المشهد

طموحات مهرجان الأقصر

خالد محمود
خالد محمود

خالد محمود

بطموحات كبيرة، ينطلق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته العاشرة هذا العام، الجمعة المقبل، بساحة معبد الكرنك، والحقيقة أن مهرجان الأقصر يبقى أحد أهم الروافد السينمائية المهمة فى المنطقة، التى تلقى الضوء على الفيلم الأفريقى، بل وتعيد اكتشاف اتجهات وتيارات ورؤى سينمائية أفريقية معاصرة تلقى بظلالها على واقع وأحلام ومستقبل القارة السمراء.
استطاع المهرجان الذى ولد مميزا، على مدى تسع سنوات، ان يشكل قاعدة راسخة وانطلاقة متجددة لصناع السينما الإفريقية، وكم من الأفلام التى تبنتها شاشته عرفت طريقها إلى منصات المهرجانات وجوائزها، كما بثت الأمل لدى المخرجين فى مختلف أنحاء القارة فى إيجاد ساحة كبرى لعرض إنتاجهم الجديد، والتفاعل مع الجمهور الذى بات ينتظر تلك المناسبة بشغف كبير.
وكما للمهرجان رسالة فنية وثقافية، كان له أيضا بُعد استراتيجي فى توحيد صفوف صناع السينما فى إفريقيا على أرض مصر وفى تلك المدينة التاريخية «الأقصر»، وهو البعد الذى أدركته إدارة المهرجان برئاسة السيناريست سيد فؤاد ومديرته عزة الحسينى ووعت له ونجحت فيه.
ويأتى اختيار فيلم الافتتاح» هذه ليست جنازة.. هذه قيامة « this is not Aburial،ltsaresurrectionمندولة ليسوتو للمخرج الواعد فى إفريقيا ليمو هانج جريمايا موسيسي، ليشكل انطلاقة مهمة ليس فقط لكونه أول عمل يضع ليسوتو على الخريطة السينمائية العالمية باعتباره أول فيلم يمثلها فى الأوسكار وعرض بمهرجان فينيسيا السينمائى 2019، وصندانس 2020 وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالسينما العالمية، لكن لأنه أيضا يقدم ببراعة قصة مقاومة وصمود لا هوادة فيها، عبر بطلته التى تبلغ من العمر ثمانين عاما التى تلقننا درسا فى قيمة الانتماء والهوية والتمسك بالعزة والإنسانية ومعنى للوجود ظلام الذى يجب مواجهته، ولكن فى النهاية هذه قصة عن مرونة الروح البشرية كما يقول مخرج الفيلم ليمو هانج.
إنها بحق حكاية ملهمة سوف يستمتع بها جمهور المهرجان الذى أدعوه لمشاهدة الفيلم بروح مختلفة، وسوف يدرك أن إفريقيا مازالت قادرة على إدهاشنا سينمائيا.
النقطة الأخرى التى تحسب لإدارة المهرجان هو احتفاؤه بالسينما السودانية التى حققت طفرة كبيرة خلال الثلاثة أعوام الماضية وفرضت نفسها على الساحات الدولية متحدية كل الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بطموح مخرجيها الشباب الذين تمسكوا بالحلم ومنهم بالطبع أمجد أبو العلا صاحب «ستموت فى العشرين»، ومروى زين التى قدمت «الخرطوم اوفسايد»، وصهيب قسم البارى بفيلمه «الحديث عن الأشجار».
يعرض المهرجان 38 فيلماً مقسمة على 4 مسابقات رسمية، و20 فيلماً خارج المسابقة «، وهو رقم معقول وسط الإجراءات الاحترازية التى تفرض نفسها على المهرجان وضيوفه ونتمنى السلامة للجميع.