6 فيديوهات ترصد جولة رئيس الوزراء بالمناطق التاريخية

رئيس الوزراء
رئيس الوزراء

تفقد  د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عدد من المناطق التاريخية، يرافقه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، وكل من الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار، وعدد كبير من الأثريين؛ وذلك للوقوف على الوضع القائم حاليا في هذه المنطقة على أرض الواقع، واستعراض كافة التفاصيل المتعلقة بالمشروعات المقترح تنفيذها لتطويرها.

 استهل رئيس الوزراء ومرافقوه الجولة بتفقد شارع الخيامية ووكالة "رضوان بك"،  مؤكدا في بدء جولته التزام الدولة، قيادة وحكومة، بالحفاظ على كافة مناطق القاهرة التاريخية، التي تمثل كنزاً حضاريا للدولة المصرية بما تزخر به من تراث معماري وثقافي كان شاهدا على مختلف العصور التاريخية التي مرت بها الدولة، مؤكدا أن الهدف من تنفيذ المشروعات المقترحة للتطوير هو استعادة دور القاهرة كونها مدينة حية للتراث والسكن والثقافة، وهي في حاجة لاستعادة أفضل ما في تاريخها لتعود مركزا للإشعاع الحضاريّ والتاريخيّ والثقافيّ، ومقصدا سياحياً تاريخياً، إلى جانب استعادة دورها كمركز للحرف والصناعات التقليدية.


  وخلال جولته في المنطقة، ترّجل رئيس الوزراء بشوارع منطقة "الخيامية" ووكالة "رضوان بك"، وأجرى حوارا مع العديد من أصحاب الحرف اليدوية، حيث أكد أحد العاملين في صناعة الجلود الطبيعية أن هناك إقبالا كبيرا على هذه المنتجات المصرية من جانب السائحين والمصريين، إلا أن الشباب أصبحوا لا يقبلون عليها بشكل كبير، وهو ما قد يؤثر على هذه المهن الحرفية مستقبلا.

 كما استمع الدكتور مصطفى مدبولي باهتمام لأصحاب الحرف اليدوية الأخرى التي تشتهر بها هذه المنطقة، حيث تحدث أصحاب هذه الحرف عن مشكلة عدم توافر الأيدي العاملة  في هذه الصناعات اليدوية، وعلق رئيس الوزراء بقوله إن قيمة هذا المكان تنبع من تواجدكم به ومن مختلف المنتجات الحرفية التي لها قيمة عالية ونحن نقدرها، ونحن نسعى للحفاظ على استمراريتها في إطار الحفاظ على القيمة التاريخية لهذه المنطقة، وفي ظل سعي الدولة لإحياء كافة مناطق القاهرة التاريخية، والحفاظ على ما تتميز به  كسوق لهذه المنتجات الحرفية اليدوية بارعة الصنع، وهو ما سيكون له صدى إيجابيا كبيرا في إعادة جذب السائحين إليها وجعلها مقصدا سياحيا مرة أخرى على خريطة السياحة التاريخية.

 

  كما تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه عددا من ورش صناعة الأخشاب بالمنطقة، في إطار تفقد الأنشطة المتواجدة بالمنطقة، والوقوف على مدى جودتها وسبل الحفاظ عليها وتطويرها، وخلال جولته في شارع الخيامية، التقى الدكتور مدبولي بأصحاب الورش، وأدار حوارا معهم حول مخطط الدولة لتطوير المنطقة، مؤكدا خلال حديثه مع الصناع أن الدولة تستهدف تطوير المنطقة للحفاظ على ما بها من تراث معماري، وكذا ما بها من حرف يدوية تشتهر بها المنطقة.

 

والتف أهالي المنطقة حول الدكتور مصطفى مدبولي خلال جولته، مرحبين بهذه الجولة التي تعد زيارة غير مسبوقة تعكس حرص الدولة واهتمامها بهذه المناطق التاريخية، مرددين هتافات  " تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر"، وخلال ذلك ناشد أحد كبار السن في المنطقة رئيس الوزراء الاستماع إلى مشكلة تخصه، وهو ما استجاب له على الفور واستمع إلى تفاصيلها وكلف بدراستها، كما استجاب رئيس الوزراء لطلب أحد أصحاب الورش بضرورة منع سير عربات "التوك توك" في المنطقة، ووجه الدكتور مدبولي محافظ القاهرة بمنع سيرها في المنطقة.

 

 كما استمع رئيس الوزراء، خلال جولته بالمنطقة إلى شرح من المهندس أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، حول تاريخ المنطقة مستعرضاً في هذا الصدد مراحل تطوير القاهرة التاريخية والتي تضم شارع المعز، ووكالة الغورية، وشارع الخيامية.

 

 وأكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية أن المخطط المقترح لتطوير المنطقة يتضمن إعداد برامج تدريبية للحرفيين للعمل على رفع جودة المنتجات الحرفية، إلى جانب السعي لإعداد  أجيال جديدة للحرف اليدوية المختلفة، وفي الوقت نفسه توفير ورش تدريب لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات على الفنون والحرف اليدوية، وإنشاء مركز لتطوير التصميمات، يسهم في اقتراح تصميمات واستخدامات معاصرة لمنتجات الخيامية، إلى جانب وضع القواعد التي تضمن الحفاظ على جودة المنتج الحرفي، وكذا العمل على فتح مجالات جديدة لتسويق تلك المنتجات الحرفية، سواء بالموقع أو عبر التسويق الإلكتروني أو عبر الروابط الدولية للتسويق، وتسجيل وتوثيق تراث الخيامية



 


   خلال جولته التفقدية بمنطقة الغورية وباب زويلة، اليوم، أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات حول مشروعات تطوير وإحياء القاهرة التاريخية.

