حكايات| مآسي الغرف المغلقة.. كيف يبدو الطفل المتحرش به؟

مآسي الغرف المغلقة.. كيف يبدو الطفل المتحرش به؟
مآسي الغرف المغلقة.. كيف يبدو الطفل المتحرش به؟

ربما لا تتخيل ما يتركه التحرش الجنسي في نفوس الأطفال، ومستوى الإيذاء النفسي الذي يتعرضون له من هذه التصرفات، وتتزايد الآلام كلما كان الجاني من محيط الأسرة.

 

نصائح علماء النفس وخبراء التربية دائمًا ما تتركز على ضرورة تثقيف الطفل أو الطفلة بأعضاء الجسد وحدود التعامل مع كل الأشخاص.

 

ولا يقتصر التحرش الجنسي بالأطفال على اللمس فقط؛ بل توجد صور أخرى يتم تصنيفها كتحرش كالإيحاءات وغيرها من بعض التصرفات.

 

ووفقاً للإحصائيات الرسمية لوزراة العدل الأمريكية ولمنظمة اليونيسيف فإن  67% من ضحايا الاعتداء الجنسي الذي تم الإبلاع عنهم هم من الأطفال أقل من 18 عاماً، وحوالي 34% أقل من 12 عاماً، وواحد من كل سبعة من الضحايا يكون عمره أقل من 6 سنوات.

 

 

 

ويمكن أن يحدث التحرش بالأطفال في أماكن معروفة للطفل كالمنزل أو مكان قريب منه، كما يمكن أن يحدث في مكان مفتوح مثل مراكز التسوق أو حتى أثناء استخدام المواصلات أو يحدث في أماكن مغلقة مثل النوادي أو المدارس.. «بوابة أخبار اليوم» حصلت على روايات مؤلمة لبعض الأطفال.

 

روايات مفجعة

 

«ج - 25 عامًا» يروي مأساته فيقول: «عندما كنت في التاسعة من عمري تعرضت للتحرش من صديق والدي المقرب.. كان يسكن بالقرب من منزلنا واعتدنا زيارتهم من الحين للآخر، ولكن في بعض الأحيان كنت أذهب بمفردي لإبلاغه رسالة أو إحضار غرض ما لوالدي وفي المرات التي أكون فيها بمفردي كان يحدث الأمر».

 

اقرأ أيضًا| باب خلفي للتحرش.. العالم السري لـ«موديلز» الملابس والبشرة

 

ويضيف: «استمر هذا الأمر لبعض الوقت وكنت دائماً أتجنب أي تجمعات يكون موجوداً بها، وبدأت في الانعزال والشعور بالوحدة ولم أستطع إخبار أبي أو أمي من شدة حرجي وظناً مني أنهم سيعتقدون أنني أكذب.. للأسف كبرت وتزوجت ولدي أطفال لكن لم أستطع تخطي أو نسيان ما حدث لي».

 

 

معاناة أخرى تحكيها «م»: «تعرضت للتحرش من قبل خالي، وأنا في سن الـ16 عامًا من عمري، وخشيت مصارحة أحد، وكبرت وحتى الآن أخاف التعامل مع الناس.. سافر خالي وتزوج وأنجب وأن لا أستطيع الاستمرار وتخطي ما كان يحدث حتى الآن».

 

مؤشرات التحرش

 

تعتمد جريمة التحرش والشخص الذي يقوم بالتحرش في المقام الأول على اكتساب ثقة الطفل، فالمتحرش الجنسي بالأطفال ليس فقط  عجوز أو ضخم ومخيف أو حتى شخص غريب؛ بل أثبتت الإحصائيات أن أغلب حوادث التحرش تتم من قبل شخص يعرفه الطفل محل ثقة وله سلطة عليه، وعادة يكون شخص مقرب أو أحد الجيران أو المدرب أو جليسة الأطفال، أو حتى شخص من العائلة.

