التاريخ حافل بالسيدات العظيمة ، والذين استطعن أن يكتبوا أسمائهن من حروف من دهب ، ولكن لم يكن الأمر سهل عليهم ، حيث تعرض هؤلاء السيدات للقتل والاضطهاد لمنعهم من استكمال حياتهم المهنية ، ومن أبرز تلك الشخصيات العالمة إليزا ريختر ، أول سيدة تدرس الفلسفة في جامعات فيينا عام ١٩٠١.
ولدت إليزا ريختر في فيينا في يوم ٢ مارس ١٨٦٥ لعائلة يهودية ، وهي إبنة السيدة إميلي ريختر ، والطبيب الفيني ماكسيميليان ريختر ، وأخت هيلين ريختر التي ألفت وترجمت كتاب الادب الانجليزي والدراما.
اقرأ أيضا| «جابرييل بوسانر».. حكاية أول امرأة تعمل في مهنة الطب
بعد وفاة الأبوين قررت إليزا انت تكمل دراستها ، وفي بادئ الأمر بدأت تتعلم على يد المربية البروسية في المنزل ، ولكن لم يستهوها الأمر فبدأت تقرأ الكتب المترجمة التي كانت تترجمها اختها هيلين.
وفي عام ١٨٩٠ استطاعت إليزا أن تلتحق بجامعة فيينا، وتفوقت إليزا في الجامعة حتى أصبحت اول سيدة تحصل على درجة الدكتوراه بتقدير إمتياز عام ١٩٠١ .
وفي عام ١٩٠٧ أصبحت اول امرأة تحصل على التعيين في الجامعة بسبب براعتها في تدريس اللغات الرومانسية الفلسفية ، حيث أصبحت أول مدرس مساعد في فيينا.
وفي عام ١٩٢٠ تم تعينها كأستاذة في الجامعة ، وذلك لم يكن متاح في تلك الحقبة الزمنية ، وفي عام ١٩٢٢ أسست إليزا ريختر الاتحاد النمساوي للجمعيات.
ولكن حدث شئ لم يكن في الحسبان ، تدخلت السياسات النازية المعادية ليهود في النمسا ، واستبعدت كل من له أصل يهودي من الحياة العامة ، وبالتالي منعت إليزا من دخول الجامعة وفصلت من منصبها ، وحرمت من المعاش الخاص بها إذا تمت فترة الشيخوخة.
واعتقلت إليزا واختها هيلين في معتقل تيريزينشتات النازي في ٩ أكتوبر سنه ١٩٤٢ ، وظلا هناك حتى وفاتهم ، حيث توفت اختها في ٨ نوفمبر ١٩٤٢ وكانت تبلغ من العمر ٨١ ، وتوفت إليزا في يوم ٢١ يونيو ١٩٤٣ عن عمر يناهز ٧٨ عام.
وتم تخليد اسمها عن طريق تسمية برنامج إليزا ريختر التابع لصندوق العلوم والذي يقدم الدعم للنساء النمساويات ، الذين يحملون درجة الاستاذة.