 

وخلال تصريحاته، أكد رئيس الوزراء أن المنطقة التي يقف على أرضها الآن بصحبة عدد من المسئولين هي منطقة عزيزة على قلوبنا نحن المصريين جميعا، والتي تتمثل في القاهرة التاريخية، حيث إنها تُعد واحدة من المواقع المدرجة ضمن التراث العالمي، مؤكدا القيمة البالغة لهذا المكان الذي كان شاهدا على مجريات وأحداث تاريخية عديدة، حيث إن نشأة القاهرة كانت من هنا منذ ما يزيد على  الألف عام، ومن هنا كانت انطلاقة مدينة القاهرة العظيمة.

 

 وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن منطقة القاهرة التاريخية تضم نحو 537 مبنى أثريا مسجلة في التراث العالمي ومنظمة اليونيسكو، أي أنها أماكن أثرية تعتبر في الأعراف الدولية كنزا من التراث الحضاري الكبير، الذي يستوجب منا جميعا كمصريين وكعالم أجمع الحفاظ عليه، وهو ما نسعى للقيام به خلال هذه المرحلة، لافتا في هذا الصدد إلى القرارات العديدة التي صدرت بشأن هذه المنطقة خلال العقود السابقة، وتم تنفيذ خطوات كثيرة تتعلق بترميم بعض المباني الأثرية القائمة بها، وتطوير أجزاء منها كمشروع تطوير شارع المعز، إلا أنه لم يتم النظر إلى هذه المنطقة بصورة متكاملة، ولذا فقد عانت المنطقة كغيرها من المناطق الأخرى من عدم الرغبة في التدخل للتعامل مع المشكلات التي تعاني منها، وهو ما أدى إلى تدهورها بشكل كبير كما تلحظون بأنفسكم، كما شهدت انهيارات لأحد المباني الأثرية على مدار الفترات الماضية، كما شهدت وقوع بعض الحرائق .

 

 ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذه المنطقة التاريخية تزخر بالعديد من المباني الأثرية والتاريخية، لكنها شهدت بناء كم هائل من المباني لا تربطها بالقيمة الحضارية أو التراثية أي علاقة، ولا بالطابع الخاص لهذه المنطقة الاثرية، وتحولت العديد من الأماكن منها إلى مبان مهدمة وعشوائيات.

 

 وفي هذا السياق، نوّه رئيس الوزراء إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أشار في كلمته، خلال احتفالات الدولة بيوم الشهيد الأسبوع الماضي، إلى أنه سيتم بالتزامن مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة الاعلان عن جمهورية ثانية حديثة، كما أكد على أنه مع الخروج إلى العاصمة الادارية الجديدة، لن نرفع أيادي التطوير عن مختلف مدن وعواصم الجمهورية القديمة كالقاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد.

 

  وأكد رئيس الوزراء على أنه آن الأوان للتعامل مع واحدة من أهم المناطق التاريخية بالقاهرة بصورة شاملة، وهي أصل القاهرة وتاريخها العريق، قائلا: لقد تصادف إعلاننا عن بدء تنفيذ مشروعات تطوير القاهرة التاريخية مواجهة بعض الانتقادات من جانب بعض الخبراء وهو ما يدعونا للتساؤل : هل يعد ترك المنطقة على ما هي عليه الآن دون إحداث تطوير يُعد حفظاً للتراث؟

 

  كما شدد الدكتور مصطفى مدبولي على أننا ننطلق في عمليات التطوير من ثوابت وأسس عديدة، تتضمن العمل على ترميم المباني الأثرية، وإعادة الاستفادة منها واستثمارها، مع الحفاظ على النسيج المعماري والحضاري لها، وكذا المباني التي لها قيمة تاريخية بها، والسعي لتطويرها، إلى جانب النهوض بمستوى الورش والمحلات بتلك المنطقة ورفع جودة منتجاتها، فضلا عن تحسين الظروف المحيطة بها، وتهيئة شبكة أفضل للبنية الأساسية لها.

 

 كما أكد رئيس الوزراء أن مصر تزخر بالكثير من الكنوز والمناطق التاريخية، ونحن نستهدف عودة الحركة السياحية لهذه المناطق؛ سواء كانت داخلية أو خارجية، فضلا عن إعادة إحياء الحرف التراثية الموجودة بهذه المناطق، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع بعض الأنشطة الدخيلة شديدة الخطورة على هذه المناطق، موضحا أن تدهور المنطقة وعدم الاهتمام بها أسهم في ظهور بعض الأنشطة الدخيلة شديدة الخطورة على المنطقة، وهو الوضع الذي لا يمكن استمراره، ولاسيما مع وجود بعض الورش والمخازن التي تحوي مواد شديدة الخطوة، مستشهداً في هذا السياق بالحوادث الأخيرة نتيجة تخزين مواد شديدة الخطورة في بعض العمارات.

 

 وفي الوقت نفسه، تطرق رئيس الوزراء، خلال تصريحاته، إلى المشكلات التي تعانى منها هذه المنطقة التاريخية، والتي يتمثل بعضها في وجود مياه جوفية أسفل المباني الأثرية، فضلا عن ضرورة تنظيم الحركة المرورية بشوارعها وضواحيها،

 

كما تناول الدكتور مصطفي مدبولي الشائعات التي يتم تداولها على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل معلومات مغلوطة ومضللة عن اعتزام الحكومة القيام بتنفيذ أعمال هدم وتهجير لسكان المنطقة، وما تم تلقيه في هذا الشأن من استفسارات للمواطنين، مؤكدا أن هدف الدولة هو التطوير والتحسين وليس إخراج الأهالي من المنطقة أو تنفيذ أعمال هدم أو إزالة، وذلك اقتناعاً وإيماناً منها بأن قيمة المنطقة لا تكمن فقط في آثارها وإنما في الإبقاء أيضاً على الحرف اليدوية والتراثية المتواجدة، بل والحفاظ عليها وتطويرها وتطوير المنطقة بأكملها بشكل مؤسسي، موضحاً أن إخراج الحرف من المنطقة سيفقدها قيمتها التي تعد جزءاً لا يتجزأ منها، وطمأن أهالي المنطقة بأن الدولة ستنفذ أعمال تطوير للمنطقة، وستقوم بتقديم الدعم اللازم لتطوير حرفهم التراثية.

 

 وتطرق الدكتور مدبولي لما استمع إليه من بعض أصحاب الورش، أثناء جولته اليوم، من عزوف الشباب عن تعلم هذه الحرف بما قد يسهم في اندثارها مستقبلا، مشيراً إلى أن الدولة ستتدخل بجميع مؤسستها؛ لحماية تلك الحرف من خلال تجهيز مراكز لتأهيل وتدريب الشباب على إحياء والحفاظ على هذه الحرف من الاندثار.

 

 كما نوه الدكتور مصطفي مدبولي إلى أن الحكومة تعتزم إجراء حوار مجتمعي مع الخبراء وأهالي المنطقة لعرض المشروعات التي سيتم تنفيذها، لافتا إلى أن الهدف هو التحسين والتطوير لتحقيق الصالح العام للدولة وللمواطنين، رغم ما قد يكلفنا ذلك من مليارات الجنيهات، ومؤكداً على أن استمرار إهمال المنطقة لا يعد خياراً قائما، مشيرا إلى إطلاق الرئيس السيسي العديد من المبادرات لتطوير مختلف قطاعات الدولة، وأن لهذه المنطقة أولوية خاصة لدى القيادة السياسية، لتطويرها بصورة متكاملة للحفاظ عليها.

رئيس الوزراء يجري حوارا مجتمعيا بشأن تطوير القاهرة التاريخية مع أهالي وسكان المنطقة

 

  أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حوارا مجتمعيا بشأن تطوير القاهرة التاريخية مع أهالي وسكان عدد من مناطق القاهرة التاريخية، حول المشروعات التي تعتزم الدولة القيام بتنفيذها خلال هذه المرحلة، لاستعادة رونقها الحضاري.

 

  واستهل الدكتور مصطفي مدبولي الحوار المجتمعي مع الأهالي والسكان باستعراض تجربته الشخصية مع هذه المنطقة، التي كانت مجال دراسته العلمية، الأمر الذي أكسبه خبرات ومعرفة متعمقة بالمنطقة وشوارعها وكل أثر قائم بها، مؤكدا أنه من الصعب عليه أن يعاصر تدهور المنطقة وفقدانها لقيمتها التراثية وتاريخها، دون التدخل لإنقاذها، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي ينتمي إلى هذه المنطقة التاريخية العظيمة، حريص على سرعة تنفيذ مخططات التطوير الشاملة لها، كما أن الحكومة تولي اهتماما شديدا لتنفيذ ذلك بأقصى سرعة ممكنة، مؤكداً أنه لن يوجد هناك مكان لا تمتد إليه يد التطوير.

 

 وأوضح الدكتور مدبولي أن مشكلة المنطقة تكمن في إهمالها  لفترة طويلة من الزمن، الأمر الذي أسهم في إقامة مبان عشوائية عديدة، فضلا عن هدم البيوت القديمة الرائعة، واستبدالها بأخرى، إلى جانب حدوث اندثار تدريجيّ للحرف اليدوية التي تتميز بها المنطقة واستبدالها بأنشطة أخرى لا تمت بصلة لطبيعة المنطقة، مما استوجب من الدولة التدخل بشكل عاجل.

 

 كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة عقدت العديد من الاجتماعات تحت قيادة الرئيس السيسي لبحث سبل تطوير المنطقة، مطالباً الأهالي بنقل رسائل واضحة من الحكومة لكل سكان المنطقة والمناطق الأخرى، مفادها أن الدولة المصرية هدفها الأول هو التطوير من أجل الحفاظ على المنطقة، لاسيما من خلال ترميم الآثار، فضلاً عن ترميم المباني القديمة، حتى وإن لم تكن أثرا لكونها تمثل طابع المنطقة وذلك بهدف الحفاظ عليها، إلى جانب تطوير الحرف القديمة التقليدية، كما نفى رئيس الوزراء الأخبار المغلوطة عن اعتزام الحكومة نقل الأنشطة الحرفية المميزة إلى أماكن أخرى.

 

 وفي هذا السياق، تطرق رئيس الوزراء إلى ما يتم ترديده من تشكيك في الجهود التي تقوم بها الدولة لتطوير المناطق التاريخية والتراثية، مؤكداً أن الدولة ليس لها أي غرض من أعمال التطوير سوى الحفاظ على تاريخ مصر في هذه المناطق، إلى جانب الاهتمام بقاطنيها، باعتبارهم جزءا من قيمتها، وذلك وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي في هذا الإطار، لافتاً إلى أن قيمة المنطقة مستمدة من الأهالي والحرف التراثية الموجودة بها، التي نسعى إلى تطويرها والنهوض بها بمختلف الطرق المتاحة، وليس العمل على إخراجهم منها، حيث إن هذه المناطق مرتبطة بالأنشطة والحرف التي تشتهر بها.

