خبير آثار يرصد معالم مسار العائلة المقدسة بتل بسطة وشرق الدلتا

 الدكتور خالد العنانى
الدكتور خالد العنانى

فى إطار افتتاح الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية مشروع تطوير موقع تل بسطة بالشرقية أحد نقاط مسار العائلة المقدسة.

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن تل بسطة هى المحطة الأولى بشرق الدلتا التي استقبلت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين عبر شمال سيناء وهى إحدى خمس مناطق كبرى عبرتها العائلة المقدسة والتي تشمل شمال سيناء وشرق الدلتا ووادي النطرون ومنطقة حصن بابليون ومنطقة الصعيد .

ويضيف بأن «بوبسطة» القديمة تبعد 2 كم عن مدينة الزقازيق وكانت تقع قديمًا عند التقاء الطريق التجاري البري لوادي الطميلات مع الطريق النهري عبر الفرع البيلوزي لنهر النيل والذي كان يمر بمدينة بوبسطة القديمة وكانت بوبسطة عاصمة مصر خلال عصر الأسرتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين وقد ذكرت فى الكتاب المقدس باسم «فيبستة» حزقيال 30:17.

ويوضح الدكتور ريحان من خلال قراءة في كتاب الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان «رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر» أن بوبسطة كانت مدينة كبيرة مملوءة بالمعابد ويعود اسمها إلى «بر – باست» أى معبد باست نسبة إلى المعبودة باستت ويرمزون إليها بالقطة حيث كانت هى المعبودة الرئيسية بالمدينة ومن ثم كان اسم المعبودة هو نفسه اسم المعبد والمدينة وفيه أنبع السيد المسيح طفلًا نبع ماء وقد تم الإعلان فى 2 أكتوبر 1977 أن حفائر جامعة الزقازيق قد اكتشفت بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.60 م تعود إلى العصر الروماني وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان «بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة» ونشر إعلاميًا فى الصفحة الأولى بجريدة الأهرام العدد «40477» وفى تل بسطا تمت معجزة شفاء زوجة رجل اسمه كلوم أو أقلوم كانت مصابة بالشلل بعد استقباله للعائلة المقدسة.

ويتابع الدكتور ريحان بأن مدينة بوبسطة القديمة كانت تشغل مساحة تمتد إلى 3 كيلو متر مربع من موقع أطلالها الأثرية الحالية وتؤكد الحفائر والاكتشافات الأثرية الحديثة أن طوبوغرافية تل بسطة تتفق مع ما ورد فى المصادر الكنسية من إنها كانت مكونة من منطقتين هما منطقة المعبد أو المعابد والمنطقة السكنية وقد صارت تل بسطة فيما بعد مقرًا لأسقفية قبطية وكان على بعد 2كم من تل بسطة دير يسمى «دير الغار» ظل عامرًا بالرهبان حتى القرن السابع الميلادى

ويستكمل الدكتور ريحان مسار العائلة المقدسة فى منطقة شرق الدلتا وصولًا إلى المحمة وهى كنيسة العذراء بمسطرد 10كم من القاهرة وكانت تسمى فى العصر الرومانى باسم «تيمونى سورات» وأصبح اسمها بالعربية منية سرد ومنها جاءت مسطرد، أما المحمة فهى تسمية عربية جاءت من الفعل «حم» ومنها استحم أى اغتسل بالماء لأن السيد المسيح أنبع بها نبع ماء واغتسل بمائه وأقامت العائلة المقدسة هناك فى مغارة وكان نبع الماء يشفى كل من استعمله ثم بنيت كنيسة فيما بعد على اسم السيدة العذراء ثم انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس وهى من أرض جاسان القديمة الذى نزل بها نبى الله يعقوب وعاش بها نبى الله يوسف وإخوته واسمها المصرى القديم «بيلبيو» واسمها القبطى «بيسوك» كما سميت «بيس» و «بر بيس» بمعنى بيت المعبودة بس ثم «بل بيس» وقيل أيضا أن معناها القصر الجميل وكانت بلبيس مقرًا لأسقفية قبطية اندثرت كنائسها فيما بعد.

ويشير الدكتور ريحان إلى مدينة سمنود على ضفاف فرع دمياط وهى إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية وكانت تعرف قديمًا باسم «منية جناح» ومنها عبرت العائلة المقدسة نهر النيل عبر فرع دمياط إلى سمنود وعندما دخلت العائلة المقدسة سمنود استقبلهم شعبها استقبالًا حسنًا فباركها السيد المسيح بقوله:«أنه سيكون بها كنيسة مباركة باسم السيدة العذراء» ويوجد بها حاليًا كنيسة السيدة العذراء والقديس أبانوب مقامة فوق كنيسة أثرية باسم السيدة العذراء وبها بئر ماء وماجور من الجرانيت يقال أن العذراء عجنت به خبزًا

ولفت الدكتور ريحان إلى عبور العائلة المقدسة منطقة البرلس والتى تضم حاليًا كنيسة القديسة دميانة للراهبات والكنيسة التى شيدتها الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين 330م فوق قبر القديسة دميانة وكان بمنطقة البرلس كرسى أسقفى ومن أساقفتها الأنبا أثناسيوس ومن أشهر قديسيها الأنبا يوحنا أسقف البرلس ثم عبرت العائلة المقدسة الفرع السبينتى للنيل إلى الجهة الغربية حيث توجد مدينة سخا 3كم جنوب كفر الشيخ وكان اسمها القديم «خاست» وكانت عاصمة الإقليم السادس فى أقاليم الوجه البحري وفي القرن 18 قبل الميلاد كانت مقرًا وعاصمة للأسرة الرابعة عشرة التي ضمت 76 ملكًا وفي العصر البطلمي والروماني سميت «اكسويز» وتغير الإسم إلى «بيخا إيسوس» ومعناها كعب يسوع ومنها جاء الإسم سخا لأن السيدة العذراء أوقفت الطفل فوق صخرة تمثل قاعدة عامود فطبعت آثار قدمه على الصخرة وأنبع ماءًا صافيًا شافيًا وأخذت المدينة اسمها من هذا الحجر وفى القرن 13م اختفى الحجر فى فناء الدير إلى أن أعيد اكتشافه فى 27 سبتمبر 1984 وقد بنيت بمدينة سخا كنيسة باسم العذراء مريم وبجوارها مغطس على الطريقة الرومانية وبجوارهم دير يسمى دير المغطس ظل عامرًا بالرهبان إلى نهاية القرن 12م .

اقرأ ايضا|وزير السياحة و الآثار: تل بسطا هي أيقونة العائلة المقدسة