أم الشهيد.. عيدك وطنية وكبرياء وكرامة

«الأخبار المسائى» ترصد آخر ذكريات الأبطال باحتفالات عيد الأم 

أم الشهيد.. عيدك وطنية وكبرياء وكرامة
أم الشهيد.. عيدك وطنية وكبرياء وكرامة

كتبت : سما صالح

يقفن فى جانب آخر من الحياة بعد فقدان فلذات أكبادهن.. ورغم  الحزن  والألم الذي يعتصر  قلوبهن من صدمة الفراق إلا أنهن صامدات، صابرات، رائدات, وسيدات الوطنية، قدمن أبناءهن فداء للوطن ودفاعا عن الأرض والعرض والشرف, ليلقبن بـ(أمهات شهداء الوطن والواجب) من شباب رجال الجيش والشرطة.. ويقفن في يوم عيد الأم في قمة المثاليات التي لا يضاهي أي تكريم لهن قيمة تضحيات أبنائهن ولا صبرهن علي  مصاب فراق أعز الأحباب.

فاليوم تجلس أمهات الشهداء دامعات العينين، يتذكرن من كان يوما فى أحضانهن ويهنوهن دوماً في عيد الأم عزائهن أن أولادهن فدوا وطنهم لحمايته ونالوا الشهادةإنهن أمهات لشهداء أبرار غادروا عالمنا وستظل أمهاتهم يحيين ذكرى فقدانهم مدى العمر، ليس في كل عيد أو مناسبة فقط متحملين الآلام متحدين الفراق صابرين.. «الأخبار المسائي» شاركت أمهات الشهداء احتفالات عيد الأم فى محاولة بسيطة للتخفيف عنهن.

والدة النقيب حسنين: كان ينادينى يا جنتى على الأرض 
تتذكر كوثر إسماعيل والدة الشهيد النقيب أحمد حسنين: كان بيقولى عاملة إيه يا أغلى أم في الدنيا كلها انتى يا أمى جنتي على الأرض, ويبوس إيدى ورأسي ويقول لى كل عام وإنتي بألف خير وصحة وسلامة ..وتشرد بذهنها قائلة : ألف ألف مليون رحمة ونور عليك يا قلب ماما في الجنة ونعيمها متهنى مع النبيين والصديقين والشهداء.. وأحمد كان كثيرا  يقول لى كل سنة وانت بألف خير وصحة وسلامة يا أمى يا أغلى أم  شهيد في الدنيا كلها بس مفيش حد بيقول لى يا لوزة غير الشهيد أحمد الله يرحمك يا قلب ماما.



فاطمة : باتكلم مع صورة وليد كل يوم
فاطمة حفنى، والدة الشهيد ملازم أول جوى وليد حسن عبدالفتاح، تقول أتذكر ليلية سفره الأخيرة للمطار وهو يجلس بجوارى كعادته ليفاجئنى بتقبيلي بقبلات متسارعة على يدى تعبيرا عن حبه لى بل وقبل قدمى وسألته ليه كده؟، قال لي :«أصلى بحبك أوى فكان ردى هو حضن دافئ له وأكدت له أنه حياتى هو وشقيقته ندى وتعجبت للموقف كثيراً».. والآن أمسك بصورته وأشتكى لها وأحدثها.. ويوم عيد الأم ترك لى مبلغاً من المال لأشتري ما أريد ونسيت الأمر وتركت المبلغ.
وعقب الاستشهاد وفى عيد الأم التالى كنت أفتح الدولاب ليسقط كيس صغير وفتحته لأجد المبلغ ورسالة تهنئة منه بالمناسبة.. أتذكر آخر مكالمة طلبت منه أن يأتى لإعادتى للقاهرة لكن الإجابة مش هقدر أجى يا ماما وهى المرة الأولى لرفضه.

إيمان غريب : عيدت على مصر وفديتها  بابنى 
وتقول إيمان غريب والدة الشهيد المقدم شريف عمر آخر لقاء بينا كان 3 مكالمات في التليفون قبل استشهاده بحوالي4 ساعات كان بيوصيني علي بناته فريدة وفرح.

