حديث وشجون

التاجر الشاطر

إيمان رشد
إيمان رشد

رغم غضبى واعتراضى على قرارات تسجيل العقارات والشهر العقارى لما يشوبه من عوار إلا أن غضبى لم يلبث أن  تلاشى وهدأت حين أصدر الرئيس قراره بإرجاء هذا الموضوع برمته عامين كاملين وهذا من وجهة نظرى ليس فقط لتعديل وتسهيل هذه الإجراءات المعقدة وتخفيضا للرسوم بل من الواضح أن الرئيس رأى أن يمنح المواطن الذى تصالح فى مخالفات البناء فرصة لالتقاط الأنفاس وبالتالى فأنا لست ممن يروجون أن ما حدث ما هو إلا مسكن وقتى فقد عهدت رئيسى صادقا واضحا وقد شعر بأنين المواطن فأصدر قراره مؤكدا أننا دولة تخضع للحوار المجتمعى ولسنا دولة إذعان. 

والحقيقة أنا لا اعترض على التسجيل فهو يضمن ويؤمن حقوقى ولكن اعتراضى كما أسلفت كان على الإجراءات المطولة والرسوم المغالى فيها فإذا أردت أن تطاع فاؤمر بما يستطاع ولابد من تسجيل ثروة مصر العقارية وأنا أراهن أن المواطن سيهرع إلى التسجيل إذا وجد أن المطلوب فى استطاعته وخير مثال على ذلك تخفيض رسوم التصالح أدت إلى تصالح الأغلب الأعم من المواطنين... والتاجر الشاطر يربح قليل يكسب كتير..

 ولنترك الشأن الداخلى ونتجه إلى تركيا التى أعلنت كل توددها لمصر على ألسنة مسئولى حكومتها واكتشفت فجأة أن هناك روابط ثقافية وتاريخية تربطها بمصر وأهلها.. فهل هذا وليد اليوم أم أنه أتى من فراغ.. كذلك فقد أثلج صدرى زيارة الرئيس للسودان والاستقبال الحافل به والاتفاق على التعاون والتنسيق فى مجالات شتى فنحن نملك كل الخبرات والسودان بلد بكر للاستثمارات الصناعية والزراعية والتجارية... أما الفائدة الكبرى لهذه الزيارة بمثابة رسالة إلى إثيوبيا بفشل كل محاولاتهم للوقيعة بين البلدين بما يبشر بنهاية مشكلة سد إثيوبيا..وإقامة حائط صد وسد منيع لعدم الاقتراب من حقوق البلدين المائية.

وفى النهاية أقول لسيادتك كان الله فى عونك أى عائل لأسرة لا ينام الليل لتحقيق أحلام أسرتة فما بالك بعائل ل ١٠٠ مليون شخص.. نستيقظ صباحا فنجده عائدا من جولة لمتابعة ومباشرة حركة الإعمار ويتوقف ليتحدث مع سيدة بسيطة أو بائع على قارعة الطريق ليشترى بعضا من بضاعته لا حاجة له بها... إنه جبر الخواطر يا سادة..

كان الله فى عونك رئيسنا الحبيب يا من انتشلت بلدنا بعد أن كادت تهوى فى جهنم الإخوان.

 أعلم أن هناك الكثير ما زلنا فى حاجة إليه ولكن علينا أن ننظر إلى نصف الكوب المليئ بالماء ونأمل أن يستكمل فالدولة لاتملك عصا سحرية والسيسى تسلم البلد كقطعة قماش مهلهلة ومطلوب منه صناعة فستان سواريه.

سيدى الرئيس نشعر بجهدك وما تبذله فى سبيل رفع المعاناة عن المواطن ورفع اسم مصر عاليا... وفقك الله وسدد خطاك وعاشت مصر.