بالصور| جامع الحاكم بأمر الله يضم أقدم مئذنتين من العصر الفاطمي

جامع الحاكم بأمر الله
جامع الحاكم بأمر الله

يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن جامع الحاكم بأمر الله بني عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ (989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفي قبل إتمامه فأتمّه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ (1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.

 

ويضيف الدكتور ريحان بأنه من المساجد الضخمة حيث يبلغ طوله 120,5 م وعرضه 113 م ومساحته أقل من مساحة جامع عمرو بن العاص ويضم الجامع ثلاثة عشر مدخلا، خمسة بالواجهة الغربية وثلاثة بالواجهة الشمالية ومثلها بالواجهة الجنوبية ومدخلين بجدار القبلة بينها ثلاثة مداخل بارزة تتوسط الواجهات الشمالية والجنوبية والغربية، أهمها المدخل الرئيسى الذى يتوسط الواجهة الغربية لأنه أقدم مدخل بارز فى عمارة مصر الإسلامية يتألف من برجين ضخمين من الأحجار المصقولة ويتوسطه ممر طويل يعلوه قبو نصف أسطوانى ويفضى الى داخل الجامع عن طريق الرواق الغربى.

 

ويكتنف المدخل البارز فى الزوايتين الشمالية والجنوبية منارتين ضخمتين تم بناؤهما عام 393 هـ/1003م، كما تدل الكتابات المنقوشة على كل منهما قمتها أيضا قبة مضلعة ويحيط بكل مئذنة قاعدة هرمية الشكل تتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل.

 

ويتابع الدكتور ريحان بأن تخطيط المسجد من صحن مكشوف محاط بأربعة أروقة، ويتكون رواق القبلة من خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على دعائم مستطيلة تسير موازية لجدار القبلة ويقطع هذا الرواق فى الوسط مجاز مرتفع يمتد من الصحن الى المحراب ينتهى أمام المحراب بقبة ، كما نجد فى طرفى بلاطة المحراب الشمالى الشرقى والجنوبى الشرقى، قبتين تقوم كل منهما على أربع حنايا ركنية تحصر بينها أربع نوافذ معقودة، أما رقبة القبة فقد زينت بثمانية شبابيك معقودة وزين مربع القبة بشريط من الكتابات الكوفية المورقة ويعلو واجهات الصحن صف من الشرافات الهرمية المدرجة ويقابله الرواق الشمالي الغربي أما الرواق الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي فيتكون كل منهما من ثلاثة أروقة.

 

ولفت الدكتور ريحان إلى أن المسجد شهد العديد من الإصلاحات والإضافات أولها ما قام به بدرالجمالى وزير الخليفة المستنصر بتجديد أسوار القاهرة الشمالية فى عام 480هـ، وبذلك أصبح الجامع داخل تلك الأسوار بعد أن كان خارج مدينة القاهرة ، وفى سنة 702هــ تعرضت أرض مصر والقاهرة لزلزال فتهدم جامع الحاكم ، فقام السلطان الناصر محمد الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير بتجديد الجامع وعمل فيه خزانة كتب وحفر فيه صهريج بصحن الجامع وجدد الجامع مرة أخرى فى أيام السلطان الناصر حسن 760هــ .

 

وأهمل الجامع وتهدمت جميع أروفته ما عدا بعض عقود في الرواقين الجنوبى والشرقي ثم استخدمته وزارة الأوقاف المصرية مخزنًا وحفظت فيه التحف والآثار الإسلامية قبل نقلها إلى الدار الحالية وقـد أصلحت إدارة حفظ الآثار العربية أكتاف النصف الغربي من الرواق الجنوبى وعقوده وقـد شيد الحاكم بأمر الله مسجدين آخرين هما جامع راشدة سنة 393هـ (1003م) الذي اشتق اسمه من الخطة التي بنى فيها وهـى خطة راشدة وجامع المقس الذى شيده على شاطئ النيل بالمقس ميناء القـاهـرة النهرى في ذلك الحين وقد اندثرا هاذين المسجدين.

 

تجرى حاليًا أعمال ترميم للجامع يتضمن إزالة طبقة البياض التالفة غير الأثرية ومعالجة الرطوبة والأملاح بالحوائط وعمل فتحات باستخدام الخاصية الشعرية لمنع عودة الرطوبة والمياه مرة أخري وتركيب مواسير تهوية بدلًا من استخدام طلمبات شفط المياه ومعالجة الشروخ الموجودة بالحوائط والقبة مع عمل خطوط كهرباء على نفس النظام القديم دون المساس بأثرية المسجد وعمل تهوية للحوائط باستخدام التخريم، واصلاح التوصيلات الكهربائية وتجديد كل لوحات الكهرباء والإضاءة.

 

اقرأ أيضا: حكايات| سبق جامع عمرو بن العاص.. «سادات قريش» أول مسجد تاريخي في مصر