لديهم لبضعة أيام.

وحين تماثل للشفاء خلال تلك الفترة، وقعت عيناه على فتاة بدوية حسناء من بناتهم، وشعر بأنها كانت تبدي اهتماما خاصا به، وترعاه، أثناء إصابته، شغف قلبه بها حبا، ولم يتردد، وتقدم لخطبتها من شيخ القبيلة، الذي وافق، وعند عودته في اليوم التالي وجدها قد رحلت مع أهلها إلى موطنهم الأصلي في الفيوم، وأسرع بالسفر إليها، لكن وقعت الصدمة فوق رأسه كالصاعقة، عندما علم بأنهم زوجوها قسرا لابن عمها.

مرض عبدالوارث حزنا من حبه لها، وبعد ذلك بفترة علم بأنها توفيت إلى رحمة الله، فحزن حزنا شديدا عليها، ولم تفارق صورتها خياله، وهو على قيد الحياة. وعبدالوارث عسر من مواليد ١٨٩٤، وتوفي في ١٩٨٢/٤/٢٢.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ ايضا ||معاكسات التليفون الخالية من «الألفاظ الجارحة».. ليست جريمة !!