«السيستم» واقع.. أزمة «وقف حال» متكررة تزيد معاناة المواطنين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄ قريباً مصر تعتمد على «سيرفرات سحابية» تمدد بالاستخدام والكهرباء.. وحال سقوط السيرفر هناك بديلاً عنه فى نفس اللحظة

◄ حسام الجمل: سقوطه لعدم وجود مراكز بيانات وفنيين أكفاء للصيانة.. ونتلافاها بالعاصمة الإدارية الجديدة 

◄ أسامة مصطفى: التحول الرقمى له عدة مراحل تبدأ بالبنية التحتية وتشمل كابلات و«سيرفرات» ضخمة وثانياً تأهيل العاملين بالدولة 

◄ مي بطران: نسعى لتحديث البنيتين التحتية «المادية والتكنولوجية» مع توفير خادم بديل


هاجر زين العابدين 

رغم سعى الدولة للتحول الرقمي فى مختلف المؤسسات إلا أن السنة الماضية ارتسمت على وجوه طلاب الصف الأول الثانوى خيبات أمل بجانب التوتر الذي صاحب الطلاب، لذا أعلنت وزارة التربية والتعليم عن نجاح جميع الطلاب ممن حضروا الامتحان، وقامت الوزارة بتعديل جداول الامتحانات لتخفيف التزاحم على الشبكة العنكبوتية، لم يختلف المشهد كثيراً داخل القطاعات الحكومية والخدمية التي تطبق المنظومة الإلكترونية، والتي دائماً ما تردد «السيستم واقع».. «الأخبار المسائى» تحاور المختصين لمعرفة مدى قدرة مصر على التحول الرقمي.

بداية أشار حسام الجمل «خبير دولي بتكنولوجيا الاتصال» أن وزارة التربية والتعليم أطلقت مبادرة لتطبيق التعلم إلكترونياً، وفى طبيعة الحال أنها تتخذ سنوات أكثر حتى تحقق نقلة نوعية، وذلك لوجود عدد من المعوقات أولها مهاجمة الدروس الخصوصية، واتخذت على عاتقها سرعة التحرك، وبالفعل خاضت التجربة، والقدرة الاستيعابية التى كانت تتحرك عليها وزارة التعليم ما هي إلا مجرد أرقام تخمينية لقدرة كل «سيرفر» على التحمل ومدى قدرته على الاتصال وعند التجربة الفعلية لم يستطع «السيرفر» تحمل هذا الكم الهائل من التحميل لذا سقط «هنج».

منوهاً أن كل هذه الأخطاء واردة ولكن كان لابد من التجربة على نطاق أصغر على سبيل المثال البدء بعدد معين من المدارس ثم تتسع لتشمل محافظة وتتسع لتشمل عدة محافظات وهكذا، ولكن على مستوى التحول الرقمي فى مصر هناك نقلة نوعية، وأسهم هذا التطور فى اعتماد الدولة على الوسائل الإلكترونية وقت انتشار جائحة كورونا، وهناك دول أخرى لم تكن على أتم الاستعداد التي كانت بها مصر ولم تحسب السنة الدراسية لعام الجائحة، على الرغم من وجود مشاكل فى الاتصال بالإنترنت عانت منه بعض المحافظات ولكن تم التعامل مع الأمر وخلال عام أخر ستشهد مصر طفرة هائلة فى التطور التكنولوجي، خاصة بوجود مراكز البيانات العملاقة بالعاصمة الإدارية وستكون على اتصال بمراكز الشبكات العملاقة المعتمدة على «الكابلات الضوئية «fiber obtics» وهى أفضل بكثير من كابلات النحاس. 

تقدم دائم، متابعاً أما عن النظام الإلكتروني داخل أى مؤسسات خدمية وتكرار وقوع «السيستم» فيرجع ذلك لسببين أولهما عدم وجود مركز بيانات خاص بالوزارة التي تقدم الخدمات للمواطنين، وعند زيادة الطلب والضغط لم يكن هناك قوة استيعابية لـ«السيرفرات» أن تسع كل هذا وبالتالي تتسبب فى سقوط السيستم، والسبب الثاني لعدم وجود فنيين للصيانة يتمتعون بقدر كافي من التدريب والحرفية، فمراكز المعلومات العملاقة التي تنشئِها مصر بالعاصمة الإدارية ستكفى لإتمام عملية التحول الرقمي بشكل جيد، ولكن هناك مناطق بحاجة لتحسين جودة اتصال الإنترنت بها، مستطرداً أن البنية التحتية ليست بأفضل ما يمكن، ولكن مازال هناك تقدم دائم فهناك خطة متبعة فى المستقبل أن تشمل المباني على «كود» رقم مسجل يحتوى على رقم الألياف الضوئية التي تصل للكبينة الرئيسية المتصلة بالمبنى وتكمن مشكلتها فى طبيعة الكابلات الرديئة أو عدم كفاءة المختص الفني بتوصيل وتركيب تلك الكابلات.

