سمكة الأرنب المرعبة.. قصص الصيادين مع قاتل البحر الصامت| فيديو

سمكة الأرنب المرعبة
سمكة الأرنب المرعبة

السمكة تسببت في موت العديد من الصيادين والمواطنين
شيخ الصيادين ببورسعيد: أصحاب الضمير يعيدونها للمياه فور صيدها  
صيادون: لابد من يقظة الضمير
رئيس الثروة السمكية: صيدها أو تداولها «جريمة»

السيد رزق

وحش قاتل يباع على طاولات الأسماك في الأسواق وخاصة بالمدن الساحلية، إذ تعلق في شباك الصيادين بعضهم يعيدها للمياه وآخرون يتجاهلون ضميرهم ويبحثون عن أمثالهم من التجار لتقديمها للمستهلكين الذين قد لا يعرفون شكلها أو مدى خطورتها.
 
«بوابة أخبار اليوم» أبعاد جديدة وأسرار خفية في مياه البحر المتوسط الذي تعيش في مياهه سمكة الأرنب السامة بداخلها وسط الأسماك يتداولها مرضى النفوس من الصيادين ليلقي حتف كل من يتناولها سواء صياد أو مواطن بسيط يشتري سمك رخيص الثمن في الأسواق العشوائية.


التقت «بوابة أخبار اليوم» بالصيادين والمسئولين لكشف الحقيقة ..

صياد «الأرنب»
في البداية، يقول رمضان سلامة «٧١ سنة» صياد بميناء الصيد ببورسعيد، إنه تربى في مهنة الصيد وله  قصص مثيرة مع سمكة الأرنب السامة، فقد كنت ممن يصطادونها في التسعينات في رحلات صيد منذ عشرات السنين بموانئ محافظات أخرى غير بورسعيد، ويكمل قائلا: «عندما أصبح الصيد حرفتي الوحيدة ببورسعيد وأكل عيشي أقلعت عن ذلك تماما وخاصة بعدما سمعت عن خطورتها وأنها تسببت في تسمم عائلة كاملة ببورسعيد.. وكذا تسببت في تسمم مركب صيد بكل ما عليه من صيادين بسبب تناولها وكذا حبس احد الصيادين بسببها لأنه باعها لآخرين تسمموا عقب تناولها والآن الحكومة شددت على منع صيدها فتم منع تداولها تماما بالمحافظة».


وطالب بضرورة وقف صيد السمك الصغير أو ما يعرف يصيد الجرف باستخدام غزل حرير ضيق يقضي على الأسماك الصغيرة أو ما يعرف بـ صيد الزريعة أو الجرف، ومن بينها أيضا سمكة الأرنب.

وأضاف السيد السويركي، ٥٠ سنة، صياد على مركب صيد بالبحر المتوسط، أنه يعمل بهذه المهنة أب عن جد ولديه خبرة كبيرة، مشيرًا إلى أن سمكة الأرنب السامة موجودة بقلة بينما تكثر في «الغاطس» أي الأعماق.


ويكمل: «عندما نراها نلقيها في البحر لأننا نتحدث عن أرواح بشر فقد تسببت منذ ٥ سنوات في وفاة أسرة مكونة من  أب و أم وأولاد.. لذا فإن أروح البشر أغلى من أي ثمن يحصل عليه الصياد.. فلابد من يقظة الضمير للجميع».

شيخ صيادين بورسعيد
أشار ممدوح أحمد «٦٧ سنة»، شيخ صيادين بميناء الصيد بالبحر المتوسط، إلى أن الحقائق التي عُرفت مؤخرا جعل الصيادين يبعدون عنها وإذا ظهرت في شباكهم وسط الأسماك التي يصطادونها من مياه البحر المتوسط سرعان ما يلقونها بمياه البحر المتوسط مرةٍ ثانية للتخلص منها، مطالبين بقية الصيادين في المحافظات الأخرى بيقظة الضمير وخاصة أن كبدها سام أدى إلى مقتل زملائهم الصيادين أيضا وفقا لقصة شهيرة يرددها معظمهم من سنوات جعلتهم جميعا يعرفون أن خطرها من الممكن أن يصل لأي شخص يتناولها.

