توتة توتة خلصت الحدوتة

«الأخبار المسائي» تنجح في كشف «الأب غير الشرعي» للكاريكاتير المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄ جمعة: جمعية الكاريكاتير المصرية غير مسئولة عن الاحتفال المزعوم.. واقتراح بميلاد «رخا» عيداً للكاريكاتير


◄ عمرو فهمى: تحملت عبء توصيل ما لدينا للوزيرة وأبلغتنى بالاستجابة السريعة فى إلغاء الاحتفالية


كتب - أحمد عبدالنعيم

لا يكفى أن تكون مقتنعا بالفكرة لابد أن يكون لديك إيمان بأن الحقيقة، لابد أن تظهر فى الوقت المناسب، مهما تعددت الأشكال فأن بوصلة الحقيقة تتجه نحو قبلة الموضوعية وإدراك الحقيقة لا يحتاج منا سوى البحث والتنقيب، والإيمان أن الشمس لابد لها يوما أن تأتي من الشروق أدركنا من البداية أننا نسير فى طريق غير ممهد وأننا نعوم ضد التيار،

 لدينا إيمان أن الهدف هو الوصول إلى الصح مهما قيل عنا.. هنا أنت لا تبحث عن مجد شخصي أو سبق ولكن لديك إيمان بصدق الطريق رغم صعوبته.. بدأنا الطريق حتى النهاية.


البداية

مسابقة تحمل اسم يعقوب صنوع تأخذ صفة العالمية بدعوة رسامي الكاريكاتير فى العالم بالاشتراك فى المسابقة.. بعدها تم تغير صيغة المسابقة لتحمل اسم صنوع أبو الكاريكاتير المصري.. لم نسكت وطالبنا بإجراء مناظرة علنية لتوضيح الحقيقة كاملة حول حقيقة الرجل ودوره فى حركة الكاريكاتير المصري بعيدا عن انتمائه الشخصي أو جنسيته  وبعدها أصدرت الجمعية المصرية للكاريكاتير مشكورة بيانا تنفي صفة الأبوية المزعومة عن صنوع والاكتفاء بأنه فقط صاحب مجلة ساخرة كان ينتقد فيها أسرة محمد علي..

ارتحنا بعض الشيء لهذا الطرح المحترم.. حتى كان تحديد يوم الكاريكاتير المصري مقترنا باسم يعقوب صنوع وهو المرفوض من البداية وإعطاء صفة رسمية برعاية من الجمعية المصرية للكاريكاتير وإقامة الاحتفالية بمتحف محمود خليل وتحت رعاية وزارة الثقافة..وهو الواضح فى الشعارات التي يحملها «البوستر» الخاص بالاحتفالية.

 

اقرأ أيضا| فيديو| رسامات الكاريكاتير عن معرض «هي»: الرجالة بيرسموا الستات شكلها وحش

 

«أصل الحكاية» 

بدأنا بطرح التحقيق الأول بتاريخ 9 مارس تحت عنوان الاحتفال «بالحقير فى بيت الأصيل» باعتبار أن صنوع أب غير شرعي للكاريكاتير المصري دعمنا بذلك عددا من رسامي الكاريكاتير وأساتذة الجامعة واستعنا بالدكتور سيد على صاحب 13 بحثا عن صنوع و3 كتب عنه وأمدنا بعدد لا نهائي من الوثائق والمستندات التي تؤكد أننا أمام أكذوبة مصنوعة وتمثال من العجوة وهالة أضافها صنوع حول نفسه..

ثم كانت رسالة الباحثة ريهام عبده 680 صفحة حول صنوع سافرت دول العالم للحصول على حقيقة الرجل وحصلت على درجة الامتياز من جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية وتواصلنا معها للحصول على أهم مستندات العمالة وحصول صنوع على راتب شهري من الدولة العثمانية لإصدار مجلته أبو نظارة وحقيقة جنسيته ودوره الوطني المزعوم وهو ما أضاف إلينا الكثير وصحح لنا المعروف مسبقا..

ومن خلال القراءة الشاملة لعشر سنوات من إصدار مجلته كنت قد حصلت على مجلة أبو نظارة المطبوعة فى لبنان عكفت للقراءة ليقع تحت يدي الكثير حول هذا الرجل الذي سمى نفسه بالحقير فى حضرة السلطان العثماني ليمنحه البركة والرضا وهو ما تم نشره مقترن بالدليل المكتوب بخط يد صنوع نفسه وفى محاورته بمجلة أبو نظارة زرقا..

هنا كان لازما علينا التنبيه لحقيقته المزعومة.. كان التحقيق الثاني بتاريخ الثلاثاء 16 مارس (الأخبار تواصل فتح الملف الشائك لمواجهة الاحتفالية المشبوهة) وهو التحقيق الذي كان بمثابة الانتفاضة لعدد من رسامي الكاريكاتير على صفحتهم الشخصية أعلنوا صراحة رفضهم لهذا الاحتفال المزعوم.. وفى هذا التحقيق توصلنا لماسونية الرجل الواضحة وإن كان البعض قد أرجع أنها لم تكن خطيئة فى هذا الوقت ولكن الرجل كان فخورًا بذلك علاوة على مستند ومحاوراته حول ضرورة هجرة اليهود إلى الممالك العثمانية وهو ما يوضح مدى إيمانه بالصهيونية وحركة هجرة اليهود ولكننا لم نركز كثيرا حول ذلك ولكن كان الاهتمام بدوره المزعوم فى الكاريكاتير المصري على اعتبار أننا أمام احتفالية بالكاريكاتير..