 «طيبة» قمر للأماكن النائية، أما عن انطلاق القمر الصناعي «طيبة» فكان الهدف هو توصيل خدمات الاتصال للأماكن النائية وخاصة الطرق الصحراوية، وقبل إطلاقه كان هناك خطة لكيفية توصيل الترددات وزيادة معدلها عن قبل لتسهم فى توفير الاتصال، للتغلب على أبراج شبكات المحمول، خاصة أنها ستكون عالية التكلفة، والحل أن يكون هناك تشارك فى الأبراج ويتم تأجير استخدمها، ما يوفر فرصة تكاملية، وتدريجياً ستتحسن خدمات الإنترنت فى القريب العاجل، خاصة أن هناك شبكة جديدة سيتم إطلاقها لتحسين خدمة الإتصالات (G5) وسيكون الاتصال بعالم الإنترنت أسرع وأوفر. 

 توريد المنظومة للوزارات تباعاً، ومن جانبه يضيف أسامة مصطفى «خبير تكنولوجيا المعلومات» أن مصر سعت للتحول الرقمي منذ عام 2014 م والتحول الرقمي له عدة مراحل تبدأ بالبنية التحتية، وتشمل كابلات و«سيرفرات» ضخمة، وثانياً تأهيل العاملين بالدولة على التعامل الفني مع التكنولوجيا من خلال التدريب والتوعية، وثالثاً جمع البيانات والتحليل ثم إنشاء البرامج والشبكات وتوعية المواطنين بآلية الاستخدام، والدولة حالياً تعمل على توريد المنظومة وفقاً للجهات المختصة وعلى سبيل المثال بدأت وزارة الداخلية بتمكين المواطن من تجديد البطاقة والرخصة «أون لاين» وشهادة ميلاد وخدمات أخرى وكذلك وزارات العدل والصحة والتعليم وأطلق عليها الرئيس السيسي «العقل الإلكتروني» وهو ما يتم تصميمه بالعاصمة الإدارية وتبادل المعلومات من كل الجهات، وهناك بعض التعاملات تعتمد على أكثر من جهة، لذا تم تخصيص «الشباك الواحد» داخل وزارة الاستثمار وغيره من الوزارات الأخرى التى سهلت على المواطن تنقلاته، وكذلك خفض التكلفة وضبط الرقابة والقضاء على الرشاوى والفساد فى القطاعات الخدمية. 

الـg5 لسرعة الإرسال شارحاً أن فى العصر الحديث لا يوجد ما يسمى «بالسيستم واقع» وذلك لأن المسئول عن السيستم (البرنامج المخصص، والسيرفر) وفى حال سقوط أحدهم يسقط السيستم، وحالياً أصبحت مصر تعتمد على «سيرفرات سحابية» وهو ما يتمدد بتمدد الاستخدام والكهرباء المتصلة به من خلال مولدات كهربية وحال سقوط هذا السيرفر يصبح هناك بديلاً عنه فى نفس اللحظة، وما حدث فى منظومة التربية والتعليم «سقوط السيستم» لأن الوزارة لا تعتمد على هذا النوع «من السيرفر» أو أن البرنامج المستخدم لم يتحمل الكم الهائل من الضغط، وهذا خطأ غير مبرر فى عالم التكنولوجيا، أما داخل المصالح الحكومية قد يكون هناك سببين لسقوط السيستم إما انقطاع الكهرباء ولابد من وجود مولد كهربائى إضافي، أم سقط» السيرفر» المختص بجمع الداتا وهذا خطأ ضعيف، منوهاً أن الدولة تعالج تلك المشاكل المتعلقة بالتحول الرقمي، وفى المستقبل سيتم الاعتماد على شبكة الـ 5g ويعتمد على أبراج عملاقة متصلة لسرعة الإرسال، وفى الوقت الحالي يوجد «فايبر» وهو عبارة عن أبراج متلاصقة لنقل «الداتا» عليها.

كما تقول مي بطران مسئول «لجنة الاتصالات بالبرلمان سابقاً» نحن الآن بصدد التعامل مع التحول الرقمي ومعالجة أي أخطاء تنتج عن هذا الخطأ، والتحول الرقمي يعتمد على عاملين هما البنية التحتية المادية (كابلات الفايبر وخطوط التليفون) والبنية التحتية التكنولوجية، ويرجع سبب المشكلة هو حدوث خطأ فى البنية التحتية التكنولوجية «السوفت وير أو السرفر»، ومن المفترض أن يكون هناك أكثر من سيستم بديل (الخادم) حتى يحدث توازن عند زيادة الطلب أو الضغط ليستوعب كم كبير المستهلكين.

 

اقرأ ايضا|خبراء للمواطنين: لا تخافوا.. كل لقاحات «كورونا» آمنة