من قلب القاهرة.. مصر والسودان توجهان رسائل حازمة بأزمة «سد النهضة»| صور وفيديو

الرئيس عبد الفتاح السيسي و عبد الله حمدوك رئيس وزراء السودان
الرئيس عبد الفتاح السيسي و عبد الله حمدوك رئيس وزراء السودان

من مصر، قلب العروبة النابض، أطلق رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي ونظيره السوداني د. عبدالله حمدوك، رسائل مباشرة اتسمت بالجدية والقوة والحزم، كان أبرزها عن أزمة سد النهضة، وذلك في ظل جملة من التحديات والتهديدات التي تموج في بحر متلاطم من الأحداث السياسية والاقتصادية. 

 

وأكد مدبولي وحمدوك، على ثوابت الدولتين بالنسبة لملف سد النهضة وهو الحفاظ على الحقوق التاريخية لدولتي المصب، لافتا إلى أن الدولتين ليستا ضد التنمية في إثيوبيا.

رسائل عدة حملها المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس مجلس الوزراء ونظيره السوداني، الذي عقد ظهر اليوم الخميس، وفي السطور القادمة تسلط بوابة أخبار اليوم، الضوء على أبرزها..

الموقف المصري
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن الوفد السوداني رفيع المستوى الذي زار مصر اليوم، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس مجلس الوزراء السوداني، قد التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبحث التعاون بين الجانبين، وخطط تنفيذية لعدد من المشروعات.

 

مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قال إن مصر والسودان يدعمان التنمية في إثيوبيا تمامًا بما لا يضر بمصالح الشعبين، مبديا قلق الشعبين من اعتزام إثيوبيا المضي قدما نحو الملء الثاني دون التنسيق مع دولتي المصب.

 

ولفت مدبولي، إلى أن مصر حريصة كل الحرص على استكمال المفاوضات، آملا أن تستجيب إثيوبيا لما يحقق مصالح الشعوب الثلاثة، آملا الوصول إلى مسار تفاوضي وحل حاسم خلال الفترة المقبلة.

 

وقال رئيس الوزراء: «هذا النهر العظيم الذى يربط بين الثلاث بلدان يستطيع أن يمد يد الرخاء والتقدم للشعوب دون ضرر بأى شعب».

 

وأكد مدبولي، دعم مصر للسودان فى ملف الإصلاح الاقتصادي، متمنيا للسودان كل الدعم والتقدم، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد على الدعم الكامل للسودان وشعبها، موضحا أن جلسة المباحثات تناولت التأكيد على عدد من المشروعات بين البلدين، ومنها مشروعات الربط الكهربائي والسكك الحديد.

توافق سوداني
من جانبه، أكد د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، أن رؤى مصر والسودان متطابقة بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث.

 

حمدوك، قال أيضا - خلال المؤتمر الصحفي المشترك - أن توجه إثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، يتيح وقتا قصيرا في التعامل مع المسألة، معربا عن أمله في تحقيق إمكانية الملء بطريقة متوافق عليها والوصول لاتفاق يسمح بذلك.

 

وأشار إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان الأسبوع الماضي أسست لعلاقة جديدة بين البلدين، مضيفا أن السودان اتخذ قرارات صعبة في سبيل الإصلاح الاقتصادي، واستفاد من التجربة المصرية في ذلك.

وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، استقبل نظيره السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، الذي وصل مطار القاهرة صباح اليوم الخميس، في زيارة رسمية لمصر، على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء شئون مجلس الوزراء، والخارجية، والمالية، والتخطيط الإقتصادي، والري والموارد المائية، والاستثمار والتعاون الدولي، والصحة، ومدير المخابرات العامة، وعددا من المسؤولين.

 
وتأتي زيارة رئيس الوزراء السوداني لمصر، من أجل بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، والبناء علي نتائج الزيارة المهمة التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الخرطوم الأسبوع الماضي.

 

رسائل رئاسية
وعلى وتيرة الرسائل التي حملها المؤتمر الصحفي المشترك، كان هناك رسالة أخرى باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بقصر الاتحادية، د. عبد الله حمدوك رئيس وزراء الجمهورية السودانية، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.

 

واستعرض الطرفان، آخر التطورات والجهود المشتركة بين مصر والسودان فيما يتعلق بقضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق الحثيث بين الجانبين في ظل المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة، وتعزيز الاتصالات مع الأطراف الإقليمية والدولية لتفعيل المقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية للتوسط في تلك القضية، بما يساعد على التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وقبل موسم الأمطار القادم.

 

كما تطرق اللقاء كذلك إلى تبادل الرؤى بشأن مجمل القضايا الإقليمية في منطقتي القرن الأفريقي وحوض النيل، حيث اطلع الرئيس من الدكتور حمدوك على آخر مستجدات التوترات الحالية على الحدود السودانية الإثيوبية. 

 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، بأن اللقاء تناول أيضا؛ متابعة موضوعات العلاقات الثنائية بين الجانبين في ضوء الزيارة الأخيرة للرئيس إلى الخرطوم، وكذلك تطورات القضايا الإقليمية محل الاهتمام المتبادل.

 

 وقد رحب الرئيس السيسي، بالدكتور حمدوك في القاهرة، معربا عن الاعتزاز بعمق العلاقات الاستراتيجية والأواصر الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين وشعبي وادي النيل، مؤكداً سيادته أن تلك الثوابت طالما مثلت نهجاً راسخاً للسياسة المصرية، خاصةً في ظل المرحلة الانتقالية الحالية التي يمر بها السودان والذي يحتاج كل الدعم من أشقائه لتعزيز الاستقرار والتنمية به.

 

كما أكد الرئيس دعم مصر المتواصل للسودان من خلال التعاون والتنسيق في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، ومن ثم أهمية الزيارة الحالية لرئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية ومشروعات التعاون المطروحة بين الجانبين، وترجمة الإرادة السياسية المتوافرة إلى خطوات تنفيذية واقعية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، بما يجعله نموذجاً يحتذى به لباقي المنطقة.

 

من جانبه؛ أشاد الدكتور حمدوك بالنتائج المثمرة للزيارة الأخيرة للرئيس إلى بلده الثاني السودان، مؤكدا الخصوصية الشديدة التي تتميز بها العلاقات المصرية السودانية، واعتزاز شعب وحكومة السودان بأواصر الروابط التاريخية مع مصر التي تعد مركز ثقل المنطقة العربية والقارة الأفريقية، ومحور صون الأمن الإقليمي بأسره، مشيداً في هذا السياق بالمواقف المصرية الصادقة والممتدة للحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية.

 

وقد شهد اللقاء التباحث حول سبل دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين، خاصةً ما يتعلق بنقل التجربة المصرية في الإصـلاح الاقتصادي إلى السودان وتدريـب الكوادر السودانية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعي الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية، وتعزيز المناخ المواتي لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة سواء الصناعية أو الزراعية، فضلاً عن دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بالبلدين، إلى جانب تفعيل أنشطة اللجان الفنية المشتركة، وكذا تفعيل مذكرات التفاهم والبروتوكولات المُبرمة بين البلدين.