رحيل السعداوي | أثارت قضايا خلافية.. و«الختان» تسبب في فصلها من عملها

 نوال السعداوي،
نوال السعداوي،

رحلت منذ قليل الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز الـ90 عامًا، حيث تعرضت مؤخرًا لأزمة صحية نقلت على أثرها إلى أحد المستشفيات.


ارتبط اسم «السعداوي» فى الوطن العربي بالجدل والتصريحات المثيرة بشأن قضايا خلافية أغلبها يرجع لدفاعها عن حقوق المرأة ومحاربة ظاهرة الختان، ورفضها للحجاب، بالإضافة إلى رفضها تعدد الزوجات، ودائمًا ما تبقى آرائها محل جدل وخلاف كبير، وأفكارها منتاقضة مع أفكار العامة فى المجتمع.


ولعل أبرز القضايا التي أثارتها الكاتبة الراحلة والتى كان لها صدى كبير هي قضية «ختان الإناث»، حيث فصلت من عملها في وزارة الصحة بسبب هذه القضية، ففى عام 1972 نشرت كتاب بعنوان «المرأة والجنس»، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة كالختان والطقوس الوحشية التى تقام فى المجتمع الريفى للتأكد من عذرية الفتاة. 


وقد أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسى للموجة النسوية الثانية، وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطة السياسية أقيلت نوال من مركزها فى وزارة الصحة، لم يقتصر الأمر على ذلك فقط فكلفها أيضا منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد فى نقابة الأطباء.


ولم يقتصر دفاع السعداوي عن قضيتها إلى إصدار كتاب فقط، بل خرجت في العديد من وسائل الإعلام لتروي قصة ختانها، في سابقة تعد الأكثر جرأة في تناول هذه القضية، وتحكى نوال السعداوى قصة ختانها قائلة: «كنت فى السادسة من عمرى، نائمة فى سريرى الدافئ أحلم أحلام الطفولة الوردية، حينما أحسست بتلك اليد الخشنة الكبيرة ذات الأظافر القذرة السوداء، تمتد، وتمسكنى، ويد أخرى مشابهة لليد السابقة خشنة وكبيرة تسد فمى، وتطبق عليه بكل قوة لتمنعنى من الصراخ، وحملونى إلى الحمام، لا أدرى كم كان عددهم، ولا أذكر ماذا كان شكل وجوههم، وما إذا كانوا رجالاً أم نساء؟». 


وتابعت: أصبحت الدنيا أمام عينى مغلقة بضباب أسود، ولعلهم أيضاً وضعوا فوق عينى غطاء، كل ما أدركته فى ذلك الوقت تلك القبضة الحديدية التى أمسكت رأسى وذراعى وساقى حتى أصبحت عاجزة عن المقاومة أو الحركة، وملمس بلاط الحمام البارد تحت جسدى العارى، وأصوات مجهولة وهمهمات يتخللها صوت اصطكاك شىء معدنى ذكرنى باصطكاك سكين الجزار، حين كان يسنه أمامنا قبل ذبح خروف العيد، وتجمد الدم فى عروقى، ظننت أن عدداً من اللصوص سرقونى من سريرى، ويتأهبون لذبحى، وكنت أسمع كثيراً من هذه القصص من جدتى الريفية العجوز، وأرهفت أذنى لصوت الاصطكاك المعدنى وما إن توقف حتى توقف قلبى بين ضلوعى، وأحسست وأنا مكتومة الأنفاس ومغلقة العينين أن ذلك الشىء يقترب منى، لا يقترب من عنقى، وإنما يقترب من بطنى،  صرخت من الألم رغم الكمامة فوق فمى، فالألم لم يكن ألماً، وإنما نار سرت فى جسدى كله وبركة حمراء من دمى تحوطنى فوق بلاط الحمام، لم أعرف ما الذى قطعوه منى، ولم أحاول أن أسأل، كنت أبكى، وأنادى على أمى لتنقذنى، وكم كانت صدمتى حين وجدتها هى بلحمها ودمها واقفة مع هؤلاء الغرباء تتحدث معهم، وتبتسم لهم وكأنهم لم يذبحوا ابنتها منذ لحظات، وحملونى إلى السرير.


تجددت معركة «السعداوي» مع الختان، لتثير الجدل مرة أخرى عام 2007 عقب وفاة طفلة أثناء عملية الختان، وطالبت الأطباء ورجال الدين بعدم قطع الأعضاء التناسلية، مؤكدة أنها كطبيبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان ترفض تمامًا ختان الذكور والإناث، وتؤمن أن الأطفال جميعًا ذكورا وإناث يجب حمايتهم من هذا النوع من عمليات الختان، مضيفة: "عملية قطع جزء من الأعضاء التناسلية للأطفال، سواء ذكر أم أنثى المعروف بالختان أو الطهارة أمر خاطئ، وليس له علاقة بالدين ولا الأخلاق، وأن الإسلام مخطئ في ذلك الأمر".

 

شاهد أيضا :- وفاة المفكرة «نوال السعداوي» عن عمر يناهز 90 عاما