لذا لزم التنويه

زاد المتعطلون وقَّلت البطالة

أميمة كمال
أميمة كمال

أميمة كمال

عندما كانت تسألنى النصيحة لإيجاد عمل لطفلها، بعد أن طرده صاحب السوبرماركت، مفضلا عليه شاب يملك «مكنة» على حد تعبيرها. طفل السيدة عاملة النظافة، جرب حظه منذ بلغ الحادية عشرة، فى أعمال كثيرة تدخل فى تصنيف العمل غير الرسمى . وعندما بلغ 16 سنة أصبح ماهرا فى الدليفرى، بفضل السنوات القليلة التى قضاها بالمدرسة، والتى مكنته من قراءة يافطات الشوارع، ورقم البنايات. لم استغرق وقتا طويلا فى الحوار، خوفا من أن أزيد إحباطها، وأعترف بأننى لا أملك نصحا. ماذا عساها أن تفعل بطفلها، ليعود يتقاضى «نواية تسند زير الأسرة». السيدة أعادتنى إلى ماكنت أنتوى بحثه. وهو كيف انخفضت البطالة إلى 7.2% خلال (أكتوبر ـ نوفمبر ـ ديسمبر) 2020. فى نفس الوقت الذى اضيف 105 ألف متعطل، إلى طابور العاطلين(2 مليون)  فى الشهور الثلاثة السابقة. والإجابة رصدها (بحث القوى العاملة للربع الرابع من 2020 ) والذى يصدره جهاز الإحصاء. وهى أن عدد المشتغلين زاد فى نفس الفترة 1.6 مليون، وهوماخفف معدل البطالة. ولكن من هم المُشتغلون؟.. جهاز الإحصاء يضع فى خانة المشتغلين من بلغ 15 عاما فأكثر، ويعمل ولوساعة واحدة فى الأسبوع، الذى يجمع فيه الباحثون البيانات، سواء كان العمل داخل منشأة أوخارجها. وبهذا التوصيف ألا يعد طفل عاملة النظافة وأمثاله ممن يعملون أعمالا لاتدوم سوى  أسابيع، ضمن فئة المشتغلين. لأنه ربما تصادف  أن دخل الباحثون لبيوت هؤلاء الصغار، الذين لاتسمح سجلات أسرهم إلا بالعمل لدى سوبر ماركت، أوعند مكوجى، أوفى تنظيف اجزاخانة، أومساعد سائق للميكروباص. وكلها وظائف مؤقتة. لأن أصحابها يجيدون التخلص من العمال لديهم لأسباب مختلفة. أما تعريف قوة العمل فهى تضم المشتغلين، والمتعطلين الذين لديهم القدرة والرغبة فى العمل، ويبحثون عنه، ولايجدونه. ويتم استبعاد الفئة التى لديها القدرة على العمل، ولاتبحث عنه لأسباب كثيرة منها (الزهد فى العمل). وهذا مالفت نظر خبراء كثيرين رأوا أن الزاهدين بسبب الإحباط،بعد أن أعياهم البحث عن عمل دون جدوى، يجب إضافتهم إلى قوة العمل. ولمحت دليلا استرشاديا للباحثين ينصحهم «بعدم تعجل المقابلة، ومواجهة تردد المبحوثين بلباقة». وأعتقد أن تلك الإرشادات تسهل مهمة الباحثين  فى تحديد ما إذا كان الزهد فى العمل يعود للإحباط من عناء البحث أم لأسباب أخرى. كنت أبحث عن نصيحة للسيدة، فوجدتنى ازددت حيرة لماذا انخفضت البطالة، وظل طفل عاملة النظافة بلا عمل هو أمثاله؟.