شهد عدد من المناطق اللبنانية المتفرقة، لاسيما داخل العاصمة بيروت، اليوم الاثنين، تحركات شعبية ارتكزت في معظمها على "قطع الشوارع والطرق" بواسطة الإطارات المطاطية المشتعلة وصناديق النفايات والأحجار الأسمنتية، احتجاجا على التدهور الاقتصادي والمعيشي وخصوصا التراجع السريع في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي.
وأثّرت سريعا أنباء تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل عدم الوصول إلى مساحة تفاهم مشتركة بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وتبادل الاتهامات بينهما عن عرقلة التأليف الحكومي، على سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق الموازية (السوداء) حيث شهدت العملة اللبنانية انهيار سريعا في غضون ساعات قليلة من نحو 11 ألف ليرة إلى نحو 14 ألف ليرة للدولار الواحد، في وقت يبلغ فيه سعر الصرف الرسمي 1500 ليرة، وسعر المنصة الموازية للبنك المركزي 3900 ليرة.
وقام محتجون بأعداد محدودة بقطع مجموعة من الطرق الرئيسية داخل العاصمة اللبنانية، كما قام متظاهرون في مدينة طرابلس (شمالي البلاد) بتنظيم وقفات احتجاجية وقطعوا عددا من الشوارع والطرق على خلفية الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار أمام الليرة.
كما أقدم المحتجون في مناطق مختلفة بتحركات مشابهة انطوت على قطع الشوارع وأوتوسترادات السفر الدولية، تنديدا بانهيار سعر الصرف وتداعياته على الغلاء المعيشي المتفاقم وارتفاع أسعار السلع والمنتجات يوميا بصورة كبيرة، مشيرين إلى أن القدرة الشرائية للمواطنين قد انهارت وأن الدخول لم تعد تكفِ لتوفير المتطلبات الأساسية والضرورية للمعيشة.
وانحسرت مظاهر قطع الشوارع في العاصمة اللبنانية بيروت - في معظمها - بعد أقل من ساعتين على اندلاع موجة قطع الطرق، حيث انسحب المحتجون من غالبية الشوارع، لتسارع قوات الأمن بإزالة العوائق وفتح الطرق أمام حركة سير المركبات، في حين بدا لافتا لجوء عدد كبير من المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها مبكرا عصر اليوم، كما أغلقت معظم محطات البنزين في بيروت ابتداء مساء اليوم وتوقفت عن العمل.
اقرأ أيضا|
