حجر اللغات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب/ محيى‭ ‬الدين‭ ‬جرمة‭ ‬

(دمون دمون، إنا معشر يمانون، 
وإنا لأهلنا،وأصدقائنا. محبون)
 امرئ القيس.
  هم احتطبوا دمي،
 حتى المياه الخضر.
لم تسلم من الفأس،
 الجداول،
شلحوها في أغانينا 
التي كبرت كما الأزهار.
لم نعبر لكي نرحل بعيدا 
عن ظلال الميتين.
هم اللألي احتطبوا النهار بليل ِ.
لم يتركوا للظل من عنب ٍ.
وللخطوات من عتب ٍ.
وللطرقات من سبب ٍ. 
لنمشي فى السبيل ِ 
علي السبيل.
وتستقيم لنا الأمور 
ونستقيم كما نريدُ.
كما نري،
ونحب ورد الخال
فى خد الحياة،
 كما نريد، 
هم اللألى احتطبوا بهار الفل
فى طين الغزالة.
لا لتعبر نحو فاقتها 
إلي السفر السعيد
إلي النجوم.
ولا لنكره
أو نحب كما نشاء.
ونستعيد الرند 
في جول من الفَخّار 
والريحان أعلي كل بيت.
ولا لنقطف مشمش الكلمات 
من زهر الأكاسيا،
ونحل الأرض
فى شجر البعيدِ.
أريد أن أبقي صغيرا 
مثل أعمار الزهور.
وأقطف الحلوي علانية 
لأكبر كالصغار بلا حدائق،
أو لأسمو كالجراح،
علي الجراح.
أريد...
لكن الأفاعي
لم يخلوا للمسافة حالها
بيني وبين السجن.
والسجان.
بين الله والإنسان.
بين الدِين والدنيا.
وبين الدِين والدينميت.
والشيطان.
صبي يا فتاة 
لضيفك المجنون.
صبي الشاي.
والبن القليل.
وزغردي
يا(بنت صين الصين) لي.
إن الأساطير
 التى كنا نرددها تناستنا.
وأنستنا زهور الشام. 
والأحلام. 
والنوم الهنيء.
ومرغت حتي الهواء،
وشوشت حتي الرياح البيض،
فى مطر الحقول ِ.
سأحتمي بي 
من ظلال الريح
فى ناي بلا أحد ٍ، 
لكي أنأي،
عن الزيف الحقيقي.
لي دواليب المخبأ 
في الشموس 
وفي المناجم.
سوف لا أحتاج عطرا،
غير فهمى للعطور 
بلا روائح،
كالغياب
وكالفصوص.
وكالضباب 
علي النصوص.
وكالعقيقِ.
سأحتمي بالزهر 
فى لبلاب ورد الاستعارة 
يا ندي نومى 
الذي من حنطة الكلمات
والضوء المرافق للطريق.
سأحتمي بضباب أيامى 
وما يهمي على قمح البنات،
وشهقة الحلم، 
النعاس إذا غفا 
وأظل نجمته
علي عشب الحديقة 
والصديقة 
والصديق.
وأحتمي من غيمة فى البحر
تغرق تحت موجته
الموجهة الجهات،
ولا غد لي غير صمتي،
عارش مسنتجدٌ كالماء
في قش الغريقِ.
أضمني فى صدر موسيقي
 لأحفظني
وأحفظ بعي ما تنسي النساء.
وبعض ما أنسي أنا.
حجر اللغات.
علي سجية ما أريد،
 وما أري...
خجلي على مرآة ورد الذاهبين،
كرف أغنية بلا كُتب ٍ 
ونهرٍ سال فيه الظل
مثل شموسه 
فى صخرة 
كعذوبة الماء الرقيقِ.
أخِفُ ليلا في النوافذ كالهلال،
وكالعصافير التي
بجفاف أمطار تبللني،
تعزفني كبرقوق الظلال
إذا تساقينا،
وحدقنا كمرآة 
وسرنا 
مثل أسرار السُراة 
وكحل عابرة 
تخطف كالبُروق ِ.
شجرٌ تهامي،
جلاجلُ سمسم،
وقديدُ ماء ٍ 
في المُراق من السماء.
صَمتُ ثم نزفتُ كل الريح
في كفَيَ
 أشعلتُ الغياب 
بلا ثقاب ٍ 
أو حريق ِ
>>>
قالت رمال في الطريق إليك:
يا بحر افترقنا، فى حواف الشاطئ.
افترق النخيل وملحك.
افترق الصدي والصوت.
والكلمات.
بعض ندي يبللنى 
من السيلكون.
قال التيه: ضعتُ. 
ولم أجد غير النوارس.
لا صحاراي التي ضيعت فيها العالمين.
ولا فتوحاتى القديمة والجديدة
خلدتنى في الضياع.
وقال ظلٌ في ترنحه:
اقترفنا الماء غِباً من عناقيد
وشاهدنا الضباب يسيل 
ى س ى ل مثل الليل
في شِعر امرئ القيس ابن حُجرٍ.
قيل أن القاصرات الحرف
أوقات الغروب 
يطلن ماء شعورهن.
ونحن ننتظر الملاك.
وظل وحشتنا 
التي فقدت منازلها.
سوي قمر يضيء الشك
في الزمن اليقين ِ.
وحين كنا فى العراء 
صيد بعض الورد.
لم نخجل من المرآة 
فى دمنا
غداة الحرب.
لكنا رأينا في المرايا 
آخرين.