وأوضحت بكل جسارة فحوي مكالمته الأخيرة معها قائلة «كان بيقولي ما تزعليش لأنه هايجلي الصبح شهيد وقالي ادعيلي وأنا دعتله وفرح جداً لما قولتله: ربنا يكرمك يا ابني وأشوفك في السما عالي والحمد لله هو فعلا ربنا أكرمه وبقي عالي في السما».

وأوضحت : «شريف أحضر لي  بعد استشهاده ظرفاً فيه فلوس هدية عيد الأم كان مجهزه لي لأنه استشهد 16/3/2016 قبل عيد الأم بـ5 أيام, وأنهت كلماتها «الحمد لله أنا أم الشهيد البطل اللي عيدت علي مصر الأم العظيمة بأغلي هدية وهي ابني».



حجازى قدم رحلة عمرة لأمه واستشهد
قالت سهام صلاح والدة الشهيد النقيب أحمد حجازى «كان ابني الكبير كل الدنيا بالنسبة لي، واعتاد أن يهتم بأدق التفاصيل، وأن يدخل علينا السرور وآخر هدية عيد أم كانت رحلة عمرة لنا سوياً وبقوة تستمدها من كونها أم البطل، أوضحت أن يقينها أن ابنها الشهيد في مكان أفضل عند الله وأنها تحتسبه عند الله في منزلة الشهداء هو ما يفرغ الصبر على قلبها وقلب أمهات كل الشهداء «مصبرني أنه في مكان أحسن من الدنيا وهو عند الله شهيد حي يرزق».

حمدية أبوالعنين: أعيش على ذكراه
وتقول حمدية أبوالعنين والدة الشهيد النقيب «ماجد عبدالرازق»، ارتقى ابنى البطل إلى الجنة لنعيش فى أمان واستقرار بفضل دمائهم وتضحياتهم هو وزملائه.. رحمة الله عليك يا قلبى ويا فلذة كبدى وبارك فى ليلى ابنتك وأفتخر أنى أم البطل ربنا يعوضنى خير فى أبنائى, الذكريات كتيرة ولا أنسى رحمة الله على البطل .



أم الشهيدين: أول عيد أم دونهما 
منال حمدى والدة الشهيد النقيب محمد عمرو الطاهر تقول «عيد الأم بالنسبة لي لم أحتفل به منذ فترة بسبب ظروف إجازاته من الكلية أو شغله، لكن هذا العام لن أحتفل به لاستشهاده هو وأخوه.. وعقب استشهاده بـ14يوماً فقط, استشهد شقيقه المهندس أحمد فى حادث وده أول عيد أم دونهما..وكانوا يهتمون بهذه المناسبة ويحضر كل منهما هدية قيمة تناسب ميلادى وعيد الأم, وأضافت محمد كان مرحاً وكتوماً بطبيعة عمله كضابط, أما أحمد كان رزيناً وهادئاً ده كان بيحكي لى أسراره, فكل منهما كان مقاتلاً فى حب مصر, قائلة : كتيركنت أقوله كفاية سينا أنا تعبت, وكان يقولي لو كل أم عايزة ابنها جنبها مين هيحمي البلد, كان دايماً يقولي الشجاع بيموت مرة واحدة يا ماما لكن الجبان بيموت 100مرة وربنا يصبرنا حتي نلقاهم.



نجاة الجافى : ضياء بيجرى فى دمى
نجاة الجافى والدة النقيب الشهيد ضياء فتوح تقول «أصعب يوم بيمر علي هو يوم عيد الأم», وسردت كلماتها لرثاء ابنها «مفيش حاجة اسمها ذكري لأنه عايش في دمي كل يوم بكلمه ويكلمني هو هيجي ويدخل وينادي عليه ويقول لي ماما وهسمعها ودي كفاية مش طالبة منه هدية ما هوعندي أحسن هدية ده ابني وحيدي صديقي وروحي وعينيه».
وأضافت : «مفيش ذكري وأنا لسة في قلب بينبض بحبه وروح هو مالكها عايشة وعايش بها».
ووجهت رسالة لضياء قالت «يا قلبي أنا اللي بقولك كل سنة وانت طيب انت اللي عايش واحنا مش عايشين, وفي عيد الأم كنت بتعمد إنه لو جاب لي هدية أعوضه عنها أو أخليه هو يستفاد منها وآخر ذكري أحضر لى هاتفاً حديثاً وطلبت منه أن يستخدمه هو للاستفادة به».



