عاجل

حداد في تنزانيا بعد وفاة رئيسها جون ماجوفولي

 الرئيس جون ماجوفولي
الرئيس جون ماجوفولي

تشهد تنزانيا حالة حداد اليوم الخميس 18 مارس، بعد الإعلان عن وفاة الرئيس جون ماجوفولي، الذي قاد هذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا لأكثر من خمس سنوات تميزت بإصلاحات كبيرة وكذلك بميل إلى الاستبداد.
 
ونكست الأعلام صباح الخميس 18 مارس، في العاصمة الاقتصادية دار السلام في أول أيام الحداد الوطني الذي أعلنته نائبة الرئيس سامية حسن لمدة 14 يوما، بعد إعلانها عن وفاة رئيس الدولة مساء الأربعاء.
 
وقالت عبر التلفزيون "يؤسفني أن أبلغكم أننا فقدنا قائدنا الشجاع رئيس تنزانيا جون بومبي ماجوفولي في 17 مارس 2021 عند الساعة 18,00". وأوضحت أنه كان يعاني من مشاكل في القلب منذ عشر سنوات.

اقرأ أيضاً: «ديزني لاند» تعاود نشاطها في كاليفورنيا 30 أبريل
 
وكان ماجوفولي الذي يوصف ب"البلدوزر" اختفى في ظروف غامضة من الحياة العامة في نهاية فبراير، وغذى غيابه شائعات تحدثت عن إصابته بكوفيد-19 المرض الذي قلل من خطورته باستمرار.
 
ونفت السلطات باستمرار تدهور حالته الصحية على الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقتها شخصيات وتشكيلات معارضة.
 
وأدخل ماجوفولي المستشفى مرة أولى في السادس من مارس في معهد جاكايا كيكويتي للقلب في دار السلام العاصمة الاقتصادية للبلاد، وخرج في اليوم التالي. لكن تم إدخاله بعد ذلك في 14 مارس إلى مستشفى إميليو مزينا الحكومي الذي توفي فيه.
 
قال أحد المعارضين الرئيسيين تيندو ليسو في مقابلة سُجلت مساء الأربعاء وتم بثها صباح الخميس على قناة "كي تي ان" الكينية إن "ماجوفولي توفي بسبب إصابته بكورونا".
 
وأوضح ليسو أن "ماغوفولي لم يمت هذه الليلة ولدي معلومات معظمها من المصادر نفسها التي قالت لي إنه مريض بحالة خطيرة الأسبوع الماضي" .
 
ورأى أن ذلك "عدالة جوهرية"، مشيرا إلى أن "الرئيس ماجوفولي تحدى العالم في محاربة كورونا (...) وتحدى العلم ورفض اتخاذ الاحتياطات الأساسية الموصى بها للناس في جميع أنحاء العالم ضد كورونا".
 
وقدمت دول مثل إثيوبيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تعازيها للسلطات التنزانية. وقالت واشنطن "نأمل في أن تتمكن تنزانيا من السير قدما على طريق ديمقراطي ومزدهر".
 
من جهته، صرح الرئيس الكيني أوهور كينياتا الرئيس الحالي لمجموعة دول شرق إفريقيا أن القارة خسرت بذلك تخسر زعيما "لامعا". وأعلنت كينيا الحداد لمدة أسبوع.
 
وصل ماجوفولي إلى السلطة بناء على وعد بمكافحة الفساد المستشري الذي أغضب الشعب التنزاني. وقد قام بمشاريع كبيرة للبنية التحتية ومد الريف بالكهرباء وأعاد التفاوض حول عقود تتعلق بالمناجم ووسع التعليم المجاني.
 
وقال كوندو نيومبا بائع الصحف في دار السلام وهو يبكي صباح الخميس "بدأ الفقراء في إحراز تقدم والأعمال التجارية مزدهرة. إذا كانت لديك مشكلة ، كان الرئيس يصغي لك".
 
أما عمر جونغو (42 عاما) فقال "خلال الفترة القصيرة التي حكم فيها ، أجرى إصلاحات كبيرة واضحة. كأمة سنتذكره على الكثير من الأشياء الجيدة التي قام بها".
 
أعيد انتخاب ماجوفولي لولاية رئاسية ثانية في أكتوبر الماضي في أجواء سادها قمع شديد، بعد حصوله على 84,39 بالمئة من الأصوات، وقد دانت المعارضة الاقتراع معتبرة أنه "خدعة كاملة".
 
وقال ثابت جاكوب الباحث التنزاني في جامعة روسكيلد في الدنمارك في رد مكتوب لوكالة فرانس برس "سيتذكره الناس بما دمره (المجال الأهلي وحرية وسائل الإعلام والمؤسسات الديمقراطية والحكم الرشيد) أكثر من كل شيء بدأ ببنائه (طرق وسكك حديد حديثة وجسور ومحطات للطاقة وطائرات جديدة وغيرها).
 
وقد أصر على التقليل من خطورة وباء كوفيد-19. وأكد هذا الكاثوليكي المتحمّس أن بلاده "تحررت" من الفيروس بفضل الصلاة.
 
وشكك في جدوى اللقاحات مؤكدا في منتصف 2020 أن فحوصا كشفت إصابة ثمرة البابايا وطائر وحتى الماعز بفيروس كورونا. ووصف اللقاحات في كانون الثاني/يناير بأنها "خطيرة".
 
لكن كان من الصعب أن يبقى على موقفه في الأسابيع الأخيرة بينما تواجه البلاد موجة من الوفيات تُعزى إلى "التهاب رئوي" وطالت حتى شخصيات رفيعة المستوى.
 
وقد توفي نائب رئيس أرخبيل زنجبار سيف شريف حمد بكورونا واضطر ماجوفولي إلى الاعتراف بفتور، بوجود الفيروس في البلاد.
 
وحسب الدستور التنزاني ستتولى سامية حسن قيادة البلاد للفترة المتبقية من ولاية الخمس سنوات.
 
وقال ثابت جاكوب إن أول رئيسة لتنزانيا ستحكم "بقاعدة أضعف بكثير سيتحكم القريبون من ماجوفولي والاستخبارات". وأضاف أنها "ستواجه صعوبة في بناء قاعدتها الخاصة بينما ستظهر منافسة بين مختلف الفصائل".