 

 وأشار رئيس الوزراء إلى أنه من الطبيعي تداول شائعات حول أية مشروعات تطوير، لكنه أعرب عن أمله في أن تكون رسائل الحكومة واضحة لأهالي المنطقة، بأن هذه الأعمال هي أعمال تطوير فقط، لافتا إلى أنه سيكون هناك تغطيات إعلامية اليوم هدفها توضيح الصورة الحقيقية وطمأنة أهالي المنطقة، وكرر التأكيد على أنه لن يتم إخراج أي شخص، حفاظاً على الروابط الأسرية والبيئية التي يعيشها أهالي المنطقة والتي تعد جزءاً من قيمة المكان، مؤكدا أن المسئولين سيتواجدون على الأرض، بشكل يومي، وأنه سيتواجد قدر الإمكان أيضاً للاستماع إلى كافة المشكلات للعمل على حلها.

 

      وفي الوقت نفسه، لفت الدكتور مدبولي إلى أنه سيتم البدء في تطوير عدد من الأماكن داخل القاهرة التاريخية، بما يراعي متطلبات سكان تلك المناطق، وخاصة أصحاب الأنشطة التجارية والحرفية، وضمان عدم التأثير على حياتهم اليومية، مؤكداً أن ما سيتم من أعمال تطوير، سيكون المستفيد الأول منه هم قاطنو هذه المناطق، قائلا: ستكون الأولوية لقاطني المنطقة في الحصول على الوحدات التجارية التي نعتزم إنشاءها، وذلك في إطار توسيع كافة الأنشطة التجارية والحرفية الخاصة بهم، معرباً عن أمله في رؤية المزيد من التوسع والنهوض للصناعات والحرف التراثية الموجودة بالمناطق التاريخية، وتوارثها عبر الأجيال.

 

      كما لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هناك أشخاصا لا يعلمون الكثير عن آثار المنطقة، ومن ثم فهناك ضعف في الإقبال على هذه الأماكن القيمة، لاسيما مع ضعف الحركة السياحية بشكل مؤقت بسبب أزمة جائحة كورونا.

 

        وأشار رئيس الوزراء أيضا إلى وجود بعض الأنشطة الدخيلة على المنطقة، التي تؤثر بصورة شديدة الضرر عليها، مؤكداً على أهمية توفير بديل لهذه الأنشطة، بما يحافظ على سلامة المنطقة ورونقها، وأكد أن باقي الأنشطة والحرف الموجودة لن يتم المساس بها.

 

        وفي ضوء ذلك، تناول رئيس الوزراء المقترح الخاص بالتطوير، الذي يتضمن العمل على تطوير مختلف الشوارع وتزويدها بأنظمة إنارة حديثة، وكذا ما يتعلق بمشروعات الصرف الصحي، ومعالجة المياه الجوفية، إلى جانب المحافظة على المباني القائمة، والعمل على تعظيم الاستفادة من الأماكن المحيطة، وتطوير وإتاحة بعض الأنشطة والخدمات المرتبطة بالحركة السياحية، بما يسهم في جذب المزيد من الزائرين لهذه المنطقة، وذلك سعياً للعمل على إعادتها لسابق عهدها من مكونها الأساسي، حيث كانت تمثل واحدة من أهم الأماكن التي يتوجه إليها الزائرون سواء محليا أو عالميا.

 

        وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه من غير الممكن السماح ببناء أبنية من الطوب الأحمر في هذه المنطقة والمساس بطرازها الأصلي بأبنية غير معهودة منذ نحو أربعين عاماً، مقترحاً في هذا الشأن تطبيق آليه لإجراء تطوير مشتركة مع الملاك والأهالي للحفاظ على الطابع الأصلي دون المساس بالحقوق والملكيات الخاصة، مستشهداً بأعمال التطوير التي تم إجراؤها في تل العقارب التي يطلق عليها الآن "روضة السيدة" والتي روعي فيها مطالب الأهالي أثناء عملية التطوير، وتم إعادة الأسرة إليها بعد استكمال أعمال التطوير بشكل لائق، مشيراً إلى أن ذلك هو ما سيتم تطبيقه.

 

       وخلال حواره مع أهالي المنطقة، طالب رئيس الوزراء بأهمية تفهم ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير للمنطقة، والمساعدة في تسريع وتيرة العمل، مشيراً إلى أن تنفيذ أعمال أي مشروع تقاس بالأيام وليس بالأعوام، مجددا تأكيد العمل على إعادة هذه المنطقة كجوهرة من الجواهر المصرية، مطالباً نقل هذه الرسائل إلى جميع قاطني المنطقة، كما أعرب الدكتور مدبولي عن تطلعه إلى أن يتم تطوير المنطقة في أقرب وقت ممكن لاستعادة جمالها وتراثها المتميز، وهو ما رحب به أهالي المنطقة.

 

         بدورهم، أعرب الأهالي عن ترحيبهم الشديد بهذه الزيارة وبلقاء رئيس الوزراء والمسئولين المرافقين، مؤكدين أن هذه الزيارة أدخلت الطمأنينة إلى قلب أهالي المنطقة الذين قلقوا من تردد الشائعات حول إخراجهم من المنطقة، وهو ما انعكس سلبا على الحركة التجارية في المنطقة بسبب حالة عدم اليقين التي عايشوها خلال الفترة الماضية، وعقب رئيس الوزراء على ذلك بأنه لن يكون هناك إخراج للأهالي من المنطقة، كما أكد أنه سيتم تعويض أصحاب المحلات التي تتواجد في مبان آيلة للسقوط في المنطقة، وأن أعمال التطوير ستشمل العمل على زيادة عدد المحلات.

رئيس الوزراء يجري حوارا مفتوحا مع عدد من الأثريين والخبراء المعماريين والمخططين حول تطوير القاهرة التاريخية

 

 

أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، حوارا مفتوحا مع عدد من الخبراء المعماريين والأثريين والمخططين في مقر وكالة الغورية، بشأن تطوير منطقة  القاهرة التاريخية.