محمد مثال لـ «الابن البار»
أما والدة الشهيد مقدم طيار محمد جمال تقول غرست فى ابنى  معني البنوة الصالحة لوالديه ومنذ صغره في عيد الأم كان يحضر لى  زجاجة العطر مع كارت عليه إهداء وفي نفس الوقت كارت آخر لوالده لأن الحب لا يتجزأ, وكان يعشق الطيران ونشجعه على ذلك ومنذ أن تخرج فى الكلية  يحدثنى كلما استطاع لأدعو له وكان يقسم وقت إجازته بينى وبين منزله. 
ماما رتيبة : ابنى كان يقول لى مصر هى أمى الكبيرة ووجب على حمايتها 
وتقول رتيبة جلال والدة الشهيد النقيب طيار على أبوزيد وهى منهمرة فى البكاء المتواصل «ابنى كان خدوماً جدا وده أول عيد أم بدونه وكان يقول ماما الكبيرة يقصد مصر محتاجانى ولازم أحميها». وأضافت أم الشهيد، «آخرعيد أم قدم لى خاتماً وظل يقبل قدمى ورأسي وكان حنوناً على الجميع..وكنت أشعر باقتراب استشهاده قبلها بعدة أشهر وكان يقول ادعيلى أنا مشروع شهيد وعندما حضر جنازة زميل شهيد له أخبر الحاضرين أنه التالى فى قائمة الشهداء وسيزف للجنة».



أيمن ترك لوالدته صورة محاطة بالشموع  والذكريات
عطيات إبراهيم محمد والدة الشهيد المقدم مهندس أيمن كتات تقول إبنى شعلة من مشاعر الحب والطيبة والعطاء والحنان كان رجلاً بقلب طفل بريء لم تلوثه الدنيا ويسألني مراراً وتكرارا عن ماذا أريد حتى يحضره لى فى هذه الأيام بالرغم من عمله الشاق ومشاغله الكثيرة لم يتأخر عنى فى أى مناسبة بالسؤال عنى وتقديم الهدايا وكنت أرد عليه أن وجودك فى حياتى أثمن وأغلى هدية فى الحياة وبعد استشهاده فوجئت بأنه أحضر لى شموعاً جميلة تزينها صورتى وهو معى أحضرتها ابنة صديقتى لأنه طلب منها هذه الهدية فى آخر إجازة له كأنه يعلم أنه لن يكون متواجداً لتقديم الهدية بنفسه, كما كان معتادا دائما فى مثل هذه الأيام كم هي غالية على قلبى.. وتأخذنى بعيداً معه فى كل الذكريات بعد استشهاده.

عمر كان صديقى الغالى !
وتقول ابتهال إسماعيل والدة الشهيد النقيب عمر خالد: اعتاد من صغره  إحضار هدية لى بعد تحويشة شهور وآخر عيد أم كان داخل جمعية مع خطيبته عشان يغير لي الموبيل بتاعي, عمر كان ابناً وأخاً وصديقاً كنت بحكي له كل حاجة مزعلاني كان ونعم الصديق وكان بيحب يسمع مني جداً.. قائلة بكلمات يملأها الكبرياء «الله يرحمه ويجمعني به».
صفاء: فخورة بلقب أم الشهيد
صفاء صلاح الدين والدة الشهيد المقاتل رقيب أول / محمود السيد البقاش تقول: كان هادى منذ صغره وحتى استشهاده كانت كل الناس تحبه وتحب طيبته.
ومن عاداته كان كل جمعة  يذهب قبل الصلاة إلي المسجد المجاور ينظف دورات المياه والسجاجيد، وكان مثالاً للأدب والأخلاق..واستكملت صفاء: أنا  فخورة أوى لما حد يقولى يا أم الشهيد ولما حد يقولى ربنا يصبرك أقولهم الحمد لله ابنى شهيد حى عند الله, وآخر عيد أم اشترى عجلة لشقيقه وملابس لإخوته وقدم لى 2جلباب وعدداً من الإيشاربات وانخرطت فى  البكاء مرددة، «احتسبتك عند الله يا محمود».