الثروة السمكية

فيما صرح الدكتور صلاح الدين مصيلحي، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، بأن سمكة القراض أو ما يطلق عليها سمكة الأرنب نظرا للتشابه الكبير بينها وبين الأرنب فى الشكل، لها عيون كبيرة داكنة وأفواه صغيرة تشبه أفواه الأرنب، ويصل طولها بعد النمو إلى 53 سم، كما تتميز بزعانفها القوية التي تتكون من شوكتين، بالإضافة الى أن لها زعانف ظهرية مدببة، وقال المعروف عن جميع أسماك الأرنب أنها نهارية يعيش بعضها في المياه، بينما يعيش البعض الآخر بين الشعاب المرجانية، وغذائها أغلبه من اللافقاريات والطحالب  حتى أن العينات الكبيرة تتشقق وتتغذى على بلح البحر والمحار بمناقيرها الصلبة بما في ذلك الأسماك والقشريات، وهى موجودة فى مصر بالبحرين المتوسط والأحمر وخليج السويس، وأشار الى أن هذا النوع من الأسماك سام جدا، نظرا لوجود أماكن مختلفة في جسمها بها غدد سامة تحت الجلد وتحت النخاع الشوكي والأحشاء الداخلية.


واستكمل «مصيلحي» أن أسماك الأرنب آكلة للأعشاب، وتتغذى على الطحالب أيضا، وتعتبر من أسماك السطح، وتعد ثاني أكثر الفقاريات سمية علي مستوي العالم ويوجد منها أنواع متعددة أغلبها سام.


وشدد رئيس هيئة الثروة السمكية على ضرورة البعد عن شراء هذا النوع من الأسماك لخطورتها على الإنسان حيث أنها سمكة سامة ويحظر صيدها وتناولها وبيعها، وفي حالة تناولها فالأعراض تتفاوت ما بين الغثيان والغيبوبة ، ووجه بشراء الأسماك المعروفة والمنتشرة بكثرة فى الأسواق المصرية، وأضاف أن الهيئة أصدرت قرار408 و 667 لسنة 2008 وقرار 775 لسنة 2013 بشأن عدم صيد سمكة الأرنب و تداولها لخطورتها


وأكدت الدكتورة أماني محمد مدير، عام الإدارة العامة للشئون البيطرية بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن سمكة الأرنب إحدى الاسماك السامة التي تعيش في البحرين الأحمر والمتوسط وتعيش في المحيطات بين الشعاب المرجانية، ويطلق عليها هذا الاسم لأن أسنانها تشبه أسنان الأرنب وتحتوى على غدد ذات سمية عالية حيث يحتوي الفك السفلي والعلوي على أربعة أسنان متحدة، كما أن جلدها خالي من القشور، ويمكن أن يحتوي على بعض الأشواك بمنطقة البطن.


وأضافت: تمتاز هذه السمكة بان لها القدرة علي نفخ جسمها بالماء وتتغذى علي الأسماك الصغيرة ذات القيمة الاقتصادية العالية كما تتغذى  ايضا علي الطحالب .


وأشارت إلى أن خطورة هذه السمكة تتمثل في احتوائها علي نوع من السموم يسمي (تترادوتوكسين) وهو يتركز في ثلاث أماكن مختلفة من جسمها تحت الجلد وبالقرب من الأحشاء وبجانب النخاع كما أن كبد هذه السمكة سام جدًا، كما تتراكم المواد السامة أيضًا فى أسنان السمكة بسبب تحلل غذائها الذى يشمل نوعًا من الطحالب الخضراء السامة، ونوهت بأن لحم هذه الأسماك غير سام لكن نخشى من تلوثها بالسم أثناء عملية التنظيف، ولا يوجد مصل أو ترياق لسم سمكة الأرنب حتى الآن.

شاهد أيضًا :- أسعار الأسماك في سوق العبور اليوم 11 مارس