 

وجلس رئيس الوزراء على منصة العرض الخاص بشرح مخططات تطوير المنطقة أمام الخبراء والمخططين والأثريين، مؤكدا في مستهل حديثه أنه يجري هذا اللقاء للتشاور مع الخبراء بصفته خبيراً معمارياً، وقال إن أعمال التطوير السابقة التي شهدتها المنطقة لم تتعد كونها أعمال ترميم بعض الآثار فقط، وأن آخر عمل تطوير كان في شارع المعز لدين الله.

 

وخلال حواره مع الحضور، أشاد مدبولى بالخبراء الموجودين وخبراتهم الواسعة في مجال ترميم وتطوير المباني الأثرية والحفاظ على التراث، مشيرا إلى أنه أثناء دراسته الأكاديمية استعان بالعديد من الدراسات التي تم إعدادها للمنطقة أثناء إعداده لرسالة الماجستير، وأن لديه معرفة تفصيلية كاملة عن المنطقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن مشروع تطوير القاهرة التاريخية لا يستهدف تطوير بعض المباني الأثرية القائمة بها فقط، بل يستهدف إحداث تطوير شامل متكامل، قائم على مجموعة من الثوابت منها أن هذه المنطقة تمثل منطقة تراث عالمي، وتتطلب أسلوبا محددا لإدارتها والتعامل معها، إلى جانب هدف آخر يتمثل في الحفاظ على المنطقة ككل وليس على المباني الأثرية بها، جنبا إلى جنب الحفاظ على النسيج الحضري الذى يميزها، وكذا الحفاظ على الحرف التراثية التي كانت جزءا من التميز الشديد المتواجد في هذه المنطقة.

 

وأعرب رئيس الوزراء عن تأثره الشديد، صباح اليوم، لما رآه من حالة متردية وصلت إليها المنطقة، بما في ذلك انتشار المباني المسلحة والمحلات التجارية التي تم تغيير نشاطها، فضلا عن حجم التردي الذى شهدته أرجاء المنطقة الأثرية بالقاهرة التاريخية.

 

 وفي ضوء ذلك، أكد رئيس الوزراء اعتزام الدولة اقتحام كافة المشكلات القائمة بمنطقة القاهرة التاريخية للعمل على حلها، واتخاذ ما يلزم من خطوات سريعة لتطويرها بما يليق بها، وهو ما كنا نحلم به على مدار العقود الماضية، مشدداً على أن ما سيتم تنفيذه من أعمال تطوير لن يهدد مواقع التراث العالمي، بل يستهدف الحفاظ عليه وترميم جميع الآثار المسجلة، مع تنفيذ ما يتعلق من استخدامات مناسبة لتلك المناطق الأثرية، وإعادة استغلال المباني بعد ترميمها بما يحافظ على النسيج الحضري للمنطقة، وكذا تطوير المباني التي كانت ضمن النسيج الأصلي لها.

 

 وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يوجد كم هائل من الأراضي والمباني المهدمة، التي كانت في فترة سابقة عبارة عن أثر مهم أو جزء من النسيج الحضاري للمنطقة، وتم تدميرها بالكامل فضلا عن مجموعة الأماكن العشوائية التي باتت تهدد بحدوث كوارث بها. وكلف رئيس الوزراء محافظ القاهرة بعدم إصدار أي تصاريح بناء أو هدم فى نطاق منطقة القاهرة التاريخية، كما أشار الدكتور مدبولي إلى أن المنطقة شاسعة وممتدة، لكنها فقدت الكثير من مزاياها كمنطقة تراثية، مضيفا أنه اليوم وأثناء جولته بالمنطقة رأى عن قرب مخالفات كثيرة لعمارات مسلحة تصل إلى 6 أدوار،  قائلا: هل يرضي أحدا أن تبقى هذه البنايات على هذا الوضع، مستدركا بقوله: من المستحيل أن نقبل كدولة وكحكومة بأن تقام عمارة خرسانية بالطوب الأحمر وسط منطقة تراث عالمي.

 

ورحب رئيس الوزراء بأية فكرة أو تصور لمشروع محدد يسهم في تطوير المنطقة، مؤكداً أن هناك توجيها من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير مختلف المتطلبات اللازمة لإعادة إحياء منطقة القاهرة التاريخية، وكذا التمويل المطلوب لذلك، مؤكدا أهمية التوافق على مختلف الأمور المتعلقة بعمليات التطوير التي ستتم للمنطقة، بما يُسهم في الحفاظ عليها وإعادة إحيائها، مشدداً على ضرورة البدء في أعمال التطوير للتعامل الفوري مع ما لحق بهذه المناطق من تدهور شديد.

 

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اجتماعه مع الخبراء المعماريين والأثريين، أن هدف الدولة هو تطوير المنطقة بشكل يتوافق مع جميع الأسس والمعايير للحفاظ على التراث العالمي المقررة من قبل منظمة اليونيسكو، قائلا:" أرغب في دعمكم، ومساعدتكم؛ لأن حجم وضخامة أعمال التطوير التي ستجري بالمنطقة تستدعي أن نعمل سويا، وأن نتشارك في أعمال التطوير، ولا تنسوا أن زملاءً من بينكم هم من قاموا بإعداد نماذج التطوير التي يتم عرضها عليكم اليوم".

 

وتابع رئيس الوزراء أن الحكومة ترغب في إعادة بناء كافة "المناطق الخربة" وعودتها إلى سابق عهدها، ومن أجل ذلك يتم العمل على تجميع أصل صور المعالم التي تحتاج إلى ترميم والتي تم تصويرها منذ مئات السنين من قبل المهتمين بالآثار، وكذلك يتم تجميع الخرائط الخاصة بالنسيج العمراني للمنطقة حتى يمكن إعادة بنائها مرة أخرى، واليوم بدأ عدد من الخبراء في عرض بعض الأفكار للمشروعات التي تعتزم الحكومة تنفيذها في المنطقة.