ولم نرى رساما واحدا من جيل الرواد تأثر او حتى ذكر يعقوب صنوع بجملة مفيدة فى مذكراته ولدينا ما كتبه رخا وتأثره بالسابقين سانتيس ورفقي وصاروخان ولم يذكره بجملة واحدة كذلك الفنان زهدي شيخ الرسامين الذي كان تركيزه حول دوره فى الكتابة الساخرة فقط أو ما يعرف بالكاريكاتير الديالوجي، أما عبد السميع فلم يذكره بشيء والثلاثة هم الرواد الأوائل لفن الكاريكاتير المصري. 


«البوستر المسيء»

وقبل أن نغلق الملف ونكتفي بدورنا فى إيضاح ما لدينا من حقائق وفتحنا باب النقاش ظهر بوستر الاحتفال بيوم الكاريكاتير المصري يحمل صورة صنوع فى شكل صنم وحوله عدد من رواد الكاريكاتير أقزام بجانبه وهو ما أثار غضب عدد كبير من رسامي الكاريكاتير.. حتى البوستر لا يحمل صورة عدد من الرواد العظام ولا يوجد صورة خاصة للفنان جمعة رئيس الجمعية المصرية الذي من المفترض أنه راعى للاحتفال..

 

عمرو فهمي كتب على صفحته أن يوم الكاريكاتير المصري لا يمثلني ولا يعبر عنى وأنا أعمل بالصحافة المصرية من ثلاثين عاما أرفض الاحتفال واعتبر صورة البوستر إساءة واضحة لرموز مهمة فى تاريخ الكاريكاتير المصري.. وانضم إليه فنان الكاريكاتير أحمد قاعود رافضا ما يسمى بيوم الكاريكاتير المصري مؤكدا أنه يوم لا يمثل رسامي الكاريكاتير وانضم عدد من رسامي الكاريكاتير ،حيث أكد محمد عمر أن صنوع مصنوع يحمل ريادة مزعومة فليس كل من وضع فكرة للكاريكاتير هو رائد لها وأكد الفنان والمؤرخ نبيل السمالوطي أن صنوع ليس له أي دور فى حركة الكاريكاتير المصري ولا يعتبر رائدا للفن وهو ما أكده الفنان عبد الرحمن بكر على صفحته معلنا التضامن الكامل مع حملة «الأخبار المسائي» وهو نفس ما أكده الفنان أحمد طنطاوي بمجلة أكتوبر. 


توالت التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي وكانت تحقيقات «الأخبار المسائي» هى أبلغ رد دائمًا ووضعها رسامو الكاريكاتير على صفحاتهم للمناقشة وإبداء الرأي.. حتى كان التواصل مع الفنان عمرو فهمي الذي تحمل عبء توصيل ما لدينا إلى الوزيرة فى رسالة شخصية وهو ما كان فى الاستجابة السريعة فى إلغاء الاحتفالية المقرر لها يوم الخميس المقبل..

 

وسريعا أعلن الفنان عمرو فهمي على صفحته أنه تواصل مع مكتب الوزيرة وألغيت الاحتفالية واقترح أن يكون ميلاد الفنان رخا عيدًا الكاريكاتير المصري وهى الدعوة التي لاقيت الاستجابة السريعة والفورية من الجمعية المصرية للكاريكاتير، حيث أعلن الفنان جمعة فرحات رئيس مجلس إدارة الجمعية عدم مسؤولية الجمعية عن الاحتفال المزعوم ورفضها تمام لاقتران أي نشاط كاريكاتيري بصنوع الذي ليس له أي دور مؤكدًا على اقتراح أن يكون ميلاد  الفنان الرائد رخا عيدا للكاريكاتير المصري. 


«خلصت الحدوتة»

قد تصل إلى الحقيقة التي تبحث عنها بعد جهد وإيمان حقيقي، ولكن تبقى دائما صور كثيرة تحتاج من إلى الكثير من الجهد والبحث لمعرفة الحقيقة ولا نقف عند زعم أو مجرد رأى علينا دائما البحث والمعرفة والتاريخ يحتاج منا إلى الكتابة المخلصة وهى الدعوة التي نطلقها للحوار والنقاش وإدراك الحقيقة وليس الوقوف عند باب المسلمات واعتبرها مقدسات لا يجوز الاقتراب منها..

لم نكن بمفردنا فى معركة إثبات الحقائق ولكن دعمنا الكثيرون وحصلنا على الكثير وكانت دائمًا المساحة تحكمنا ولكن المهم أن تصل إلى الطريق وأن يكون الإيمان بأصدق ما تبحث عنه.. مازال التاريخ يحتاج إلى إعادة الكتابة كثيرا.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي