عبدالوارث عسر.. بكاء «الكوميدي الجريح» على سرير المرض

الفنان الراحل عبدالوارث عسر - أرشيفية
الفنان الراحل عبدالوارث عسر - أرشيفية

لم يشفع له تاريخه على المسرح الكوميدي، ولم يتم التماس العذر له بعد أن حاصره المرض، حتى فوجئت أسرة الفنان عبدالوارث عسر بأنه يبكي بحرقة.

 

الفنان القدير عبدالوارث عسر لم يستطع السيطرة على دموعه بعد تلقيه برقية غريبة من سعيد أبو بكر المشرف على المسرح الكوميدي – حينها - تحمل إنذارا بعد تأخره عن حضور بروفات مسرحية (خلف البنات) التي يقوم ببطولتها.

 

وسر دموع عبدالوارث أن هذه أول مرة يتلقى فيها مثل هذه البرقية، خلال 45 عاما قضاها في الحياة الفنية، أما سر غرابة هذه البرقية أنها صادرة من تلميذ لأحد أساتذته الذي آمن باحترام العمل الفني وحرص على المواعيد باعتبارها إحدى مميزاته.

 

غضب عسر لعدم مراعاة مكانته وشهرته الفنية ومع ذلك تلقى هذه البرقية التي وصفها بأنها كانت طعنة مزقت ماضيه الطويل وأسالت دموعه من عينيه وجعلته يتلفت إلى الوراء ليستعرض في أحداث 45 عاما في عمر ماضيه الفني الذي تخللته الدموع والعرق والكفاح وتحول كل هذا إلى خبرة وتجارب ثم شهرة واسعة.

 

اقرأ أيضًا| ضحك حتى البكاء.. مسن صارحه الطبيب بمرضه فقفز من «الشباك»

 

ولكن شعوره كفنان لم يتغير ابدأ فهو بدأ حياته الفنية مع جماعة أنصار التمثيل والسينما يوم كانت هذه الجمعية أكبر مدرسه للهواة وتخريج المواهب المثقفة، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في 11 يناير 1966.

 

وهنا برزت مكانته في الجمعية كان أول عمل كبير أقدم عليه أن وضع كتاباً لفن الإلقاء وقد طبعته الجمعية ووزعته على أعضائها الهواة، وظل هذا الكتاب حتى اليوم هو الوحيد الذي يعلم هذا الفن وإن كانت نسخه غير متوفرة أو في متناول طلاب معهد التمثيل الآن. 

 

لقد كان هذا الكتاب حصيلة التجارب الكبيرة التي مارسها خلال هوايته وعلى يد أستاذه المرحوم عمر وصفي أحد أعلام المسرح في مطلع القرن الماضي الذي نصحه بأن يتحول من أدوار الفتى الأول إلى شخصيه «الرجل الكوميدي الدراماتيك» فكانت هذه الشخصية ابتكاراً في المسرح العربي لم ينافسه فيها أحد. 

 

وهكذا ظل عبدالوارث عسر يتربع على قمة الشهرة أكثر من ثلاثين عاما حصل خلالها على خمسة جوائز في التأليف والسيناريو والتمثيل، ثم توج الرئيس جمال عبدالناصر هذا الكفاح بأن منحه وسام الفنون في عيد العلم الأول.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي