محكمة الأسرة بالقاهرة تقضي بحق الجد في استضافة أحفاده

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

 كتبت دينا صبري:

فى أولى جلسات المحكمة، جلس الجد المكلوم فى أول الصفوف بالقاعة، ينتظر فى لهفة بداية الجلسة، لديه يقين وأمل كبيران بالحصول على النور الذى يضىء له أيامه العتمة بعد وفاة وحيده بمرض سرطان الدم.

أعلن الحاجب عن بداية الجلسة ونطق باسمه ضد مطلقة ابنه، قام الجد الستينى الذى ارتسم على ملامحه الحزن ونطقت تجاعيد وجهه بالألم الذى يشعر بة ليروي أمام هيئة المحكمة مأساته، ورفض الاستعانة بمحام وقال إنه أب لابن توفاة الله إثر إصابته بمرض مفترس تغلب عليه فى أشهر قليلة وساهمت مطلقته فى زيادة حالته النفسية سوءا لرفضها طلبه لرؤية ابنيه أو سماع صوتهما بالهاتف.

يستطرد الأب: "أحبها ابنى من كل قلبه وهى سمحت لوسوسة شيطانها بالتدخل لحل الرباط المقدس بينهما لشكها المستمر به.. الغيرة عمت قلبها، باءت كل محاولاته بالفشل للصلح بينهما، وطلبت الطلاق منه واستجاب لرغبتها وانفصلا".

يكمل الأب كلامه وهو يبكى: "ذهبت إليها مرارا حتى تسمح لابنى رؤية ابنيه ولكن تحول قلبها إلى حجر صوان، فقدت إنسانيتها وأصرت على موقفها، وفى كل مرة أنقل الخبر لابنى كنت أحاول تشتيته ولكن أصابته خيبة الأمل وعاش على ذكريات الماضى حتى بعد وفاة ابنى حرمتنى من رؤية أحفادى"، مطالبا بحقه فى استضافة أحفاده كل أسبوع.

المحكمة قضت برفض الدعوى، لكن الجد لم ييأس فطعن عليها بالاستئناف وأصر على طلبه باستضافة ـحفاده.

وقضت محكمة استئناف أسرة القاهرة برئاسة المستشار حسن البنا السويفى وعضوية المستشارين محمد يوسف وحاتم مصطفى كمال وأمانة سر أحمد محمد زكى بقبول الاستئناف وفى الموضوع بإلغاء الحكم المستأنف والقضاء بإلزام المستأنف ضدها بأن تسلم الصغير الذى تجاوز سن التسع سنوات إلى جده لابيه يوما وليلة أما شقيقته لكونها صغيرة فى سن الثالثة مازالت فى حاجة لرعاية والدتها بصفة مستمرة.

وقالت المحكمة إن المصلحة الفضلى للصغيرين تتعين فى رعاية الجد للأب مع حضانة الأم تعويضا لهما عن فقدان أبيهما ولا يمكن أن يتحقق ذلك بالرؤية ثلاث ساعات أسبوعيا وإنما يتحقق بوجود رعاية مشتركة، وراعت المحكمة سن الصغيرين.