ودائما البر لا يبلي

تآملات.. نسرين موافي
تآملات.. نسرين موافي

لا تتوقف الحياة عن إثارة دهشتي، تصدمني بتأثير حقائق كنت أعدها من المندثرات.. مجرد أساطير فلم يعد لها في هذا الزمن مكان، وكيف نجدها في هكذا عالم، عالم مادي سريع!!

عندما اتوقف عن الإيمان ببعض المسلمات تأتي لتصدمني بتأثيرها في مرئى ومسمع الجميع.

عندما أتوقف عن الإيمان بتأثير  الكلمة الطيبة تأتي كلمة لتعيد لي إيماني وتثبته في قلبي، عندما أكفر بالمعاني الجميلة وأستبدلها بالسرعة، بالكثير من التفكير العملي والجفاء. تأتي لتبطيء حركتي قلوب جميلة تحمل المحبة دون غرض.

الحقيقة أنك مهما بلغت درجة ثقتك بنفسك، مهما حققت من أهداف وبلغت من مناصب وسمعت من تقدير لن يسعدك كل هذا أكثر من محبة دون هدف من أشخاص لا تربطك بهم إلا الكلمة الطيبة.

عندما أنسى أو أتناسى أن البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت أجد ما يذكرني بأن لا شيء يضيع هباءً. 

رأيت مثال أمامي لأنسان أعرفه جيداً وأعرف صفاء نيته أعلم كيف يتعامل بمنتهي الكرم و الإخلاص، معطاء ولا يبخل بنصيحة ولا ينتظر مقابل لها فهو راضٍ بحياته محقق لكثير من أهدافه ناجح على مقاييس كثيرة ولا يبحث إلا عن سعادته وسعادة من حوله.

أعرف كل هذا عنه وأكثر، لأجده في قمة السعادة من مجرد كلمات جميلة تحمل الكثير من المشاعر الطيبة من أشخاص لم تربطه بهم إلا حوارات قليلة.

كلمات أثرت فيه وأسعدته كما لم يسعده شيء قبلها وكأنه عُوِض من ربه وفُضِل  تفضيلا كبيرا.

جميلة جدا المحبة غير المشروطة بلا هدف أو غاية تنتج علاقة قوية تستند فقط على قلوب لا تتمنى إلا الخير لبعضها وحتى إن كان تبدو كلمات خيالية إلا أني رأيتها بعيني ليتجدد بداخلي الأمل أن في القلوب خير.

رأيت ذلك كله فعاد إيماني بأن الكلمة الطيبة معجزة في حد ذاتها تلين الحجر وتذيب جبال الجليد وتجعل الأغراب أقرب الأقرباء.
 
فلماذا نبخل بما يشفي قلوب غيرنا، لما نضن بكلمة طيبة تجبر خاطر تعب من كثرة كسوره؟

ماذا ستكلفنا كلمة طيبة صادقة تسعد قلب لأنها دون غرض ولماذا لا نعطي كل ذي حق حقه؟، نشيد بمن أجاد وأحسن ونقف بجانب من أساء بالنصيحة عله يصحح ما أفسد.

من يُحسن نُحسن إليه بل وندفع بالتي هي أحسن عل العداوة تستحيل لمحبة التقدير حق لمن اخلص وأجاد فأعطوا كل ذي حق حقه ولو بكلمة طيبة وابتسامة فهم كفيلين بإسعاده وسعيه للمزيد.