 

إحصائيات المنظمات الدولية تؤكد أن 9 من كل 10 أطفال تعرضوا للتحرش يعرفون الشخص المعتدي عليهم، ويجب الانتباه لأي شخص يعطي الطفل اهتمام زائد مثل تقديم هدايا أو حلوى أو أي شخص يحاول قضاء بعض الوقت بمفرده مع الطفل.

 

إذًا يجب الإجابة عن أول سؤال قد يخطر في بالك أي أم أو أب: كيف يمكن إحداث توازن بين الرغبة في حماية الطفل  وإخافته من جميع من حوله فالمطلوب هنا ليس إخافة الطفل من أي شخص يتصرف بلطف تجاهه لكن الهدف هو حمايته من أي ضرر؟.. الإجابة باختصار هو الثقة بين الطفل ووالديه.

 


كيف يمكن معرفة أن الطفل تعرض للتحرش الجنسي؟

 

عادة لا يتحدث الأطفال عن أي إساءة جسدية تعرضوا لها نتيجة خوفهم واعتقادهم أن ما حدث هو خطأهم أو تم إقناعهم من قبل الشخص المتحرش، بضرورة أن يظل ما حدث سرا ويمكن أيضًا أن يقوم المتحرش بتهديد أو إخافة الطفل أو إقناعه أنه والديه لن يصدقوه إذا أخبرهم.

 

وأغلب الضحايا من الأطفال قد لا يظهر عليهم أي دلائل جسدية تُشير لحدوث تحرش نتيجة سرعة الجسم في الشفاء، وخاصة إذا كانت أعمارهم صغيرة ولكن بعد دراسة مجموعة من الحالات تم وضع بعض الدلائل التي يجب الانتباه لها في الطفل.

 

ولعل أول المؤشرات هو وجود إفرازات غريبة أو آلام في منطقة الأعضاء التناسلية أو كدمات على الجسم أو جروح أو أي آثار لا يمكن تفسيرها أو ليس لها سبب واضح.

 

ثاني مؤشر يتمثل في التبول اللإرادي أو مواجهة صعوبة في التبول، ويمكن أن تساعد العلامات السلوكية بنسبة أكبر مقارنة بالعلامات الجسدية في تحديد هل الطفل تعرض للتحرش أم لا.

 

ومن ضمن العلامات السلوكية أن يُصبح الطفل عدواني أو منعزل ولا يشارك في أي أنشطة معتادة، ويعاني من صعوبات أثناء النوم ويمكن أن يتعرض لكوابيس أو يتبول أثناء النوم، ويخاف الطفل من أشخاص معينين أو يتجنب قضاء أي وقت بمفرده معهم.

 

وقد يبدأ الطفل في إظهار سلوكيات غير لائقة فيمكن أن يتصرف بطريقة تحمل بعض الإيحاءات الجنسية أو يستخدم مصطلحات جنسية صريحة ومن المحتمل معرفته لهذه المصطلحات من المتحرش.

 

وقد يواجه الطفل مشاكل في المدرسة فيبدأ في مواجهة صعوبة في التركيز أو التعلم وقد يلاحظ الأب والأم انخفاض في درجاته مقارنة بوقت سابق، لذلك من المهم مراقبة ومتابعة الأطفال من عمر مبكر.

 

 

وما بين هذا وذاك، يصبح أولياء الأمور مطالبين بالسؤال دائمًا عن أصدقاء أبنائهم والمدربين والمدرسين وجميع الأشخاص الذين قد يتعاملون معهم على مدار اليوم، ووضع قواعد متعلقة باستخدام الإنترنت لأنه أصبح جزءا أساسيا من حياة الجميع الصغار والكبار.

 

وعلى الأب والأم، تجنب التصرف بطريقة غير ملائمة عند التأكد من تعرض الابن للتحرش، مع الحفاظ على الهدوء، وعدم إبداء أي رد فعل عكسي كالصراخ أو لومهم فالأطفال في هذا الموقف يحتاجون للاطمئنان وأخبروهم أنكم تصدقون ما يقولون.