 

كما أكد رئيس الوزراء أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج أهالينا في هذه المنطقة من منازلهم، لأن هذه طبيعة حياتهم التي تأقلموا عليها، وقيمة هذه المنطقة في الأساس تأتي من المواطنين الذين يعيشون بها، وكذا من الأنشطة القائمة بها، وأضاف:  لذا كان الحل أن نبني الأماكن المتهدمة بنفس الطابع القديم الذي كان قائما، وننشئ وحدات إسكان في جزء منها، وحينها ووفقا لما هو مخطط له، نقوم بتسكين الأهالي في المناطق الجديدة داخل المنطقة التي سيتم بناؤها بنفس الارتفاعات والاشتراطات والطابع المعماري الأصلي الذي كانت عليه، ثم سنبدأ في إحلال العمارات التي بنيت بالخرسانات المسلحة في قلب مناطق الآثار.

 

 ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه سيتم العمل على تطوير مجمعات أثرية بعينها، على سبيل  المثال سيتم تطوير مناطق مثل المؤيد شيخ وباب زويلة، أو منطقة الجمالية أو ميدان الحسين، ومنطقة باب الفتوح وباب النصر وجامع الحاكم؛ حيث سيتم تطويرها وفقا للأسس التي تم التوافق عليها، وكذلك سيدخل ضمن أعمال التطوير المحاور والشرايين الموجودة داخل المنطقة.، مشيرا إلى أن مخطط تطوير منطقة القاهرة التاريخية يبدأ من منطقة مجمع الأديان، وبحيرة عين الصيرة، وبحيرة الفسطاط، بالإضافة إلى إنشاء مسارات داخل المنطقة تبرز جمالها وقيمتها وأصولها.

 

 وقال رئيس الوزراء موجها حديثه للحاضرين من الخبراء المعماريين والأثريين: أحترم جميع وجهات النظر، ففيما يتعلق بمقترحات التطوير التي يتم عرضها في هذا اللقاء، من الوارد جدا وجود مقترح لا يتفق عليه الجميع، لكن في الوقت نفسه هناك أسس سيعمل الجميع عليها، ولا يوجد ما يمنع من أن نتناقش ونتعاون من أجل تعديل بعض مقترحات التطوير، لكني لا أعتقد أن أحدا منا من الممكن أن يخالف عملية تطوير المنطقة، متسائلا :هل الحفاظ على التراث معناه أن نترك الوضع على ما هو عليه الآن؟

   من جانبه، تقدم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، بالشكر إلى رئيس الوزراء على اهتمامه الشخصي بالمنطقة، قبل أن يكون اهتماماً رسمياً، مشيراً إلى أن مشكلة القاهرة التاريخية لن تحل إلا بتدخل من الدولة والحكومة.

 خلال لقائه بعدد من الخبراء والأثريين، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مقترحات تطوير القاهرة التاريخية المقدمة من المختصين.

 

 وتضمنت العروض مقترحا قدمه المهندس الاستشاري محمد الخطيب للإحياء العمراني لهذه المنطقة، وخاصة ما يتعلق بمنطقة باب زويلة وحارة الروم ومسجد الحاكم، حيث أشار إلى أن هناك مشروعا للتأهيل العمراني لمنطقة باب زويلة إلى حدود منطقة الدراسة، وتبلغ مساحتها الكلية 64 ألف م2، لافتا إلى أن المشروع يتضمن  الدراسات الخاصة بالوضع الراهن من ناحية الهيكل العمراني، والحالة العامة للمباني بالمنطقة، والقيمة المعمارية لها، وكذا استعمالاتها.

 

كما أشار المهندس محمد الخطيب إلى أن منطقة باب زويلة تضم العديد من المباني التاريخية منها، مسجد الصالح طلائع، وسبيل محمد علي، وتكية الكلشنى، وبيت الشيخ القاياتى، ومسجد إينال اليوسفي، ومسجد الكردي، وبيت الشبشيري، ومدرسة القربية، وزاوية فرج بن برقوق، وربع الدهيشة.

 

 وخلال تقديمه للعرض، نوه " الخطيب" إلى التأهيل العمراني لمنطقة مسجد الحاكم، والوضع الراهن للمباني التاريخية الموجودة بها، وحالتها العامة واستعمالات تلك المباني، وتتضمن منطقة مسجد الحاكم، مجموعة من المباني التاريخية منها وكالة كحلا، ووكالة قايتباي، وباب وكالة قيسون، وباب النصر، وباب الفتوح، لافتا إلى أن خطة التطوير تعتمد في منهجيتها على الحفاظ على المباني الأثرية بالمنطقة والسعي لإعادة توظيفها، وكذا العمل على تسجيل المباني التراثية غير المسجلة، واحيائها وترميمها وإعادة توظيفها، إلى جانب تطوير واجهات المباني ذات الحالة الجيدة والمتوسطة، بما يتطابق مع طابع المنطقة التاريخية.

 

كما عرض الخبير الدكتور صلاح زكي تقريرا حول خطط إعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين " منطقة الجمالية " المدرجة ضمن التراث العالمي باليونسكو، لافتا إلى العديد من المشروعات في إطار هذه الخطط، وتتضمن مشروع خان الحسين للحرف اليدوية، بحيث يضم فندقا 4 نجوم، ومنطقة بازارات، ومطاعم، ومنطقة مدرسة حرفية للتعليم والتدريب على الحرف اليدوية، لإحياء هذه الحرف، على غرار مدرسة بيت جميل بالفسطاط، إلى جانب فندق المسافر خانة.

 

 كما أوضح أن المخطط يشمل ترميم البيوت التراثية والشوارع الواقعة فيها، موضحا أن هناك 35 بيتا تراثيا بالحجر، يتم إعادة تأهيلها، وتحسينها وصيانتها، مع دراسة تحسين واجهات جميع المباني المتبقية وهي 200 منزل بصورة حضارية، لافتا إلى أن منطقة الحسين مرتبطة عاطفيا بحياة الناس ونتطلع إلى التعامل بحرص مع تطويرها.

 

 كما عرضت الخبيرة الدكتورة "ناييري همبيجيان" مشروع مخطط تأهيل وإحياء منطقة "درب اللبانة"، حيث تم استعراض المسار السياحي والأثري والثقافي للمنطقة، والذى يتضمن إعادة استخدام بعض المباني لتصبح مزارات سياحية وفنية ودينية، إلى جانب المسار التعليمي والثقافي الذي يشمل مركزاً لعرض الأفلام الوثائقية، فضلاً عن مناطق خدمات، ومسار آخر ترفيهي وتجاري وسكني، ومسار سياحي، ومسار للخدمات المجتمعية يحتوى على أسواق ومقاهٍ ومطاعم، ومنافذ بيع، وحديقتين ترفيهية وعامة، وأماكن انتظار للسيارات.

 

وفي الوقت نفسه، عرضت الدكتورة مي الإبراشي مقترح تطوير منطقة الحطابة المقترح من جانب مبادرة "الأثر لنا" جمعية الفكر العمراني، وتضمن عرضاً لموقع الأثر الذى يقع داخل حدود موقع التراث العـالمي للقاهرة التاريخية وينحدر شمالا من باب القلعة إلى حدود الدرب الأحـمر ودرب اللبانة، حيث تم التنويه إلى أنه يشمل عددا من مباني العصرين المملوكي والعثماني، بالإضافة إل مبان تاريخية ودينية مميزة، ونحو 67 ورشة حرفية أغلبها يدوي، ومركز صناعة منتجات تطعيم الصدف بالقاهرة.

 

 ونوهت إلى أن الهدف من هذا المشروع هو ترميم وإعادة إحياء المباني التراثية والتاريخية، وإعادة بناء الأراضي الفضاء والمباني الخربة كمبانٍ سكنية، وحرفية، وتجارية بالتعاون مع السكان، وإحياء المسارات السياحية وربطها بسياحة القلعة، والسلطان حسن والدرب الأحمر، وتطوير ممشي سياحيّ، إلى جانب تطوير الحرف التراثية مع الحفاظ على النسيج العمراني، وإشراك أهل الحطابة في مشروعات تطوير درب اللبانة والدرب الأحمر بالمنتجات الحرفية واليدوية.

 

 كما استعرض من جانبه، الخبير الدكتور علاء حبيشي مقترحا لمجموعة "تراث للحفاظ والترميم"، لتجديد منطقة "سوق السلاح"، ليصبح مساراً لعرض جميع الفصول التاريخية التي مرت على القاهرة التاريخية بداية من العصر الفاطمي المتمثل في المقامات القديمة إلى العصر الحديث مرورا بالعصر المملوكي والتركي، مؤكدا أن تنوع طبيعة المباني على طول المسار الثقافي يضمن إمكانية إعادة التأهيل بأنشطة مختلفة تجذب الزوار المهتمين بالزيارات الدينية، أو الحمامات الشعبية، أو تطوير الطبيعة السكنية والمجتمعية، أو توزيع وإدارة المياه في المدينة القديمة، أو أصول الحرف التقليدية، مما سيضمن وجود حركة سياحية ثقافية مستمرة، كما تم اقتراح إمكانية إضافة إقامة سياحية بالمسار لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية به.

 

وقدمت الخبيرة "أجنيشكا دوبروفولسكا" عرضاً حول مشروع تطوير السور الشمالي من "باب الفتوح" إلى "باب النصر"، استعرضت خلاله الأهمية التاريخية للأسوار الشمالية للقاهرة، مشيرة إلى أن القاهرة كانت معروفة في اللغة العربية باسم "المحروسة"، كنايةً إلى نظام التحصينات التي كانت تحمي القاهرة، موضحة أن هذا النظام يعد من بين أكبر وأهم وأفضل الأمثلة المحفوظة من العمارة العسكرية في العصور الوسطى في العالم، كما نوهت إلى أن القيمة العالمية للقاهرة التاريخية استمدت منذ تسجيل القاهرة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979.

 

  وعقب تقديم العروض، أكد الخبراء أنه بمجرد تشكيل هيئة مسئولة عن مشروع تطوير القاهرة التاريخية، سيتيح ذلك تقديم عدد كبير من الدراسات التنموية التي ستسهم في تطوير المنطقة إلى حد كبير، مشيرين إلى ضرورة أن يتضمن مشروع التطوير الاهتمام بتأهيل العنصر البشري، والنهوض بمستوى المنتجات لتنافس نظيرتها في مختلف دول العالم، مع استغلال الأماكن السياحية، والحرص على توافر مراسم لفنانين عالميين يحضرون لممارسة مهنة الرسم.

 

 كما عبر الخبراء عن سعادتهم، لأنه للمرة الأولى التي يستشعرون فيها بوجود رؤية شمولية، و"مشرط" للتدخل الجراحي بموضوعية تامة وبمشاركة مجتمعية وحوار مجتمعي إيجابي، مؤكدين أنه لديهم احساس بالمسئولية تجاه هذا المشروع، الذي سيدر عائدا اقتصاديا على أهالي المنطقة من أصحاب الحرف المختلفة، كما أن التطوير هو ارتقاء وإحياء وليس تطوير فقط، حيث يكون الأولوية للحفاظ على طبيعة المنطقة ونسقها الحضاري، ونحتاج لإعداد أجيال جديدة من الشباب لتوفير أيدٍ عاملة ماهرة من خريجين جدد، كما لفت الخبراء إلى نقطة أخرى تتعلق بضرورة نقل الحرف الملوثة للبيئة، حيث يؤثر التلوث والانبعاثات على الآثار ورونقها.

 

 كما عبر عدد من الأثريين، خلال لقاء رئيس الوزراء معهم، عن تقديم الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية على توجيهه بهذه الخطوة المهمة، وكذا للدكتور مصطفى مدبولي على إدارة هذا الحوار المجتمعي، مؤكدين أن هذا المشروع يعد من أهم المشروعات التي تقوم بإنجازها الدولة، ومشيرين في الوقت نفسه إلى أهمية تحديد جهة واحدة تكون مسئولة عن تطوير المنطقة ليسهل التعامل معها، وإتمام مهمة التطوير، بدلا من التعامل مع أكثر من جهة، وذلك من أجل الحفاظ عليه مستقبلا بعد انتهاء عملية التطوير، على أن يتم ذلك من خلال إدارة قوية للمشروع تضمن كفاءة التنفيذ.

 

وقدم الأثريون مقترحا بإقامة مدرسة حرفية للترميم الدقيق للآثار؛ من أجل تدريب الشباب وتوفير عمالة ماهرة في هذا المجال، بالتعاون مع هيئات دولية متخصصة، مشيدين بقرار وقف الهدم في القاهرة التاريخية، وأنه قرار سيكون علامة فارقة في إنقاذ القاهرة التاريخية.

 

وفي ختام حواره المفتوح مع الخبراء والأثريين، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هذه المنطقة التاريخية المهمة، تستحق كل الجهد الذي نقوم ببذله من أجلها، لافتاً إلى أن هناك ثوابت يتفق الجميع عليها تتعلق بالحاجة إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية متكاملة في المنطقة، مدللاً على ذلك بالتوجه نحو إحياء الحرف التراثية التي تعدُ أحد أبرز العناصر القيمة المميزة لهذه المنطقة التاريخية.

 

 كما أكد الدكتور مدبولي أنه قد أصبح لدينا مخطط واضح وتصورات سيتم التحرك على أساسها، والتشاور وتبادل وجهات النظر بشأنها، مشيراً إلى أن الدولة تنشئ محاور مرورية كثيرة، أبرزها محور الحضارات، أو محور الفردوس، ونهدف لإيجاد محاور بديلة تسمح بالدخول والخروج من المنطقة بسهولة ويسر، لإعادة الميادين والساحات المميزة لهذه المنطقة، مثل ميادين العتبة والأوبرا، وغيرها من الميادين ذات التاريخ العريق. 

 

  وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء أنه تم التوافق على ضرورة وجود الكيان الواحد الذي سيتم تأسيسه ليكون مسئولاً عن إدارة أعمال التطوير والحفاظ على هذه الآثار، لافتا إلى أنه سيقوم بعقد اجتماع يضم عددا من الخبراء؛ لبحث كافة التصورات بشأن تطوير المنطقة التاريخية، والإسراع في إيجاد هذا الكيان ومنحه كافة الصلاحيات، ويكون له مقر داخل القاهرة التاريخية في أحد المباني التاريخية ويتولى مسئولية إدارة كافة التدخلات التي ستتم داخل هذه المنطقة، مشدداً على أنه لا يمكن تنفيذ كافة المشروعات المقترحة دون أن يكون هناك هذا الكيان.

 

 وشدّد رئيس الوزراء على أن التحدي الرئيسي، الذي تجابهه الحكومة في هذا الشأن هو عامل الوقت، مؤكداً أنه بدعم كافة الأطراف ستتمكن الدولة من تنفيذ هذا المشروع لإعادة إحياء القاهرة التاريخية، مشيراً إلى أن الدولة تبذل العديد من الجهود لحماية التراث لعل أبرزها تزيين ميدان التحرير بمسلة فرعونية وعدد من الكباش؛ لنعيد إحياءها من جديد في أهم ميدان في مصر.

 

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه قبل الشروع في أعمال التطوير قام بالاجتماع بممثلي منظمة اليونسكو، وأوضح لهم أن الحكومة المصرية على علم تام بأهمية هذه المنطقة وأنها مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وأبدوا توافقهم ولا يوجد مانع من استقبال خبراء، ومتابعة اليونسكو لأعمال التطوير التي ستتم، مؤكداً أن لديه يقينا بأن الخبرات المصرية قادرة على القيام بأعمال التطوير، مشيرا أيضا إلى أنه تم خلال اجتماع حضره الدكتور خالد العناني، وزير الآثار والسياحة، الاتفاق على ضرورة اتخاذ قرار بإنشاء كيان مؤسسي يختص بهذه المنطقة، ويكون له صلاحيات واضحة،  بهدف تيسير اتخاذ القرارات، ومتابعة الأعمال التي يتم تطويرها ضماناً لاستدامة هذه الأعمال وحمايتها من التدهور بعد الانتهاء منها، أسوة بالتجارب العالمية الناجحة في هذا الشأن.

 

كما نوه الدكتور مدبولي إلى أنه وجه محافظة القاهرة بوقف أي ترخيص لأعمال الهدم أو البناء في القاهرة التاريخية، بما في ذلك التراخيص التي تم إصدارها، داعيا الجميع إلى مساعدة الحكومة في إنقاذ ما تبقى من هذه المنطقة.