مأساة «شنب» الشاويش مع «شنب» مولانا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الشارب شيء من الجمال والفرح لكل مصرى"، العنوان السابق تصدر الصفحة 79 من مجلة " Life " الأمريكية، جاء العنوان أسفل صورة لشرطى مبتسم فى سعادة بالغة، وهو يرتدي زيًا أسود على ياقته الرقم 12289، ولم يكن الحديث فى العنوان عن الرجل المبتسم، إنما كان عن شيء زين وجه الرجل، إنه " شارب " لم يكن كأى شارب اعتيادى.

 

لحظة التقاط هذه الصورة من المصور " إيفان ديميترى" كانت من أكثر لحظات الإثارة التى حدثت له أثناء رحلته فى بلاد المتوسط، حين وقعت عيناه فى الإسكندرية على هذا الشارب المبروم والمرفوع إلى الأعلى، حينها أدرك المصور "ديميترى" أنه أمام خبير شوارب، فالشارب الذى أمامه كان نادرًا وغريبًا وقد بلغ طوله قرابة 18 سم، الشرطى صاحب الشارب لا يتحدث الإنجليزية والمصور "ديميترى" لا يتحدث العربية، فاستخدم لغة للتفاهم بينهما، هى لغة تحريك الشوارب، وسريعًا دخل الثنائى معًا فى حوار بالشوارب وجد فيه " ديميترى" نفسه فى وضع غير متكافئ، قبل أن يلتقط صورة للرجل، وفيما بعد علم المصور " ديميترى " أن من التقط صورته هو الجندى محمد إبراهيم الذى يقف ضمن حراسة نادى اليخت الملكى، ولفتت المجلة الأمريكية أن تلك الشوارب تعود لأصول تركية، لكنها أصبحت خارج نطاق الموضة فى مصرعام 1949، ولفتت المجلة أيضا إلى أن الملك الراحل فؤاد الأول اعتاد أن يربى شاربه بهذا الشكل، وقالت المجلة فيما بعد إن "جلالة الملك فؤاد لو كان مازال على قيد الحياة لغضب غضبا شديدا عندما يشاهد شارب الجندى محمد إبراهيم لأنه يقلده بالتطاول على شارب الذات الملكية " !

 

ولم تنته حكاية " شارب " الجندى محمد إبراهيم عند هذا الحد، فقد نقلت " آخر ساعة " فى يناير 1950 صورة شارب الشاويش محمد إبراهيم الذى ابتكر تقليعة جديدة فى إطار خبر فكاهى، لكن " الإجيبشيان جازيت " خطفت الخبر بالصورة وعقدت مقارنة بين شنب الشاويش محمد إبراهيم وشنب جلالة الملك الراحل فؤاد والد الملك فاروق وقالت :" شنب محمد يكسب "، وهنا الدنيا اتقلبت الدنيا على الشاويش محمد إبراهيم، ونشرت "آخر ساعة" فى 29 مارس 1950 خبرا تقول فيه إن شنب الشاويش محمد إبراهيم أحدث ضجة فى أوساط المحافظة والحكمدارية ودوائر البوليس، وانتهى الأمر بقص " شارب " محمد أمام لجنة التحقيق وتهديده بالرفت لو رجع ورباه من تانى.. مع تحذير واضح وصريح : " إلا شنب مولانا " !

"‭ ‬كنوز‭ ‬"