منصور عباس.. الرجل الذي شقّ صف «عرب 48» قبل انتخابات الكنيست

منصور عباس
منصور عباس

كان توحد عرب 48 خلال انتخابات إسرائيل الثلاث الماضية هي السمة الغالبة في تلك الانتخابات تحت راية "القائمة العربية المشتركة".

لكن هذا الأمر لن يدوم خلال انتخابات الكنيست الحالية المقررة في 23 مارس المقبل، بعدما ارتأى لمنصور عباس، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي، أن تسير قافلة حزبه في اتجاهٍ معاكسٍ بمنأى عن القائمة العربية المشتركة.

انشق منصور عباس عن القائمة العربية المشتركة، وأسس قائمة أخرى اسمها القائمة العربية الموحدة، ما تسبب في تفتيت أصوات عرب 48، ما يؤثر على حصة المقاعد، التي سيحصدها الساسة العرب في إسرائيل في انتخابات الكنيست المقبلة.

وحازت القائمة العربية المشتركة، بزعامة أيمن عودة، في الكنيست المنحل على 15 مقعدًا، لكن الوصول الآن إلى هذا الرقم صعبٌ للغاية في ظل شق الصف الذي أحدثه منصور عباس.

قائمة منصور عباس على المحك

وباتت القائمة العربية الموحدة، بزعامة منصور عباس، على المحك، في ظل تأرجحها بين تجاوز نسبة الحسم، التي تبلغ 3.25% من الأصوات، من عدمه، ما قد يعرضها للإقصاء نهائيًا من مشهد مقاعد الكنيست. 

وفي غضون ذلك، يقول الباحث الفلسطيني أيمن الرقب، الخبير في الشئون الإسرائيلية، إن "القائمة الموحدة بقيادة منصور عباس ستتراوح بين عدم مقدرتها الوصول للحسم والحصول على خمس مقاعد في أحسن حالاتها".

ويضيف في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه "رغم أمنياتي بفشل منصور عباس لأنه كان سببًا في تفكك القائمة العربية المشتركة وتراجع حجم التصويت لها، إلا أنني أتوقع أن يحصل على ٤ مقاعد".

إمكانية التحالف مع نتنياهو

وحول إمكانية الانخراط في ائتلافٍ حاكمٍ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يقول الرقب: "رغم أن رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش قد هاجم حزب منصور عباس وهاجم الدين الإسلامي، وأعلن أنه لن يوافق أن يكون في ائتلاف مدعوم من العرب إلا أن حاجة نتنياهو لدعم القائمة العربية أصبح ملحًا خاصة أن استطلاعات الرأي تؤكد صعوبة حصول نتنياهو والأحزاب التي تدعمه، شاس، يهودية التوراة، والصهيونية الدينية على أكثر من 51 مقعدًا مما يجعله بحاجة لحزب يمينا ودعم منصور عباس من الخارج ليشكل حكومة يمينية شبه مستقرة".

ويتابع قائلًا: "نتنياهو بالفعل يسعى لذلك والمواقف بالعادة تتغير بعد الانتخابات".

وحول مدى موافقة منصور عباس على الانخراط في ائتلافٍ يحمل الكراهية للعرب والمسلمين، يري الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنه قد يوافق من أجل بعض المصالح التي كانت سببًا في انقسام القائمة العربية المشتركة، مستطردًا بالقول: "ولكن موافقته بدعم التصويت لصالح حكومة نتنياهو دون المشاركة".

وتعيش إسرائيل على وقع الانتخابات التشريعية المبكرة للكنيست الرابع والعشرين في تاريخ دولة الاحتلال. 

وتوجهت إسرائيل نحو انتخابات مبكرة جديدة، وذلك بعد صدور قرار حل الكنيست مع انقضاء يوم 22 ديسمبر المنصرم، بعدما فشل شريكا الحكم، حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس، في إيجاد حلٍ للمشاكل المتفاقمة بينهما، خاصةً فيما يتعلق بإقرار الموازنة.

وتجري إسرائيل رابع انتخابات تشريعية في غضون عامين، بعد ثلاثة استحقاقات متتالية أخيرة، خلال 9 أبريل 2019 و17 سبتمبر من نفس العام و2 مارس من العام الماضي.

ولم تسفر الاستحقاقات الثلاثة الماضية عن عن نتائج واضحة حول هوية الائتلاف الفائز بالانتخابات التشريعية، مما جعل تشكيل الحكومةً معقدًا، كما جعل الحكومة الإسرائيلية دائمة مهددة بفعل الخلافات الداخلية بين شركاء الائتلاف الحاكم، وهو ما أفضى إلى الذهاب نحو انتخابات رابعة.

وتتنافس 39 قائمة انتخابية في السباق نحو مقاعد الكنيست، البالغ عددها 120 مقعدًا، لكن الأكثرية من هذه القوائم لن تتمكن من الحصول على أية مقاعد داخل الكنيست بسبب نسبة الحسم، التي تبلغ 3.25%.

وينبغي لأية قائمة انتخابية أن تحظى على أقل تقدير بنسبة تصويتٍ تبلغ 3.25% من إجمالي المصوتين، وأي قائمة انتخابية لا تتجاوز هذه النسبة لن تحظى بأي مقعدٍ داخل الكنيست.

كما أن الحزب أو التحالف الانتخابي يجب أن يحظى بدعم 61 نائبًا من أصل 120 داخل الكنيست (نسبة الـ"50%+1")، كي يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة.

اقرأ أيضًا: خلال انتخابات الكنيست.. كيف يمكن الإطاحة بنتنياهو من حكم إسرائيل؟